كيف أحفز ابني ليتفوق دراسيا بطريقة ذكية‍

*من أكثر الأخطاء شيوعا بين أولياء الأمور هو اقتصار التعليم علي الفصل الدراسي وإسم وشهرة المدرسة ، لابد أن تمتد العملية التعليمية الي خارج أسوار المدارس اذا أردت لطفلك أن يكون ماهرا في التعلم فعليك أن تبقيه محفز داخليا بطريقة ذكية .ولكن كيف ذلك؟

  1. لاتضايق أولادك؛ لأنهم ببساطة شديدة لن يتقبلوا منك نصحا ولا ارشاداً ،يعتقد بعض الاباء أن أولادهم فقط هم من يضايقونهم والعكس لايحدث! إياكم والتعليق السلبي أو تُشعروهم أنهم ليسوا جيدين بما يكفي لذا تجنب مثل تلك التعليقات ” إنت بتتحسن بس لسه في أحسن من كده ” من الممكن أن يظن أحدهم أن هذا التعليق بناءا ولكن العكس تماما فالطفل في هذة الحالة يظن أنه ليس جيدا بما يكفي ليرضي والديه ومنها أيضا قول ولي الأمر ” لما كنت في سنك …… ” أو ” فلان جاب ممتاز في امتحانات الشهر اللي فات ” إياكم أن تقارنوهم بغيرهم فلكل طفل ظروفه وقدراته وعند المقارنة عادة مايكون طفلك هو الخاسر الأكبر منها مما يصيبه بالإحباط. فمن أفضل الكلمات التي تقال ” أنا واثق إن هيكون لك شأن كبير جدا في المستقبل” “أنا على يقين بفضل الله من نجاحك وتفوقك ” ” طول مانت بتجتهد وتبذل مجهود، الله لن يضيع تعبك” وبالتأكيد تحضنه وتقبله من جبهته. وتخبره إنك فخور بإجتهاده حتى لو أخفق .
  2. إعط أولادك دفة قيادة حياتهم بقدر الإمكان: اذا أردت أن تحفز أطفالك فلابد أن تجعلهم يقودون حياتهم وأن تسعادهم علي ايجاد التحفيز الذاتي لديهم لأن الشعور بالتحفيز ينتج من شعورك أنك تستطيع رسم مستقبلك ‍ وليكن علي سبيل المثال غرفته الخاصه هي مسئوليته الكاملة فاعطائه تلك المساحات من التحكم والمسئولية سيعود بالنفع من مساحة الي مساحة أخري كالدراسة مثلا أيضا لاتجعل المساعدة متاحة طوال الوقت بل من الممكن مثلا أن تحدد وليكن ساعة اسبوعيا لمساعدتهم في الواجبات هذا سيجعلهم يشعرون بالمسئولية والاعتماد علي النفس،،وتذكر دوما أن إبنك له حلم وهدف في الحياة ودورك كمربي إنك تساعده في تحقيقه ، لكن لابد أن تشعر إبنك أنه المسؤول الأول عن تعليم نفسه وتحقيق حلمه ودراسة مايحب وأنت مجرد مساعد وموجه فقط.
  3. إعمل علي تطوير الأعمال الروتينية لتزيد من التحفيز الداخلي لديهم، وقت الواجبات يحدده إبنك ويختار مكان المذاكرة ومدتها وفواصل الراحة بينها وممكن أن تحفزه بمثال ” بمجرد انتهائك من واجباتك تلعب وتشاهد التلفاز ساعة ” وإياك أن تسأله يوميا عن الواجب عندما تراه بعد المدرسة. إحضنه كلمه عن يومه كيف مر ومدرسته إلى أن تصل الى عبادته وواجباته بطريقة غير مباشرة،، ثم وجهه كمساعد وصديق وإياك أن تأمره أو تنهره أو تضربه لولم ينهي واجباته،، فقط ذكره أن مردود التعليم له هو ولمستقبله وأنك تنصحه فقط ليصل لحلمه.
  4. علم أولادك مهارات التخطيط والتنظيم: نكتسب نحن الاباء مهارات تنظيم الوقت والتخطيط علي مدار سنوات ولذا يكون طفلك في أمس الحاجة لأن تساعده بذلك لذا من الممكن أن تساعدة بعمل قائمة ألأعمال ” to do list” أو حتي فكرة تقسيم المهام الكبيرة كمراجعة الامتحان الي أخري أصغر وتسمي هذة التقنية chunking down وكذلك توقيت الأعمال باستخدام calendar وغيرها من المهارات التنظيمية، إبنك لازم يعمل جدول وخطة مذاكرته بيده،، وأنت تساعده من بعيد أن يسير طبقا لخطته، والخطة والمهام تكتب على سبورة أو لوحة كبيرة معلقة.
  5. لابد أن تهتم بالعملية التعليمية نفسها وليس بالنتيجة
    إزرع في اولادك ان الشهادة لاقيمة لها بدون فهم وعلم حقيقي،، إمدح إجتهادهم وتعلمهم أكثر من درجاتهم وعلاماتهم.
  6. اجعل ثقافة عائلتك أن الخطأ أمر طبيعي : اذا كنت تريد تحفيز أبنائك فيجب أن يؤمنوا أن الخطأ هو شرط من شروط التعلم لذا ساعدهم بذلك وشاركهم أخطائك في اختيار مجال ما أو في عمل أمر معين. واحكي لهم قصصا كتجربة توماس اديسون لحوالي 1000 مرة غير ناجحة وحينما سُئل أجاب أنا لم أفشل ألف مرة بل ان هذا الاختراع مكون من ألف خطوة وفي دراسة لجامعة ستانفورد أن الأطفال الذين يتم مدحهم نتيجة جهودهم ييئسون بصعوبة وعلي النقيض الأطفال كثيري الحذر من الخطأ يسهل الإيقاع بهم واحباطهم. وحاول تعمل مشروع بالبيت معاهم وتخطأ عن قصد مرة واتنين وتلاته، وتنجح في آخر المشروع وتنجزه.
