بعد قصف مقر الرئاسة بالطيران وعمل انقلاب عسكري عنيف حكم بينوشية شيلي بالحديد والنار لمدة 10 سنوات ..
امتلأت السجون بما يزيد عن 40 ألف معتقل
وتميز حكمه العسكري بحالات الاخفاء القسري الذي تجاوزت الـ3 آلاف حالة تأكد مقتل أكثر من ألفين منهم
كما أدى فساد الطبقة الحاكمة إلى انهيار اقتصادي ضخم وارتفاع نسبة البطالة للتجاوز الـ30% من الشعب
خرج العمال في احتجاجت ضخمة وما لبثت أن انضم إليها طوائف الشعب يتقدمهم الشباب
أستغلت رموز المعراضة هذه الاحتجاجات للضغط على العسكر للتفاوض ولكن .. لم ينالوا إلا تنازلات سياسية محدودة
استمر الشباب في مطالبهم وضغطهم على النظام من أجل عمل استفتاء نزيه واسقاط بينوشية وقد تم الاستفتاء بالفعل ورفض 55% من الشعب استمرار حكم بينوشية
فماذا حدث بعد ذلك ؟؟
بعد الاحتجاجات الواسعة التي قادها الشباب في شيلي والتي اجبرت الديكتاتور بينوشية على عمل استفتاء على بقائه في الحكم وجاءت نسبة 55% منالشعب يرفضون بقاء بينوشية ..
ظل العسكر يسيطرون على مقاليد الحكم في شيلي ولكن … جاءت موجة جديدة من الاحتجاجات اجبرت العسكر على عدة إصلاحات :
-خفض الحظر على الأحزاب
– زيادة عدد أعضاء مجلس الشيوخ
– تقليص صلاحية مجلس الأمن الوطني الذي يسيطر عليه العسكر حتى أصبح استشاري
-تعزيز حقوق الانسان وعمل لجنة من 8 محامين للتحقيق في انتهاكات العسكر
-التوافق على خارطة زمنية لتسليم السلطة لقوى مدنية ديموقراطية
-اجراء اصلاحات سياسية ومادية وأخلاقية
-الوحدة بين القوى الثورية الداعمة للديموقراطية
ابداعات شبابية في ثورة شيلي
* مثل الشباب عمود التوافق في توحد المعارضة التي جمعت 21 حزباً مشكلة “جبهة الوفاق الوطني”
*الإضرابات العمالية، حيث استخدم الاتحاد العام لعمال منجم النحاس واللجنة الوطنية للعمال الإضرابات العمالية التقليدية، فضلا عن أسلوب التباطؤ وهو التظاهر بالمشي البطيء في الشوارع الرئيسية للبلاد.
*المقاومة الشعبية القائمة على تنظيم الكنيسة، والتي نظمت ورش تدريبية بداخلها بمثابة مدارس رسمية لتحويل الخوف وتوحيد الناس من خلال تدريبهم على أساليب المقاومة اللاعنفية، ومساعدتهم على التفكير بشكل استراتيجي وإعطائهم أقكار وآليات من تجارب حملات لاعنفية ناجحة.
*دور االكنيسة الرومانية الكاثوليكية ورغم حرصها كمؤسسة مستقلة على عدم التعارض المباشرة مع النظام إلا أنها خصصت مساحة لتنظيم وحماية ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، كما أنها حشدت وحثت على التصويت بـ “لا” في الاستفتاء الذي هزم بينوشيه.
*مسيرات ومظاهرات في كاقة شوارع الدولة الرئيسية للإعلان عن الإنتهاكات التي تعرضوا لها من جانب الإنقلاب من خلال التواصل المباشر مع المواطنين عبر تنظيم المسيرات والسير في الشوارع.
*الغناء، حيث عمد المتظاهرييين على الغناء في الشوارع والمسيرات مع شعارات قائلة “انه سيسقط، انه ذاهب للسقوط” “He’s going to fall, he’s going to fall” ، والرقص في الشوارع، الأمر الذي افقد بينوشيه سيطرة من كثر ازعاجه ودفعه إلى حظر الغناء.
*بعض البرامج التلفزيونية والاعلانات الحيادية والموضوعية كانت تبث أحاديث لمعارضة الإنقلاب يومية ولمدة 15 دقيقة والتي كانت تفضح التعذيب و”الاختفاء” وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، مما ساعد على إندماج قطاع عريض من التشيليين إلى قاعدة معارضي الإنقلاب.
*تنظيم الانتخابية وبناء التحالفات اللاعنفية أو ما أطلق عليه “انتخابات مظاهرة” لاظهار الدعم الشعبي ضد الديكتاتور.
**كما تميزت قوى المعارضة في الحفاظ على السلمية في تظاهراتها وهذه النقطة في غاية الأهمية حيث أنها عمدت على عدم إعطاء أي فرصة للنظام الديكتاتوري العسكري أو أي زريعه يستخدم من خلالها القوة ضد المتظاهريين، كما تميزت تكتيكات المعارضة الخفية بالتنوع والإبداع،
* ومنها التباطؤ: وهي استراتيجية تقوم على مشى المنتظاهرين وقيادة السيارات ببطء شديد في يوم معين كعلامة على الاحتجاج، وكان هذا تكتيك بارع حيث توافد الحشود الرهيبة أحبط أي قدرة للنظام على المواجهه،
*بالإضافة إلى تكتيك ضجيجا الأواني Banging pots and pans خارج منازلهم في ساعة معينة والتي كانت في الثامنة، في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في سانتياجو.
*إلى جانب استخدم الفن والمسرح في الإحتجاج، والذي أزدهر على يد المخرج المسرحي هيكتور نوغيرا ، وكان يتم تجنيد المرأة في الحركة من خلال ورش عمل الفنون.