م. نبيه عبدالمنعم يكتب هيا بنا لنفشل مرة أخرى

رسب طالب كان متفوقاً فى الثانوية . فبدلاً من أن يجتهد لينجح دله أصدقاء السوء فى لحظة ضعف ويأس على طريق المخدرات بأعتبار أنه ليس أفضل من أن تعيش اللحظة وأن الدنيا لا تساوى فلماذا نتعب أنفسنا فى المذاكرة والهم ووجع القلب وطريق التعليم الطويل .

ودله طالب آخر على طريق الزهد فى الدنيا بأعتبارها لا تساوى وأننا ميتون على كل حال فلماذا نتعب أنفسنا فى المذاكرة والهم ووجع القلب وطريق التعليم الطويل .

طريقين سهلين ولا مشكلة فيهما فى البداية على الإطلاق ولكن جربهما آلاف الناس فكان نهايتهما فشل ذريع .

وكأن هناك من يريد لنا أيضا أن نعالج فشلنا بالسير فى طريق تم السير فيه من قبل وتجريبه عشرات المرات وثبت فشله .

هناك من يريد أن يستغل إحباطنا ومرارتنا بالسير حرفيا فى طريق الجماعة الإسلامية فى الثمانينات والتسعينات وقد كانت تمتلك كوادر وسلاح وتدريب وخطط وخاضت مواجهات .

ثم انتهى بها الأمر الآن الى مراجعة موقفها بعد فقدها لآلاف القتلى والمفقودين والمعتقلين . وبعد عشرات القتلى الأبرياء من السياح والمواطنين الآمنين يتحملون أوزارهم يوم القيامة . من أجل قتل بضع ضباط مجرمين يعدون على أصابع اليد ،تم تصفيتهم فبدأ الأمر ساعتها كأنه نجاح وهو فى حقيقته مجرد مخدر لذيذ ومنعش لشفاء الصدور والإنتقام من ضباط ينفذون بإجرام أجندة فرعون فقطعوا جزءاً يسيراً من ذيل الأفعى ثم بعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة . أصبحوا الآن أكثر مزايدة بالسلمية من كل التيارات .

ثم ياتى لنا من يحاول إقناعنا بسلوك نفس الطريق لمجرد عدم صبره على حرقة صدره ومراراته .

وهناك على التوازى من يحاول جرنا إلى سلوك طريق شبيه حدث فى الجزائر تم تجربته من أناس كانت لهم شرعية وحق مثلنا وشعبية بأكتساح أكثر منا . فظلوا عشر سنين فى ملعب العسكر الذى جروهم اليه،ميليشيات إسلامية مسلحة بهدف قتل المجرمين ومواجهة الظالمين وميليشيات مخابراتية شبيه بها تقتل من لا يستحق القتل .

ورجال بلحى يقتلون الضباط ورجال بلحى مزيفة تابعين للجيش يقتلون الناس وميليشيات مخابراتية بمظهر اسلاميين واختلاط للحابل بالنابل لعشر سنين كره فيها الناس الحميع وكفروا بكل الحلول وأعتبروا العسكر ملاذاً آمناً وحيداً .

وهناك أيضا تجربة سورية أخرى ماثلة حقق الثوار فيها نجاحاً حتى أصبحوا على مشارف قصر بشار ،فقامت الحيات والأفاعى التى تحرسه من الصهيونية العالمية والغرب والشرق بالوقوف سداً منيعاً أمام إسقاطه فتم قتل عشرات الآلاف وسجن وتشريد الملايين واختلط الحابل بالنابل كالعادة وفتلوا من دقن الثورة تنظيمات تقاتل بعضها والنظام المجرم وأتباعه يتفرج ويراقب الثوار الحقيقيين والثوار المزيفين يقتلون بعضهم .

ونموذج آخر فى ليبيا ونموذج فى اليمن والبعض مصممين على محاولتهم المستميتة لجر الإخوان لسلوك نفس نفس الطريق فإن لم يفعلوا تم اتهامهم بالجبن وقصر النظر وانعدام الخطة والرؤية .

وهم أنفسهم كانوا قد وعدونا برؤية فلم تكن إلا تكرار نفس الأفكار المكررة بصياغات جديدة براقة . وصدق النبى حين قال ( القوى الذى يملك نفسه عند الغضب )

لسنا نعارض الرؤى الجديدة ولا محاسبة المقصرين ولا بد من وضع رؤية نعم ولابد من تخطيط نعم ولابد من تنحية عوامل وأسباب وأشخاص الفشل نعم ولكن ليس بالضرورة ليحدث ذلك أن نستجير من الرمضاء بالنار وأن نعالج فشلنا بشرب المخدرات والذهاب فى سكة اللى يروح ما يرجعش فى الدنيا والآخرة .