محمد عبد القدوس

خلل فادح في الأولويات بعدما غرقت بلادي في “شبر ميه”!

الشتاء هذا العام جاء مبكرًا وبطريقة قاسية.. عواصف وأمطار غرقت بها بلادي في “شبر ميه”، وهي كارثة حقيقية.

ولم تقتصر الأضرار على الأحياء الشعبية، بل شملت أماكن يسكنها الأغنياء مثل مصر الجديدة ومدينة نصر التي تم بناؤها في الستينات من القرن العشرين!. وأدت تلك المصيبة إلى مقتل 12 شخصًا على الأقل، وبعضهم أطفال مثل تلك الطفلة الصغيرة التي صعقتها الكهرباء بسبب أسلاك عمود النور المكشوف.

والسبب في تلك الكارثة التي حلت ببلادنا أن شبكة الصرف الصحي عندنا متهالكة وغير مستعدة لمواجهة الأمطار الغزيرة. والغريب أن محافظ القاهرة ذكر قبل أيام أن العاصمة مستعدة لمواجهة أمطار الشتاء، وقد أجرينا تجارب عملية وتأكدنا من ذلك، ثم اتضح أن ما ذكره “فشنك” يعني قال أي كلام.

وبرر رئيس الوزراء تلك “الخيبة” قائلا: إن شبكات صرف المياه سيتكلف إنشاؤها مليارات الجنيهات وإمكانياتنا لا تسمح بذلك، وهذا الكلام بالتأكيد يدخل في دنيا العجائب، ويدل على خلل فادح في الأولويات، فإقامة شبكات قوية للصرف الصحي كان يجب أن تكون ضمن المشروعات القومية التي لها الأولوية، وهي أهم بالتأكيد من بناء العاصمة الإدارية ومدينة العلمين وغيرها، والأموال الطائلة التي أنفقت هنا وهناك كان يجب أن تذهب أولا إلى تدعيم الخدمات الأساسية التي يقوم عليها كيان بلادنا، ويستفيد منها الغالبية العظمى من الشعب!.
وأراهن أن حضرتك تتفق معي في هذا الرأي.. أليس كذلك؟