أبوغريب دمياط..سجن مركز عزبة اللحم عار على الإنسانية

349

صرخات استغاثة متواصلة يطلقها أهالي المعتقلين داخل سجن مركز عزبة اللحم بدمياط لتسجل عارا على جبين الإنسانية لوجود مثل هذا المكان الذي يذكر بسجون العصور الوسطى .

يضم السجن 400 فرد ما بين سياسي وجنائي موزعين على 11 زنزانة لا تصلح حتى للحيوانات ،ويوجد زنزانة بها 50 فرد مع العلم أن الزنزانة بنيت لعشرة أفراد.

تبدأ رحلة المعاناة بمجرد الاستقبال حيث يتم استقبال السجين بالسباب والإهانة وبذاءات لا يتقبلها إنسان ،وتفتيش غير آدمي يصل للعبث بالمناطق الحساسة.

لدى دخولك الزنزانة يصدمك المشهد لجثث آدمية متراصة أو متراكمة فوق بعضها لا تجد لنفسك مكانا بينها إلا بعد يومين تقضيهم واقفا بجانب دورة المياة.

ويكون نصيبك بعدها شبر وقبضة داخل الزنزانة هما كل ما لديك لتجلس بهما وتنام وما أدراك ما النوم تنام على جانبك ويصبح النوم على ظهرك حلما بعيد المنال.

ومع قدوم فصل الصيف تتحول الزنازين إلى جحيم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار عشر درجات عن الحرارة خارجها يضاف إلى ذلك انعدام التهوية،وتزيد المعاناة رائحة العرق الذي يغرق الأجساد بلا توقف.

يضاف إلى ذلك تدخين الجنائيين للسجائر بشراهة والحشيش وغيره ما يجعل الهواء في الزنزانة عبارة عن سحابة من الدخان ،ما أدى إلى انتشار أمراض الربو بين المعتقلين .

وتنتشر الحشرات بكثافة داخل الزنازين فتملأ الملابس والفرش لتزيد من معاناة المعتقلين وعذابهم.

صممت الزنازين بطريقة حرمتها من الشمس منذ انشائها وهو ما أدى لانتشار الأمراض الجلدية كالجرب والتينيا والحساسية بأنواعها – الحبوب و الدمامل – و الحمي و نزلات البرد هشاشة العظام وضعف النظر نتيجة ظروف الحبس.

كما حرمت إدارة السجن أصحاب الأمراض المزمنة من الرعاية الطبية ومنعت عنهم الأدوية أو حتى شرائها أو دخولها بالزيارت لتقتلهم بالبطئ .

وتتعمد إدارة السجن حبس أصحاب الأمراض المعدية مثل الدرن والإلتهاب الكبدي الوبائي مع باقي المساجين ما يؤدي لانتشار الأمراض وهو ما يمثل جريمة تستحق المسائلة والعقاب.

كما تعمل إدارة السجن على قطع المياة والكهرباء فترات طويلة ولا يحصل المعتقلين على الماء إلا لدقائق خلال اليوم .

وفي حالة الاعتراض على ذلك يتم المعاقبة بالحبس الإنفرادي وقطع المياة عن باقي الزنازين.

وتمارس إدارة السجن بحق المعتقلين التجويع فالطعام عبارة عن رغيف خبز يوميا مع قطعة حلاوة فاسدة أو قطعة جبن فاسدة يتقاسمها المساجين ويتشاجروا عليها .

كما يمنع دخول طعام  إلا يوم الزيارة فقط والذي يفسد سريعا نتيجة لانعدام التهوية وارتفاع درجة الحرارة .

وتزيد إدارة السجن في جرائمها فتمنع حتى تهوية الفرش أو خروجه للشمس الأمر الذي أدى لانتشار حشرات الفراش والبق والصراصير والبراغيث كما أن الفرش غطتها طبقة من العفن .

وتحرمهم الإدارة المجرمة من التريض والتعرض للشمس بالمخالفة القانونية لقوانين تنظيم السجون وأماكن الإحتجاز وهو ما يعد جريمة لا تسقط بالتقادم وتتيح ملاحقة مرتكبها داخل وخارج مصر.

ولا تتجاوز الزيارة دقيقة واحدة يتم فيها التفتيش بطريقة مهينة يتم بعدها النداء على سجين آخر.

وفرضت إدارة السجن ما يعرف بنظام الإتاوة والتي تتنوع ليومي وأسبوعي وموسمي يتم تحصيلها من السجناء والأهالي .

وفي حالة عدم الدفع يتم عمل تفتيش مفاجئ يجمع فيه كل محتويات الزنزانة في أكوام وسط الزنزانة وهرسها وتوزيعها بعد يومين .

جرائم لن تسقط مهما مضى عليها الزمن وستظل تبعاتها تلاحق أصحابها وسيحاسبون عليها مهما طال الزمن .

ويظل وجود مثل هذا المكان صرخة في وجه كل إنسان وحر وحقوقي تدفعه ليتحرك لرفع الظلم ومحاسبة الظالمين .

 

مواضيع مرتبطة ..

تدهور الحاله الصحيه للنائب تيسير دبا بحجز عزبة اللحم

٤٩١ معتقلا توفي في السجون المصرية منذ ٢٠١٣

مركز حقوقي: إهمال طبي لنائب مصري معتقل

بالصور والتقارير … انقذوا على كرات يصارع المرض و الموت البطيئ بسجن مركز بدمياط

معتقلو سجن العقرب بمصر والموت البطيء

تقرير رسمي: سجون مصر سلخانات للقتل والتعذيب

التعذيب دستور السجون المصرية