حزب الحرية والعدالة : الحزب الذى ولد عملاقًا بقلم: د. عز الدين الكومي

 

 

بمناسبة مرور ذكرى حل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ذلكم الحزب الذي أنشئ في يونيو 2011، والذى تم الإعلان عنه البدء في إجراءاته في 21 فبراير 2011 وبعد تنحي المخلوع مبارك في أعقاب ثورة 25 يناير من العام نفسه، حيث أعلن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع قرار جماعة الإخوان المسلمين بتشكيل حزب سياسي تحت اسم الحرية والعدالة، وتم اختيار الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب جماعة الإخوان المسلمين في برلمان 2005 وكيلا لمؤسسي الحزب.

وتم اختيار الدكتور محمد مرسي رئيسا للحزب والدكتور عصام العريان نائبا له والدكتور محمد سعد الكتاتني أميناً عاما بعد أن استقالوا من مكتب الإرشاد.

وبالفعل فى يوم 18 مايو 2011 الدكتور تقدم محمد سعد الكتاتني بصفته وكيل مؤسسي الحزب بأوراق تأسيس الحزب والبيان التأسيسي له إلى لجنة شؤون الأحزاب السياسية حيث بلغ عدد المؤسسين 8821 شخصاً بينهم 978 امرأة و93 مسيحيا وبلغت ميزانية الحزب 3 ملايين و87 ألفاً و350 جنيهًا وفي 6 يونيو 2011 وافقت لجنة شئون الأحزاب السياسية على تأسيس حزب “الحرية والعدالة” ليتمتع بالشخصية الاعتبارية والحق في مباشرة نشاطه السياسي.

وفي 18 يونيو2011 ولد حزب الحرية والعدالة عملاقا ليكتسح الساحة السياسية المصرية على الرغم من وجود أحزاب عريقة ضاربة بجذورها في عمق الحياة السياسية المصرية كحزب الوفد أحد الأحزاب المصرية في الساحة السياسية المصرية من قبل ثورة يوليو 1952 وبعض الأحزاب التى تأسست في فترة الانفتاح السياسى الساداتى الذى أمر بإعادة الأحزاب في مصر وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يمثل الحزب السياسي الوحيد في مصر سنة ١٩٧٦ كحزب الأحرار الاشتراكيين المصري حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليسارى (توتو) وقد حقق الحزب الوليد في خلال ثلاث فقط هى عمر الحزب عددا من الإنجازات المبهرة.

فقد حقق أغلبية في انتخاب البرلمان بغرفتيه (شعب وشورى)، على الرغم من أنها كانت أول تجربة يخوضها الحزب وعلى الرغم من أن الإنتخابات أجريت في ظل مجلس عسكر كامب ديفيد الذى سطى على الحكم بعد خلع مبارك والمعروف بعدائه للإسلاميين عامة والإخوان المسلمين خاصة فشكل الحزب تحالفا وطنيا باسم التحالف الديمقراطي لخوض انتخابات البرلمان مع ثمانية عشر حزبًا أبرزها حزب الوفد ولكن هذا التحالف سرعان ماتصدع بسب الإنسحابات المتتالية من الأحزاب المشاركة في التحالف والتى جاءت على خلفية مزاعم نشرتها هذه الأحزاب من أن الإخوان يريدون السيطرة والهيمنة على الحياة السياسية في مصر وغيرها من المزاعم التى تدل على ضغف هذه الأحزاب الكرتونية المتقزمة!!

ولكن الحزب أصر على خوض الإنتخابات البرلمانية لمجلس الشعب في إطار التحالف الديمقراطي بإجمالي 498 مرشحاً ينتمى غالبيتهم إلى حزب الحرية والعدالة وحصل الحزب على 235 مقعداً من إجمالي 508 هي عدد مقاعد البرلمان بنسبة 46.5 وانتخب الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيسا لمجلس الشعب الذى أبهر العالم بأدائه البرلمانى المميز كما خاض حزب الحرية والعدالة مع التحالف الديمقراطي انتخابات مجلس الشورى والتي خاض فيها الحزب المنافسات بـ174 مرشحاً ينتمى غالبيتهم للحزب وحصل على 106 مقعداً من إجمالي 180 هي عدد مقاعد المجلس بنسبة 59%. وتم انتخاب الدكتور أحمد فهمى رئيساً لمجلس الشورى.

كما فازمرشح حزب الحرية والعدالة لانتخابات رئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسى والذى ترشح على إثر استبعاد مرشَّح الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر بسبب الحكم عليه بالسجن سبعة أعوام في عهد المخلوع مبارك بتهمة غسيل أموال على الرغم من أنَّ المهندس خيرت الشاطر حصل بعد إسقاط نظام مبارك على عفو من المجلس العسكري بعد أن قضى أربعة أعوام في السجن!!

لكن حزب الحرية والعدالة نجح في أن يلاعب جنرلات العسكروأفسد عليهم خطتهم بإنجاح أحمد شفيق كأحد ألاعيب العسكر!!

حيث تقدم رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية كإجراء احترازي في حال استبعاد خيرت الشاطر وهو ما تم بالفعل لعدم استيفائه أوراق الترشح ليكون مرشح الحزب في الرئاسة هو الدكتورمحمد مرسي، على الرغم من أن الإعلام الفاسد وصم الدكتور مرسى بالإحتياطى تارة وبالإستبن تارة إلا أنه أطاح بمرشح العسكر والمدعوم من فلول الوطنى المنحل والكنيسة والدولة العميقة والأحزاب الكرتونية ليكون بذلك قد قدم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر القديم والحديث!!

كما قاد الحزب الحشد للإستفتاء على دستور الثورة الذى انسحب منه العلمانيون والليبراليون وممثلو الكنيسة، على الرغم من الدعايات المضادة والتى وصل بها التدنى والسقوط واللدد في الخصومة إلى نعت الدستور بأنه دستور أم أيمن وقد طالبت المعارضة بتأجيل الاستفتاء لحين حصول توافق على مشروع الدستور لكنها قررت في النهاية المشاركة في الاستفتاء والتصويت بلا كما عنونت صحف جبهة الخراب عشية الاستفتاء على الدستور دستوركم باطل جبهة الانقاذ تدعو للتصويت برفض الدستور ومع ذلك فقد حظي بنسبة قبول لدى الناخبين تقدر بـ63.8%، مقابل نسبة رفض وصلت إلى حوالي 36.2%!!

وكانت رؤية الحزب واضحة و تقوم على أن الحزب يعمل لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قوية سليمة بإرادة شعبية حرة وتداول السلطة وتكوين الأحزاب وحرية الإعلام والتعبير وحرية الاعتقاد والعبادة وأعرب عن إيمانه بأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن اللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ويسعى الحزب لاستعادة مصر لدورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي حماية الأمن القومي المصري ووحدة النسيج الوطني وتحقيق العدالة بين المواطنين وأن الأمن الداخلي ضرورة للحياة ذاتها!!

ومع ذلك نسمع ونرى من يقول أن الحزب فشل مثله مثل بقيت مؤسسات الإخوان في إدارة المرحلة والتى لم نجن من خلالها إلا الفشل!!