( رابعة و النهضة )، والتي سبقتها وتلتها مذابح متفرقة على أيدي انقلاب الثالث من يوليو 2013م؛ سعيا لردع أحرار الشعب المصري عن رفض هذا الانقلاب ومواصلة الكفاح والمناداة بالحرية والديمقراطية الحقيقية والحياة الكريمة .
وقد ظن الجناة أن جريمتهم ستطوي صفحة الثورة على الاستبداد والفساد إلى غير رجعة، وأنهم سيفلتون من العقاب العادل، وأن مصر ستدين لهم بالخضوع، متناسين أن الشعوب لا تنسى، وأن “رابعة ” مازالت تتحدى النسيان والتشويه والافتراء ومازالت رمز الصمود والحرية والفداء ، وستظل – بإذن الله – محفورة في عقل وضمير كل أحرار مصر على امتداد التاريخ، فهي كما وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش :”إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي للمتظاهرين السلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث” .
وإمعانا في الانتقام وطمس الحقائق يواصل الانقلاب العسكري عبر القضاء المسيس محاكمة الضحايا من الناجين من جحيم تلك المجرزة بأحكام إعدام جائرة على قادة ثورة يناير وبينهم علماء وأكاديميين كبار فى الوقت الذى مازال يواصل التنكيل بالمعتقلين خلف القضبان .
وإن الشعب المصري الذي فجر ثورة يناير 2011م ، واختار بإرادته الحرة أول رئيس مدني منتخب وأول برلمان حر في تاريخ مصر، قدم للأمة أول دستور معبر عن حقيقة آمال المصريين وتطلعاتهم (دستور 2012م )، هذا الشعب سيظل وفيا لدماء رابعة وشهدائها ولن يتوقف عن المطالبة بحريته وكامل حقوقه .
وجماعة ” الإخوان المسلمون ” التي تقف اليوم أمام تلك الذكرى بخشوع وإجلال ،تحيي شهداءها وجرحاها ومعتقليها وذويهم جميعا الذين قدموا – ومازالوا – المثل والقدوة في التضحية بالنفس في سبيل حرية مصر وكرامة شعبها العظيم .
وتؤكد الجماعة في هذه الذكرى المسؤلية الأخلاقية والسياسية على كل من ساهم في دعم هذا الانقلاب أو تغاضى عن جرائمه، من الدول والأفراد والمنظمات والمؤسسات الحقوقية والقانونية، وتستنكر صمتهم وسلبيتهم في تجريم تلك المجزرة وتوابعها والمطالبة بتقديم الجناة إلى المحاكمة العادلة .
ومازالت جماعة الإخوان تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ملابسات تلك المجزرة المروعة وملاحقة المتورطين فيها ، حفاظا على مصداقيته ، وتحقيقا لرسالته في إرساء دعائم السلم والأمن الدوليين.
وقد آن الأوان لكل من أيد تلك المجزرة “رابعة والنهضة ” عند وقوعها، عن جهل أو تقدير خاطئ ثم تبين له خطأ موقفه، أن يصدع بالحق ويعلن براءته منها ومن كل من تورط فيها من قادة العسكر وقوى الأمن وعلى رأسهم من أمروا بارتكابها.
إن دماء الشهداء وأنين الجرحى وتضحيات المكلومين من آبائهم وأمهاتهم وذويهم، ومعاناة المسجونين ظلما وعدوانا من الثوار والأحرار خلف قضبان الظلم والجور والفجور، ستظل وقودا لاستمرار شعلة الثورة ورفض الانقلاب ، بل ستكون إيذانا بفجر جديد..فجر الحرية والعيش والكرامة الإنسانية.
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
السبت 6 محرم 1443هجريا، 14 أغسطس 2021م
#رابعةألموأمل