#آيه_ومعني
{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} (النحل٤)
ثم ساق – سبحانه – دليلا آخر على انفراده بالألوهية عن طريق خلق الإِنسان فقال : ( خَلَقَ الإنسان مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) .
والمراد بالإِنسان هنا جنس الإِنسان .
والمراد بالنطفة هنا : المنى الذى هو مادة التلقيح من الرجل للمرأة .
والخصيم : الكثير الخصام لغيره ، فهو صيغة مبالغة . يقال : خصم الرجل يخصم – من باب تعب – إذا أحكم الخصومة ، فهو خصم وخصيم .
أى : خلق – سبحانه – الإِنسان . من مَنِىٍّ يُمنى ، أو من ماء مهين خلقا عجيبا فى أطوال مختلفة ، لا يجهلها عاقل ، ثم أخرجه بقدرته من بطن أمه إلى ضياء الدنيا ، ثم رعاه برعايته ولطفه إلى أن استقل وعقل .
حتى إذا ما وصل هذا الإِنسان إلى تلك المرحلة التى يجب معها الشكر لله – تعالى – الذى رباه ورعاه ، إذا به ينسى خالقه ، ويجحد نعمه ، وينكر شريعته ، ويكذب رسله ويخاصم ويجادل بلسان فصيح من بعثه الله – تعالى – لهدايته وإرشاده .
تفسير الشيخ الطنطاوي
#نافذة_دمياط