بعد ارتفاع الأسعار..50% من المصريين يلجئون لـ”هياكل الدواجن”

تعيش الأسر المصرية فى حالة ضنك بسبب استمرار حكم العسكر ، الذى تسبب فى انهيار منظومة العدالة والكرامة لغالبية الشعب حيث اضطرت غالبية الأسر لشراء “أرجل وأجنحة “الدجاج لعدم قدرتها على شراء الدواجن التى ارتفع ثمنها فى الأسواق.

كانت الأسواق المحلية قد شهدت ،اليوم السبت، ارتفاعا فى أسعار الدواجن البيضاء ، لتسجل 30 جنيهًا لكيلو الدجاج الأبيض، و35 للساسو و38 للبلدى، و45 للرومى، 45 للبط، وتراوح طبق البيض بين 36 و37 جنيهًا، حسبما صرح الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية.

وأرجع ، تلك الزيادات في الأسعار إلى انتشار الأمراض والأوبئة، الأمر الذي يتطلب حماية لمنع خروج المربين من منظومة الإنتاج.

وأشار ” السيد ” فى تصريح له، إلى ضرورة تكاتف جميع أجهزة الدولة من أجل خفض الأسعار في كافة السلع وتبنى جهود الراغبين في الاستثمار في القطاعات الخاصة بغذاء المصريين خاصة السلع المهمة مثل الدواجن.

وأوضح أن هذا التكاتف من شأنه الحفاظ على أسعار المنتجات والسلع وضمان استمرار المربين العاملين في القطاع ضمن المنظومة.

الأجنحة والهياكل

وعقب ارتفاع أسعار الدواجن، لجأت شرائح متزايدة من المصريين للحصول على “هياكل الدواجن” لتستعيض به عن شراء الدواجن نفسها نتيجة ارتفاع أسعارها وتفاقم ضيق المعيشة.

وفى تصريح سابق له، قال عضو بشعبة الدواجن إن 50% من المصريين يعيشون على هياكل الدجاج، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية”، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر الدولار من الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار الدواجن، “لأن الأعلاف تستورد من الخارج”.

فى حين يرى رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري أن تقديرهم بنسبة 50% من المصريين مبالغ فيه، مشيرا إلى أن حجم مستهلكيها لا يزيدون عن 30% من المجتمع المصري، حسب مؤشرات المركز المصري.

وأوضح خضري أن هذه الظاهرة “بدأت منذ سنوات في المناطق ذات الدخل المرتفع، حيث تستخدم الدواجن المخلية فظهرت بواقيها من هياكل وأحشاء كمنتج يحتاج لمستهلك تمثل في البوابين وأصحاب المهن البسيطة”، لافتا إلى أن “الضغوط الاقتصادية أدت لانضمام مستهلكين جدد لهذا المنتج من الطبقة المتوسطة”.

وأشار إلى أن هياكل الدواجن “ليست المنتج الوحيد الدال على تدهور معيشة المواطن المصري، فهناك بواقي الأطعمة بالمطاعم الكبرى والفنادق والتي تباع بالكيلو في الأسواق الشعبية، وهناك الزيوت المعاد تدويرها”، معتبرا أداء النظام تجاه هذه الأزمة يدل على أنه “يعيش في حالة انفصال تام عن المجتمع”.

لا إحصائيات

د. عبد المطلب عبد الحميد الأستاذ بأكاديمية السادات قال: لم يهتم أحد بإجراء إحصائيات أو تقارير عن نسبة الأفراد الذين يأكلون أرجل وهياكل الدجاج

أضاف : لكن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر معروفة حسب آخر تقرير ويمثلون 40% من الشعب المصري

وتابع عبد الحميد : لو قلنا إن نصف هذه النسبة لا يتحصلون إلا علي خمسة جنيهات يوميا، فسنجد أن حوالي 20% من الشعب المصري يأكلون أرجل وهياكل الدجاج وهذه السلع تسمي السلع الدنيا جدا، ولا أعتقد أن أحداً حاول أن يحصر مثل هذه الفئات.

وقال د. أحمد عبدالله زايد أستاذ الاجتماع وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة الأسبق ،إن هؤلاء الناس يلجئون إلي مثل هذه الأكلات نظرا لفقرهم الشديد، وهناك كلمة شهيرة تقول” العند يولد الكفر” لكنني أقول هنا ” الفقر يولد الكفر”

وأضاف : أن الفقر يجعل كل شئ مباحا خاصة إذا كانت البطون فارغة، وغياب الوعي عند المصريين وارتفاع نسبة الأمية تجعل الناس تأكل أي شئ، والمعروف عن معدة المصريين أنها تهضم أي شئ وهذا بالنسبة للفقراء فقط.

بقايا الطعام

وبعدما اتجه غالبية المصريين لبقايا الطعام أو” الكسر” ، حذر خبراء التغذية من مخاطر تناول “الأكل الكسر” أو بقايا اللحوم من الماشية والدواجن.وأكدوا أنه صالح للتناول إذا تم طهيه بدرجة حرارة عالية، حيث إنه يحتوى على نسبة كبيرة من البكتيريا الملوثة نتيجة تداوله فى المجازر غير المصرحة له، ولا توجد رقابة عليها.

يقول الدكتور رضا عبدالعظيم، أستاذ بالمعهد القومى للأغذية: لا بد من تفعيل دور الرقابة على المجازر، لأن “الأكل الكسر” ملوث نتيجة تداوله مكشوفًا على ماكينات التقطيع ويفترشه البائعون بالأسواق، وفى حالة إقبال المواطن على شرائه لتناوله، لابد أن يغسله جيدًا، ويطهى بدرجة حرارة عالية جدًا ولوقت طويل لقتل البكتيريا والفيروسات ، حتى يصبح آمنًا لتناوله.

وأكد الدكتور على زكى، خبير تغذية أنه نظرًا لغلاء الأسعار أصبح المواطن معرضًا لكل الطعام الملوث لقلة ثمنه، ولكن للحفاظ على صحته وحمايتها من التلوث ينصح بغلي اللحوم “الكسر” فى درجة حرارة عالية لقتل السموم، لأن اللحوم أكثر المأكولات المعرضة للتلوث والسموم ومن أخطرها، لأنها تسبب الإصابة بأمراض الكبد والفيروسات الخطيرة والأمراض المزمنة