  7. طور لابنك جوا يحببه في القراءةفالقراءة هي عامل مهم جدا في النجاح الحياتي والعلمي أيضا ” ان الأطفال الذين يحبون القراءة يطورون حبهم للعلم والأطفال الذين يعانون في القراءة يعانون في التعلم ” لذا ساعد أطفالك علي القراءة عن طريق القراءة عليهم أو اجعلهم يكررون القراءة أو حتي يقرأون بصوت عال وحاول أن تخصص كل يوم مالا يزيد عن 20 دقيقة للقراءة ودوما استعين بمصادر ممتعة للبدء بها حتي لايمل الطفل ” كالمجلات والكتيبات المصورة والقصص القصيرة وحتي الروايات ” لأن الطفل اذا مل القراءة فسيفقد قدرته عليها وسيكرهها،،، وأوصيكم بقصص قبل النوم اجعلوا منها عن التعلم والدراسة،، احكوا لهم عن العالم أحمد زويل وعن مشرفة وسميرة موسى وجراح القلب مجدي يعقوب احكوا لهم عن العلم والتعلم وكيف أنهم كفيلين أن يخرجوا الإنسان من دائرة الفقر والمرض والجهل إلى النور والرفاهية ورغد المعيشة، احكوا لهم أن العلم سيساعدهم على التعرف على الله والتفكر في مخلوقاته وعوالمه.
  8. تعاطف مع أبنائك ومارس الاستماع الفعال : والاستماع الفعال هو الانصات باهتمام ودون مقاطعة بمعني أن تنصت لمشاكل اولادك وتشاركهم اياها ولاتقاطع حديثهم ولاتنشغل عنهم بهاتف أو غيرهم بل شاركهم اهتمامك كليا ولاتحكم عليهم أو تمطرهم بالمواعظ بل اجذب اهتمامهم بأنك تريد ان تستمع للمزيج وشجعهم دوما علي ابداء رأيهم فيما يحبونه ومالا يحبونه. والعب معهم اسبوعيا،، دعهم يحكون لكم عن احلامهم وماهي احلامهم بالمستقبل كأصحاب وأصدقاء .
  9. أعلمهم باهتمامك بجميع جوانب حياتهم وليس الأكاديمية فقط لأن الطفل اذا شعر باهتمامك الأكاديمي فقط سيشعر وكأنة مشروع وليس شخص له اهتمامات ورغبات لذا دوما ركز علي اهتمامات طفلك وادعمة دوما بمصادر شغفه وكذلك شجعهم للالتحاق بنشاطات غير دراسية كالرياضة والرسم وغيرها هذا سيساعد أطفالك علي المدي البعيد.
  10. شاركهم حماسك في التعليم اذا كنت معلما أو مربيا واستخدم أنماط التعليم المختلفة ” سمعية بصرية حركية منطقية ….. ” علمهم كيف يصلون للمعلومة بإستخدام جوجل واليوتيوب،، الفيديوهات التعليمية متاحة ومجانيه، علمهم كيف يصلوا لها ويستخدموها وكيف يختاروا أدوات البحث واكتشف دائما افقا جديدة للتعليم واجعل كل يوم هو رحلة تعلم جديدة تثير فضولهم حول ماهية الأشياء ولاتمل من أسألتهم بل ساعدهم لأن يجدوا طرقا بديلة للبحث بدون أن تنهرهم وحاول دوما تعليمهم عن طريق التعليم القائم علي الألعاب.
  11. احتفلوا معا بالانجازات مهما كانت صغيرة لكن لاتسخدم بافراط سياسة الثواب والعقاب فهذة السياسة قد تضر بالتحفيز الداخلي لدى طفلك لذا من الممكن بديلا لذلك – أن تتناقش مع أولادك عن أهمية التعليم – أن تحفزهم عن طريق شرح الوظائف وكيف ستكون مكانة رائعة اذا استثمروا أوقاتهم وجهدهم وناقش أحلامهم واجعلها دوما كبيرة مما يساعدهم علي وضع حافز داخلي لهم.
  12. حاول أن تأخذ أولادك لرحلة لزيارة طبيب أو صيدلي أو باحث في معمله،، دعهم يتعرفون على طبيعة عملهم،، دعهم يزورون الفطاطري والفران والسباك والتعرف على مشقة أعمالهم، دعهم يختاروا ماذا يكونوا في المستقبل وادعمهم فيما يحبون، حاول أن تجد لأولادك مرشدا لهم من أقاربك أو أصدقائك أو حتي زملاء العمل أو مدرس أو مدرب وغيرهم ممن يثق بهم الأطفال في لحظات الخلاف بينكم.
    صحة إبنك النفسية لها أولوية وقدسية، إياكم والمقارنات وإياكم من معاقباتهم بطريقة مهينة كتوبيخهم وضربهم بسبب نتيجة أو شهادة،، عاملوهم كبارا حتى يصبحوا كبارا.
    التربية تحتاج الى صَّبر ووعي وحكمة.

بقلم / الدكتور رمزي عبد العزيز