ابراهيم سلمو

الذكرى ال 13 لوفاة أبونا الحاج إبراهيم سلمو


وكان لى كل الشرف بأن زارنا الشيخ ابراهيم ف بيتنا المتواضع ودعا لنا بالبركة فى ذرياتنا ولعل الله قد استجاب .فالحمد لله…

ولد الحاج إبراهيم سلمو في قرية عزبة اللحم بمحافظة دمياط عام 1919م، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين بعد تعرفه على الإمام الشهيد حسن البنا عام 1936م وهو بعدُ لم يبلغ 17 عامًا، 
وكان واحدا من الذين أنشأوا شعبة دمياط. 
التحق بالنظام الخاص كما شارك في حرب فلسطين عام 1948م ومكث بمدينة القدس لمدة 6 أشهر؛ حيث كان يصلِّي بالمسجد الأقصى، 
وشارك أيضا في حرب القناة عام 1951م، وليس ذلك فحسب بل شارك في تأمين المنشآت اثناء قيام ثورة يوليو عام 1952م
غير انه اعتقل بعد حادثة المنشية عام 1954م وظل في المعتقل حتى خرج في أوائل السبعينيات بعد وفاة جمال عبدالناصر.
ظل يعمل في دعوة الإخوان ويعلم الأجيال تاريخ الدعوة حتى توفاه الله يوم الاثنين الموافق 6/3/2006م. فى حادث اليم وهو فى طريقه الى دعوة الله
** مواقف تربوية :
حين انتهى الحديث إلى عم/ إبراهيم سلمو، فتحدث على مائدة إفطار في أحد أيام رمضان المبارك و دار حديث مع الشباب من خريجي الجامعة حول معنى الإيمان، فتحدث كلٌّ منهم عما يعرفه من أركان الإيمان ونواقضه، وما إلى ذلك. 
فقال عليه رحمة الله: في أربعينيات القرن الماضي كان وجود الأطباء في الأقاليم نادرًا وفي القرى منعدمًا، فمرض طفل لي واشتد عليه المرض فسألت عن الطبيب المقيم في مدينة دمياط فعلمت أنه مسافر، فاحترت ماذا أفعل؟ 
فهديت إلى أن أتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ بعمل لعله يكون خالصًا فيتقبل دعواتي بشفاء الولد، وفعلاً ذهبت إلى قرية لم يكن فيها شعبة للإخوان بنية فتح شعبة بها،
فصليت مع أهل القرية الظهر في المسجد وجلست مع الشباب أحدثهم عن دعوة الإخوان حتى انشرحت قلوبهم للدعوة، وتعاهدنا للعمل معًا في دعوة الإخوان، وصليت معهم صلاة العصر واتفقنا على موعد آخر قريب، وعدت إلى بيتي فوجدت الولد يجري في البيت، فسألت أمه ماذا حدث؟ 
فأخبرتني أنها لما احتارت أسقته كوب ماء بالسكر والليمون فشربه وبدأ يعود إلى طبيعته حتى انطلق يلعب في أنحاء البيت.
فكان درسًا تعلَّم منه الشباب أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح، فالإيمان ليس كلمات ولكنْ واقع يتحرك به الأخ في حياته.. (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) (الأنعام: من الآية 163).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى قال:
من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه” (رواه البخاري).

*إخلاص في عمله المهني: 
ذهب أحد الأخوة يسأل عنه في بيته فقيل له: إنه في العمل في “غيط فلان” فذهب إليه الأخ بسيارته ووقف على أول الحقل الزراعي يسأل عنه فخرج إليه عم/ إبراهيم في ملابسه مبللة بالماء وبها آثار الطين، فاحتضنه الأخ وقَبَّل رأسه، وطلب الأخ منه موعدًا لمحاضرة يلقيها فأخبره عم/ إبراهيم بأنه وعد صاحب الزراعة بإتمام زراعة “الطماطم”، وهذا سيستغرق ثلاثة أيام فليكن الموعد بعدها.

وهكذا يعلمنا الإخوان الحرص وحسن أداء أعمالنا المهنية والوفاء بالعهد واحترام كل صاحب مهنة أستاذًا جامعيًّا كان أو عاملاً زراعيًّا إنها مدرسة عظيمة ذات قيم إنسانية راقية.. (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير(13)” (الحجرات).. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة).

* حلم وسعة صدر الداعية
دعاه بعض الإخوة لإلقاء محاضرة، وفي الموعد والمكان المحددين ذهب ومعه أحد إخوانه فلم يجد المكان قد أعد، والإخوة غير جاهزين لسماع المحاضرة، فأسر إليه الأخ المصاحب له أن ينصرف معتذرًا عن اللقاء حتى يعطي للإخوة درسًا في احترام المواعيد والناس، فنهره عم/ إبراهيم وطلب منه السكوت، وجلس وأخرج مصحفه يقرأ فيه حتى أُذِّنَ لصلاة الظهر فصلى مع الإخوة، وبدأ محاضرته بعد الصلاة متأخرًا ما يقارب الساعتين، وجلس عم/ إبراهيم على الأرض يقص قصصه بلهجته الريفية الدمياطية المحببة والإخوة مأخوذون بحديثه مشدودون لقصصه وأسلوبه وإسقاطاته التربوية، وامتد اللقاء حتى منتصف الليل.
وهكذا كان درسًا في سعة صدر الداعية وحلمه على الشباب المقبل على الدعوة، يأخذ بأيديهم برفقٍ وحبٍّ وعطفٍ حتى يتعرفوا على دعوة الإسلام، فإذا تفتحت قلوبهم وعقولهم للدعوة وذاقوا حلاوة الإيمان صار التزامهم بعقيدة الإسلام وعبادته وأخلاقه وحلاله وحرامه ملازمًا لشخصياتهم بصدق وإخلاص لله عزَّ وجلَّ.

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين (108)) (يوسف).. (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم: 24-25).

* في القيادة أو في الساقة لا فرق :
كان عليه رحمة الله حريصًا على إخوانه فنجده أثناء انعقاد حفلات الإخوان يراقب الحفل مستعدًّا لأي طارئ حتى لا يفاجأ الحضور بأزمة غير متوقعة، وفي المسيرات الانتخابية كنت تجده خلف المسيرة يتابع الحضور حريصًا على سلامة الجميع.
….
رحمات الله تتنزل عليك يا عم إبراهيم
منقول

الذكرى ال13لوفاة أبونا الحاج 💜إبراهيم سلمو💜وكان لى كل الشرف بأن زارنا الشيخ ابراهيم ف بيتنا المتواضع ودعا لنا بالبركة…

Gepostet von Ahmed Gamala am Sonntag, 18. August 2019