بيان من اللجنة الإدارية العليا إلى عموم الإخوان المسلمين بمناسبة شهر رمضان

 رمضان شهر الثورة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوان المسلمون … أيتها الأخوات المسلمات
يا من آمنتم بسمو دعوتكم، وقدسية فكرتكم، وعزمتم صادقين على أن تحيوا بها، وتعملوا من أجلها، أو تموتوا فى سبيلها، قد أظلكم شهر رمضان المبارك، شهر الخير والإحسان، شهر الجود والقرآن، شهر التراحم والتواصل، شهر النصر والكرامات، شهر ينادي فيه منادٍ من قبل الله: يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر.

أيها الأحبة الكرام
يأتى شهر رمضان لتهب علينا نسمات الأيام التي قضيناها فى ميدان العزة والكرامة في ميدان رابعة، تأتي هذه الأيام لتذكرنا بأوقات المرابطة في سبيل الله، والألسنة التي تهتف في سبيل الله، وتحمل كتاب الله تعالى، تأتى لتذكرنا بصلاة التراويح والتهجد فى الميدان، فتسموا الأرواح وتقوى النفوس، ويزداد تمسك أهل الحق بحقهم، حقاً ما أجملها وأروعها تلك الأيام، وبإذن الله سنعود، قسما سنعود، قسم يقين وثقة فى الله، وليس تألياً عليه سبحانه، ولكنها ثقة العبد الضعيف الفقير فى ربه الغنى العزيز.

الأخوة والأخوات
تحية من القلب نوجهها الى سيادة الرئيس وفضيلة المرشد العام والأخوة الأبطال الصامدين الثابتين خلف الأسوار والمعتقلات والى زوجات الشهداء وأبنائهم بحلول شهر رمضان الكريم.
يأتي هذا العام وقد أمضيتم برجولة وشرف وتضحية وثبات وتحدى وإصرار ثلاثة أعوام كاملة، ومنكم الشهيد وفيكم الجريح والمعتقل والمطارد، ومنكم سمية وأسماء والخنساء، ومازلتم مرابطين صابرين محتسبين، واثقين فى نصر الله، لا يضركم من ناوئكم أو خذلكم حتى يأتي أمر الله وأنتم كذلك.
وهذا فضل الله وعونه ومدده (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا ً قليلا ً) (الإسراء:74).
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس: 58).
فأكملوا الطريق ولا تترددوا، وثقوا في نصر الله تعالى، وليكن شهر رمضان هذا العام ثورة على العادات السلبية نغيرها، ثورة على المشاعر يهذبها ويرققها، ثورة على السلوكيات يضبطها ويقننها، وثورة على الظلم والظالمين.

نريد فى هذا الشهر المبارك أن نحيي كل معاني رمضان رابعة وأكثر في كل المواقع والميادين، سنحييه بإذن الله بالقرآن نجاهد به الظالمين (وجاهدهم به جهادا كبيرا) (الفرقان: 52). وبالاستغفار (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا).
وبالأمل والثقة وانتظار الفرج (أفضل العبادة انتظار الفرج).
سنحييه بتعهد بيوت شهدائنا ومعتقلينا وجرحانا ومطاردينا (من موجبات رحمة الله سرور تدخله على نفس مسلم) وسنحييه بشرف المؤمن (قيام الليل) وبصولات وجولات لا تتوقف تقض مضاجع الظالمين، فرمضان عندنا: بإعمار المساجد والتواصل مع الأهل والجيران وطرق أبواب الجميع.

نريدها إن شاء الله موجةً ثوريةً عاتيةً فى شهر الثورة، موجة ثورية غاضبة نصرةً للرسول صلى الله عليه وسلم، ودفاعاً عن الهوية وانتزاعاً للكرامة، وإعادةً للحق في حياة حرة كريمة، ولنتسلح بسلاح الدعاء فهو سلاح لا ينبو، وجواد لا يكبو، فألحوا على الله بالدعاء، فدعوة الصائم مستجابة، ودعوة المظلوم لا تُرد، وانتظروا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).
تقبل الله منا ومنكم .. والله أكبر ولله الحمد

اللجنة الإدارية العليا المؤقتة لجماعة الإخوان المسلمون
الأحد الموافق 29 شعبان 1437 هـ ، 5 يونيو 2016 م