أسرة الرئيس مرسي.. كيف تواجه عواصف التنكيل والأكاذيب بثبات؟

أسرة الرئيس مرسي.. كيف تواجه عواصف التنكيل والأكاذيب بثبات؟

هي أسرة من طراز مختلف، إنها إسرة الرئيس محمد مرسي، المخطوف منذ خمس سنوات في سجون العسكر، تربت على قيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه، من القرآن تشربوا أخلاقهم الحميدة،وثباتهم أمام الفتن وعواصف التنكيل والأكاذيب؛ هو، إذا، ثبات المؤمنين الراسخين الذين تملك الإيمان واليقين أفكارهم ومشاعرهم فباتوا يستعلون على أكاذيب المرجفين والأفاقين ويواجهون تنكيل الظالمين المستبدين بثبات لا يتزعزع وعزم لا يلين وصبر جميل يستعصى على الذلة والخنوع.

جاء بيان أسرة الرئيس مرسي أول أيام رمضان لينتقد الحصار والتعتيم المتعمد عن طبيعة و ظروف احتجاز الرئيس منذ الانقلاب العسكري سنة 2013، ودون أن يسمح له بحقه الطبيعي في مقابلة أسرته وفريقه القانوني على مدار سنوات الاعتقال.

البيان يكشف حجم التنكيل من جانب العسكر لأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، ولأسرته لمجرد أنهم رفضوا الخضوع للانقلاب ولم يعترفوا بشرعيته؛ فالرئيس مرسي ممنوع تماما من لقاء أي بشر، وهو في اعتقال انفرادي تعسفي وحصار وعزلة كاملة منذ اختطافه عشية الانقلاب وحتى اليوم، ولم تتمكن أسرة الرئيس وفريق دفاعه القانوني من لقائه سوى مرتين على مدار سنوات الاعتقال الخمس. كما أن أسرته لا تعلم شيئا عن مكان وظروف احتجازه، ولا نوعية طعامه و شرابه، فضلا عن حالته الصحية وخاصة بعد حديث الرئيس عن تعرضه للخطر والتهديد المباشر داخل مقر احتجازه أيام 8 أغسطس 2015، و 6 مايو 2017، و23 نوفمبر 2017.

ليس وحده

التنكيل طال أسامة نجل الرئيس، رغم أنه محام ومتحدث إعلامي باسم الأسرة؛ فمنذ اعتقاله في ديسمبر 2016 لم تتمكن الأسرة من زيارته سوى مرة واحدة.

أسرة الرئيس تواجه هذه العواصف العاتية من الظلم والتنكيل بثبات المؤمنين الراسخين الذين يستمدون العون من الله، لكنهم لا يقبلون الضيم ولا يقبلون الدنية في دينهم أو دنياهم. فرغم أن ظروف اعتقال واحتجاز الرئيس مرسي ونجله أسامة مخالفة لكافة الدساتير والقوانين المنظمة للعدالة في مصر والعالم؛ وزيارتهم والاطمئنان عليه حق لا مكرمة من أحد، ومخالفة ذلك لسنوات انتهاك للحقوق الإنسانية والقانونية وكافة المواثيق الدولية.

بيان الأسرة يشدد كذلك على أن الانقلاب العسكري على المسار الديمقراطي هو الجريمة الكبرى التي لن تسقط بالتقادم.

شائعات وأكاذيب

أسرة الرئيس تعرضت لأبشع صور الأكاذيب والتشويه والتشهير، فبمجرد تقدم الدكتور محمد مرسي للترشح دارت ماكينة الأكاذيب بحق الرئيس. وكانت البداية وصفه بـ”الاستبن” في محاولة يائسة لتنفير الشعب عن الإسلاميين لكن الرئيس صدمهم وحصل على المركز الأول في انتخابات الرئاسة الوحيدة التي جرت بنزاهة منتصف 2012.

وبعد أداء اليمين الدستورية للرئيس بعشرة أيام فقط، راجت شائعة جديدة يوم 2 يوليو 2012م مفادها أن أسامة نجل الرئيس مرسي استقبل زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي بمطار القاهرة ومنحه قلادة رئاسية، ما دفع نجل الرئيس إلى تكذيب الخبر، قائلا: “أقسم بالله لم أقابل (الغنوشي) ولا أعرف شكل (قلادة الرئاسة)، بل نفى نجل الرئيس وقتها دخوله أيا من قصور الرئاسة أصلا، مشددا على ابتعاد أسرة الرئيس تماما عن أي شيء يتعلق بالرئاسة.

لكن الأكاذيب والشائعات لم تتوقف يوما واحدا، فمرسي يريد بيع الأهرامات وقناة السويس لقطر وحلايب وشلاتين للسودان وسيناء لحركة حماس، ويصر على تحجيب السيدات والفتيات، بهذه الشائعات دارت ماكينة الأكاذيب لوأد أو تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ مصر كله.

وقبل الانقلاب بشهور قليلة، زادت ماكينة الأكاذيب والشائعات من حركتها ونشرت إحدى الصحف الصفراء الموالية للعسكر “فيتو” تقريرا في فبراير 2013، زعمت فيه أن السيد نجلاء زوجة الرئيس تمارس جنون السلطة في طابا وأنها أنفقت 200 ألف دولار في رحلة هناك على متن طائرة خاصة استضافت خلالها 12 أسرة إخوانية في حماية حرس الرئاسة!

وثبت أن كل تلك الأخبار أكاذيب وشائعات، وطبعا لم تعتذر الصحيفة؛ لأنها تعلم من البداية أن الخبر عبارة عن أكذوبة ، وأن الصحيفة ما تأسست إلا لمثل هذه الأكاذيب والافتراءات على معارضي حكم العسكر والتسبيح بحمد العسكر وتكريس حكمهم للأبد على حساب الشعب والوطن والديمقراطية.

اعتقال 3 من أفراد الأسرة

وبعد الانقلاب الذي قاده كبار المجرمين في المؤسسة العسكرية والموالين للصهاينة والأمريكان برئاسة السيسي، تم اختطاف الرئيس مرسي حتى اليوم في ظل ظروف تعسفية وإجراءات ظالمة تستهدف التنكيل بأول رئيس منتخب بحق في تاريخ البلاد، ولفقوا له عشرات التهم الباطلة وحكموا عليه بأحكام جائرة دون برهان أو دليل سوى التنكيل بأول رئيس مدني منتخب.

كما تم اعتقال نجله أسامة المحامي والمتحدث الإعلامي باسم الاسرة والحكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة حيازة سكين داخل المنزل!

وكان النظام العسكري السلطوي قد لفق تهمة حيازة حشيش لعبدالله النجل الأصغر للرئيس في تهمة ملفقة من أجل التشهير بالأسرة ومحاولة تشويه سمعتها.