“خليها تعنس” حملة تتهم العسكر بالمساهمة في العنوسة.. ونشطاء: الشباب مظلوم

دشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت شعار «خليها تعنس»، تهدف إلى مقاطعة الزواج بسبب تكاليفه المرتفعة، مؤكدين أن حملتهم تستهدف حث الأهالى على التخلي عن المطالب المرتفعة في الزواج، فيما ذهب آخرون إلى أن من يحكم مصر هو أحد أهم أسباب تأخر الزواج.

من جانبه كتب أسامة سعد: “أختك وبنت أختك وبنت خالتك وبنت عمك ينفع تقول عليهم خليهم يصدوا عايزين الجواز بلاش ولا إيه من استطاع الباءة فليتزوج ومن لم يستطع عليه بالصيام صدق رسول الله”.

فى حين قال حمادة سيدهم: “عشان الجواز بقى صعب اليومين دول.. خليها تعنس”. أما حجازى، أحد الشباب المغردين ضمن الهاشتاج، يبدو أنه متحفز للمشاركة فى أى حملة من شأنها الدعوة للمقاطعة، فعلق قائلا: “خليها تصدى وخليها تعنّس واللى تشوفوه أنا معاكو”.

وغرد أحمد الحمصانى: “خليها تعنس سبب من أسباب فشل حكام مصر ،ارتفاع نسبة العنوسة والطلاق فى البلد ،واحنا مش ناقصين بصراحة تحصل مشكلة تخلينى اطلق مراتى أو حتى خطيبتى ارتبط بيها”.

وافقه الرأى مدحت خليل: “فعلا الضنك اللى البلد عايشه فيه هو من تسبب فى تأخر سن زواج الفتاة،والشاب مظلوم مش لاقى فلوس يتزوج بها”.

محمد مصطفي قال: «قبل التيسير علي الزواج محتاجين تقويم الزوجة أولا وتوعية الأزواج».أما فارس السيدفكان فله رأى آخر ، وعلق: “سيبك منها وعيش حياتك. بدل القرف وكنت فين ومكنتش فين، وخليهم يتقلوا براحتهم بقا”.

عوانس المحروسة

وأكد تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن نسبة العنوسة فى مصر تجاوزت 13.5 مليون ممن تجاوزت أعمارهم 30 عاماً، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة.

وحذر علماء دين وخبراء اجتماع من تلك الإحصاءات، خصوصا مع تأكيد التقارير أن النسبة في تزايد مستمر، وتسبب ارتفاع من فاتهم قطار الزواج، في وجود ظواهر كثيرة غير مقبولة اجتماعياً أو دينياً في البلاد، مثل ظاهرة الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية أدت إلى الإقبال على الانتحار، كما دفعت بعض الشباب والفتيات إلى إدمان المخدرات من أجل النسيان، وهو ما يؤدي بحياة الكثير منهم إلى الموت.

وحذر خبراء اجتماع من خطورة تنامي العنوسة على الأمن الاجتماعي، في ظل غياب خطة شاملة لتشجيع الشباب على الزواج.

شبح مخيف

وأكدت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، سامية الساعاتي، أن العنوسة شبح مخيف يلاحق الكثير من الأسر ، مشيرة إلى أن “العنوسة” تطلق على الجنسين وليس على النساء فقط.

ولفتت إلى أن الفتاة العانس في القرى هي كل فتاة تجاوز عمرها العشرين، أما في المدن فتحدد بعمر الثلاثين وما بعده، مشيرة إلى أن الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي ظهرت أخيراً سببها البطالة التي أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج.

وأضافت “الساعاتي” أن الأوضاع الاقتصادية التي عاشتها مصر طوال السنوات الأخيرة، أدت إلى تأخر سن زواج بعضهم وهجرة بعضهم الآخر، ما انعكس سلبا على تأخر سن زواج الفتيات، فضلاً عن العادات والتقاليد السيئة في التباهي في المهور والمغالاة فيها، والتفاخر في تجهيز شقق الزوجية التي ساهمت في نشوء هذه المشكلة.

عوامل اقتصادية

وقال الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سيد إمام، إن هناك أزمات كثيرة وراء ارتفاع “العنوسة” تبدأ بالبحث عن المسكن، مروراً بالوظيفة التي تضمن له راتبا شهريا ثابتا يناسب متطلبات الحياة، وانتهاءً بتكاليف الزواج التي أصبح ارتفاعها جنونيا. ورأى أن كل هذه المشكلات كفيلة بارتفاع نسبة العنوسة وعدم التفكير في الزواج أساسا، مؤكداً أن الكثير من الشباب يعيشون وضعاً مادياً صعباً.

وأضاف أن تأخر سن الزواج خلق أنواعًا أخرى من الزواج غير المعترف بها رسميا مثل الزواج العرفي وزواج المتعة والمسيار وغيرها، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الأطفال من مجهولي النسب وغير معترف به، مشيراً إلى أن العنوسة مشكلة كبرى يجب على الدولة التدخل لحلها.

