أركان الهوية الإسلامية
د / نور احمد
للهوية أركان أساسية سعى الغرب إلى هدمها ركنا ركنا مبالغة في العداء وحرصا على تضييع هوية الأمة وإفسادها مع محافظته على هويته وحرصه عليها فلم نر يوما أوروبيا يلبس ثيابنا ولا أمريكيا يفتخر بالتشبه بنا بل يعتبرون ذلك خرقا للهوية وتجاوزا لثقافتهم
.. أولاً / العقيدة :
تعتبر العقيدة هي الركن الأكبر في الهوية أيا كانت هذه العقيدة فالبوذي يحافظ على عقيدته والنصراني يبشر بها واليهودي يموت من أجلها ،
فكيف بأهل عقيدة الإسلام من أبناء العرب والمسلمين
. فهذا الصحابي الجليل مصعب بن عمير حينما أسر المسلمون أخاه في بدر قالها بعد أن ترجاه أخوه : ” صه .. هذا أخي دونك “.
وهاهم اليهود يجتمعون من أكثر من 102 دولة ويتحدثون بأكثر من 70 لغة جمعتهم عقيدتهم . وذكرت صحيفة أحرنوت سنة 78 م.
تصريحا جاء فيه :
إن على وسائل إعلامنا ألا تنسى حقيقة هامة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب وهذه الحقيقة هي أننا نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال 30 عاما ً ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد ولهذا يجب ألا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاض الروح الإسلامية بأي شكل وبأي أسلوب ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف والبطش لاخماد أية بادرة ليقضة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا ” .
ضياع الهوية وضعف الاعتزاز بها هو ما نجني ثماره اليوم الأمر الذى جعلنا نرى تدخل الغرب في خصوصياتنا وشؤوننا بدون خجل ولا وجل لينشروا هويتهم وليسقطوا هويتنا ليس فقط في بلادهم بل حتى في بيوتنا وعلى أرضنا وفي شوارعنا وأسواقنا .
ثانيا / التاريخ:
التاريخ هو خميرة المستقبل وهو ركن مهم من أركان الهوية ومن لا يفتخر بتاريخه فلن يفتخر بمستقبله ، وتاريخنا ممتد عبر الأزمان لأن تاريخنا مرتبط بالاسلام وحضارته وانتصارات المسلمين عبر التاريخ ، فعلينا قراءة التاريخ قراءة متأنية واستلهام عبره وعظاته لنستطيع قراءة الحاضر ورسم خريطة المستقبل .
ثالثا / اللغة :
إن ارتباط اللغة العربية بالعقيدة ارتباط واضح لا لبس فيه فهي لغة القرآن وبها يخطب الإمام وبها يصلي المصلي وبها يحفظ الدين
… يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :” اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية ولا يتم الواجب إلا به فهو واجب ”
واللغة مكون رئيس من مكونات الهوية وهدمها سبيل لهدم الهوية. ومن العجائب التي توضح معرفة أهل الباطل بأثر اللغة ما فعله كمال أتاتورك حينما منع اللغة العربية وجرم من يتحدث بها بعد سقوط الخلافة .
رابعا / الأرض :
لقد كانت الأمة مجتمعة على أرض موحدة منذ عصر الخلفاء الراشدين إلى أن تم تقسيم الدول الإسلامية وبث التناحر بينها ليرسخ المفهوم الوثني للوطنية والذي أدخله مصر رفاعة الطهطاوي لينتشر بعد ذلك في العالم الإسلامي بمفهوم خاطئ يعزز حب الذات وكره الآخرين ويزرع بغض المسلمين والحقد عليهم لمجرد مخالفتهم للوطن فتجد المصري يحقد على السوداني وتجد القطري يحقد على السعودي وهكذا يقول المؤرخ اليهودي برنارد لويس ” كل باحث في التاريخ الإسلامي يعرف قصة الإسلام الرائعة في محاربته لعبادة الأوثان منذ بدء دعوة النبي وكيف انتصر النبي وصحبه وأقاموا عبادة الإله الواحد التي حلت محل الديانات الوثنية لعرب الجاهلية، وفي أيامنا هذه تقوم معركة مماثلة أخرى ولكنها ليست ضد اللآت والعزى وبقية آلهة الجاهليين بل ضد مجموعة جديدة من الأصنام اسمها الدولة والعنصر والقومية . ويقول وهو الخبير بالشرق الأوسط :”فالليبرالية والفاشية والوطنية والقومية والاشتراكية والشيوعية كلها أوروبية الأصل مهما أقلمها وعدلها أتباعها في الشرق الأوسط.