«3» صدمات اقتصادية جديدة في انتظار المصريين الشهور المقبلة

رغم التدهور المستمر والنزيف المتواصل الذي تعاني منه بلادنا منذ أن سطا العسكر على الحكم، إلا أن  أياما صعبة في انتظار شعوب المنطقة وعلى رأسها الشعب المصري المسكين الذي يعاني من ويلات الغلاء والفقر والاستبداد ويتحمل من أذى نظام الحكم العسكري  ما لا يتحمله شعب على وجه الخليقة.

وبحسب خبراء ومحللين في الاقتصاد، فإن الاقتصاد المصري يمر  بانهيار  مخيف وسيكون  المواطن من الطبقتين الفقيرة والوسطى هو ضحية سياسات النظام التي أسهمت في زيادة معدلات الديون بصورة مخيفة وسط تحذيرات من أن استمرار النظام على القروض وفرض مزيد من الضرائب والرسوم لن يسهم مطلقا في تعزيز  قدرات الاقتصاد المصري.

ويتوقع الخبير  الاقتصادي مصطفى عبدالسلام في مقاله بعنوان “أيام صعبة في انتظار دول المنطقة.. والمواطن هو الضحية” أن يواجه المصريون خلال الشهور القليلة المقبلة “3” صدمات مرعبة سوف تزيد من معاناة المواطنين وتحيل حياتهم جحيما لا يطاق في ظل تواصل الغلاء وعدم قدرة النظام على إدارة موارد الدولة بصور صحيحة.

“ارتفاع النفط”

الصدمة الأولى، أن مصر وغالبية دول المنطقة باتت على موعد مع حدوث قفزات في أسعار النفط، وهذه القفزات ستنعكس بشكل كبير على الأوضاع المالية لهذه الدول باعتبارها دولا مستهلكة للطاقة، وأن أي تحرك في أسعار الطاقة، يترتب عليه حدوث زيادات سريعة في أسعار المشتقات البترولية من بنزين وسولار ومازوت وغاز وغيره، وهذه الزيادات تضيف أعباء هائلة على موازنات هذه الدول العامة وتتسبب في إرباك صانع القرار.

ويشير  عبدالسلام إلى أن أي زيادة في سعر النفط بمقدار دولار واحد تكلف الموازنة المصرية أعباء مالية قيمتها 4 مليارات جنيه، ولنا أن نتخيل حال الموازنة في حال زيادة أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل. مضيفا أنه في حال وصول سعر النفط إلى هذا الرقم المخيف، فإن هذا سيترتب عليه تحميل الموازنة المصرية أعباء مالية تفوق قيمتها 130 مليار جنيه أي ما يعادل 7.2 مليارات دولار، لأن الموازنة قدرت سعر البرميل بنحو 67 دولارا للعام المالي الحالي 2018-2019.

ويوضح الخبير الاقتصادي أن زيادة سعر النفط لهذا الرقم البالغ 100 دولار للبرميل هو احتمال قائم، خاصة عقب دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وتصاعد وتيرة الحرب التجارية بين أميركا من جهة والصين والاتحاد الأوروبي واليابان من جهة أخرى، وعودة المستثمرين لحيازة الذهب باعتباره الملاذ الآمن، ورفع سعر الفائدة على الدولار من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي.

هروب الأموال الساخنة

الصدمة الثانية، التي سيكون لها تأثير مباشر وقوى على الأوضاع الاقتصادية على مصر ، يتعلق بانسحاب الأموال الساخنة المستثمرة في أدوات الدين الحكومية كأذون الخزانة والسندات من هذه الدول، في إطار عملية نزوح جماعية لهذه الأموال من معظم الأسواق الناشئة حول العالم.

وهذا النزوح سيخلق 3 أعباء إضافية على الموازنة المصرية، الأول هو دفع البنوك المركزية إلى رفع سعر الفائدة للحد من هروب هذه الأموال الساخنة التي تلعب دورا مهما في استقرار سوق الصرف المحلي وتوفير السيولة النقدية الدولارية، وهذا الرفع سيؤدي إلى أمور خطيرة منها زيادة الدين العام، وعجز الموازنة العامة، والتوسع في الاقتراض الخارجي والداخلي، وشل حركة الاستثمار، وتأجيل سداد بعضه.

أما العبء الثاني فهو أن هذه الدول ستسحب مليارات الدولارات من احتياطياتها من النقد الأجنبي، لتلبية احتياجات مستثمري الأموال الساخنة الهاربة والتي قدرت قيمتها في مصر مثلا بـ 8 مليارات دولار خرجت من البلاد خلال 4 شهور فقط وفي الفترة من إبريل/نيسان وحتى أغسطس/آب.

أما العبء الثالث، وهو الأخطر، فهو أن دول المنطقة وبنوكها المركزية قد تلجأ إلى إجراء خفض جديد في قيمة عملاتها المحلية مقابل العملات الرئيسية وأبرزها الدولار، للحد من الضغوط التي يتعرض لها الاحتياطي النقدي وسوق الصرف.

مزيد من الضرائب والرسوم

والصدمة الثالثة  كما يتوقع عبدالسلام أن تشهد الفترة المقبلة أوضاعا صعبة ستصاحبها زيادة في معدلات التضخم، وزيادة في تكلفة الأموال داخل الدول المستوردة للطاقة، وهو ما سيؤثر سلباً في مناخ الاستثمار.

وهذه التكلفة سيدفع ثمنها المواطن في شكل زيادات متواصلة في أسعار السلع والخدمات، وخفض جديد في دعم السلع الضرورية، وبيع مزيد من الشركات الحكومية، وسداد المواطن مزيدا من الضرائب والجمارك والرسوم الحكومية التي ستتوسع الحكومات في رفعها لتعويض ما خسرته من أموال بسبب هروب الاستثمارات الساخنة وزيادة أسعار النفط والفائدة وتفاقم الدين العام.

خلاصة القول أن الطاغية عبدالفتاح السيسي بانقلابه المشئوم في 03 يوليو 2013م والذي تم بإشراف أمريكي كامل ورعاية صهيونية خليجية، جر البلاد إلى الخراب التام والانهيار الوشيك؛ حيث ظن بعض المصريين أن الإطاحة بالديمقراطية والرئيس المنتخب هو عارض ممطر  سوف يجني الخير على البلاد والعباد، لكنهم اكتشفوا أنه كان سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.