معدلات الطلاق

ووصلت نسب الطلاق إلى 250 حالة في اليوم الواحد، أي ما يعادل حالة طلاق كل 4 دقائق “وفقا لمنسق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية” ،بسبب الحالة الإقتصادية المزرية التى تعيشها أغلب العائلات والأسر.

ووصلت نسب الطلاق في السنوات الثلاث الأولى من عمر الزواج، إلى 40% من إجمالي حالات الزواج، ووفقًا لنادر سعد، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء الانقلابي، تشكل الفئة العمرية من الشباب من 25- 35 عاما المعدل الأعلى لحالات الطلاق.

الثالثة عالميًا

وتصنف مصر ضمن أكثر 5 دول بالعالم في ارتفاع معدلات الطلاق، حيث تحتل المركز الثالث عالميا بعد الأردن والكويت؛ حيث بلغ معدل الطلاق بمصر 2 حالة لكل ألف شخص.

وكشف إسلام عامر نقيب المأذونين، أن عدد حالات الزواج بلغت مليون حالة، في حين وصلت حالات الطلاق إلى 400 ألف، مشيرًا إلى أن مصر من أعلى الدول في حالات الطلاق.وقال عامر، فى تصريح له، إن نسبة الطلاق في مصر زادت 40%، عن الأعوام الماضية.

كانت إحصاءات الأمم المتحدة، ومركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أشارت إلى اتفاع نسب الطلاق في مصر من 7% إلى 40%، وأن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا.

أعباء مالية

وتعد الأزمة الاقتصادية أبرز أسباب إحجام الشباب عن الزواج في ظل الازدياد المستمر في الأسعار وانخفاض قيمة العملة المحلية ما أسهم في ارتفاع تكاليف الزواج، الأمر الذي لم يعد الكثير من الشباب قادرا على تحمله.

وبالإضافة للأسباب الاقتصادية، أسهم الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق والخلافات الأسرية التي تملأ ساحات المحاكم -وفقا لمنسقة جمعية سواكو للدفاع عن المرأة والطفل ماجدة أمين- في انخفاض معدلات الزواج .

بدوره، يعزو استشاري الطب النفسي محمد الحسيني تراجع معدلات الزواج لزيادة الاضطرابات والضغوطات داخل المجتمع مما أدى لاختلال ميزان التواصل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية وخصوصا الروابط الأسرية.

ونتج عن ذلك الشعور بعدم الأمان عموما والأمان الاقتصادي خصوصًا – برأي الحسيني – مما انعكس مباشرة على عمليات الترابط، مؤكداً أن ازدياد نسب التراجع جاء نتيجة استمرار معدلات هذه الضغوط في الشدة والمدة.

وعزا مختصون تفاقم حالات الطلاق وتراجع الزيجات إلى تردي الوضع الاقتصادي؛ حيث ارتفعت أسعار مختلف المواد بالتوازي مع ارتفاع تكاليف الشقق والوحدات السكنية بنسبة لا تقل عن 20%.

ومن بين الأسباب الأخرى التي تثني الشباب عن الإقدام على اتخاذ هذه الخطوة المصيرية ارتفاع تكاليف الزواج وعدم تمكن المقبلين على الزواج من توفير مختلف متطلبات الزواج.

مليون زواج عرفي

واستمراراً للتدنى الأخلاقى ، كشف تقرير لشبكة المعلومات الإقليمية للأمم المتحدة أن هناك مليون حالة زواج عرفي في مصر وأكثر من 14 ألف قضية إثبات نسب مرفوعة أمام القضاء، استنادًا للإحصاءات الحكومية الرسمية.

وقال التقرير إن بعض نشطاء المجتمع المدني يقدرون عدد زيجات الزواج العرفي بمليون حالة زواج، وهو ما يدق ناقوس الخطر في أوساط المجتمع.

وأوضح أن جمعيات حقوق المرأة حذرت من ظاهرة الزواج العرفي، التي زادت في الفترة الأخيرة بشكل كبير وخلقت مشاكل لا حصر لها، لافتًا إلى أن الشباب يلجأون إلى الزواج العرفي السري بهدف إقامة علاقات جنسية فقط.

وأرجع التقرير ازدياد ظاهرة الزواج العرفي إلى عدم مقدرة الشباب على تكاليف وأعباء الزواج بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.

وكشفت دراسة مشتركة للمجلس القومي للسكان والجامعة الأمريكية بالقاهرة أن عدد حالات الزواج العرفي يزيد على 400 ألف حالة سنوياً.

وحملت الدراسة وسائل الإعلام المرئي المسئولية في إقبال الشباب على الزواج العرفي؛ وذلك من خلال المسلسلات والأفلام والكليبات والإعلانات التجارية التي تحتوي على العديد من المشاهد التي يصفها البعض بالمثيرة والمحركة للغرائز في الوقت الذي لا يجد فيه هؤلاء الشباب أي وسيلة للتنفيس عن غرائزهم ورغباتهم سوى بالزواج العرفي خوفًاً من الحرام بعد أن أصبح الزواج الشرعي مقصوراً على الأثرياء.