أ. هشام حمادة :
شفيق …بعد غسيله
من فترة كتبت أن هناك مسار أمريكي يفرض نفسه على السيسي و حزبه ..تمثل فى أقصاء فكرة المد للسيسي ل6 سنوات وتعديل الدستور واستخدمت أمريكا المعونة العسكرية للجيش كورقة ضغط فى ذلك.
ترشح شفيق اليوم خطوة تأتى فى المسار الأمريكي أما منعه من السفر فتأتى بضغط من رؤية مناوئة أو منافسة وهى الرؤية الخليجية الاقليمية (سعودية /اماراتيه/ اسرائيلية – و التنسيق جاري على أعلى مستوى بين الثلاثة)
الرؤية الامريكية لها وسيلة ضغط قوية على الجيش و تسليحه مباشرة , والرؤية الاقليمية تملك بيئة الصراع أو ميدان اللعبةو بخاصة الاعلام وتملك التمويل.
تباين الرؤى موجود دائما و بخاصة من 25 يناير وكل رؤية تنتزع مرحلة حسب الاوضاع على الارض والفرصة السانحة .لذلك هى فى جوهرها تكاملية و تبادلية اكثر منها تصارعية .
النهاية السلمية ل25 يناير كان انتصارا للرؤية الامريكية . 300 يونيو والانقلاب كان رؤية اقليمية (اتفقنا أن اقليمية تعنى تنسيقا بين الخليج واسرائيل ) وخاب مسعى امريكا حينها لايجاد مخرج وسيط او حل سلمي فاستكملت الرؤية الاقليمية اندفاعها باللجوء للعنف الدموي لانهاء معارضة الانقلاب العسكري.
ومع تعثر الامور فى مصر وزيادة السخط الشعبي وخروج سيناء من دائرة السيطرة وانتقال العنف القوى لاماكن اخرى داخل مصر ممايثير سحبا من غموض فى افق المستقبل تكرهه الاستراتيجية الامريكية وبخاصة فى ظل انهيار اقتصادي . فإن الرؤية الامريكية تحركت بنشاط لحوكمة مستقبل مصر السياسي.
حماس شفيق المفاجئ واصطدامه بقوة مع ارادة الامارات (لدرجة دفعت انور قرقاش وزير الشئون الخارجية الاماراتي للتعرض له بشكل مهين بتعليقات ليس فيها لهجة دبلوماسية ) و انطلاقه المندفع بعد طول تردد ملحوظ يشي بأن الأكمة وراءها ماوراءها وبخاصة أنه اشتهر بالتردد و التريث و الصمت اغلب الوقت .
ظهور محطات امريكية بارزة للرؤية الامريكية بهذا التوالى في حين نرى الارتباك و الحيرة و الصمت فى الاعلام المصرى يوحى بضعف الرؤية الاقليمية امام الرؤية الامريكية. فهل سيتبادلان مرة أخرى دورا المشاهد و اللاعب لصالح اللعب الأسرع؟
إذا عاد شفيق لمصر , وأغلب الظن أنه راجع, فإن معنى ذلك أن السيسي تحت اكراه شديد لن يستطيع مقاومته لنهاية الخط .