قراءة في كتاب إنجازات السيسي .. أرقام لا يشعر بها المواطن

قراءة في كتاب إنجازات السيسي .. أرقام لا يشعر بها المواطن

جريمة المدن الجديدة

الملاحظة الرابعة على كتاب إنجازات السيسي، هو هيمنة مشروعات المدن الجديدة، حيث تم البدء فى تنفيذ 13 تجمعًا عمرانيًّا جديدًا فى شتى أنحاء الجمهورية (العاصمة الإدارية الجديدة -العلمين الجديدة – المنصورة الجديدة – شرق بورسعيد – ناصر بغرب أسيوط – غرب قنا -الإسماعيلية الجديدة ـ رفح الجديدة ـ مدينة ومنتجع الجلالة – الفرافرةالجديدةـ العبور الجديدة – توشكى الجديدة ـ شرق العوينات)

وفي محاولة لتجميل وإقناع الشعب بهذه المشروعات يقول الكتاب إن مساحة هذه التجمعات الجديدة نحو380 ألف فدان، تمثل 50% من إجمالى مساحات التجمعات العمرانية التى تم تنفيذها خلال الــ 40 سنة السابقة، ومن المخطط أن تستوعب التجمعات العمرانية الجديدة، عند اكتمال جميع مراحلها، نحو 14مليون نسمة، وتوفر حوالي 6 ملايين فرصة عمل دائمة.

ويكاد يكون هناك شبه إجماع بين الخبراء والمحللين السياسيين أن مشروع العاصمة الجديدة وهذه المدن هو إهدار كامل لأموال البلاد، وقد وصفها أسامة الغزالي حرب وهو أحد الكتاب الموالين للسلطة، بالمأزق والجريمة التي يتوجب وقفها فورا، فكيف يتم إهدار عشرات بل مئات المليارات على عاصمة جديدة في الوقت الذي يعاني الشعب فيه من البطالة وتدني خدمات التعليم والصحة وارتفاع معدلات البطالة؟! كما وصفه نائب برلماني بأنه نوع من “السفه” يتعين وقفه فورا.

فهي عاصمة للأثرياء وذوي النفوذ والسلطان، وتعد حصنا للسيسي وأركان حكومته خوفا ثورة الشعب، ولا مكان فيها للعمال والفقراء فلماذا ينفق عليها مئات المليارات (45 مليار دولار) في الوقت الذي يعاني فيها الشعب من الجوع والفقر وعدم القدرة على مواجهة أعباء الحياة؟

شبكة الطرق والكهرباء

الملاحظة الخامسة تتعلق بشبكة الطرق وحل مشكلة الكهرباء، وربما كان هذان هما الإنجازان حقا في كل ما ذكر بالكتاب، إلى جانب بعض مشروعات الإسكان الاجتماعي؛ حيث كشف اللواء عادل ترك رئيس هيئة الطرق والكباري، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج “مساء dmc” المذاع عبر فضائية “dmc”، أن هيئة الطرق والكباري بالتعاون مع الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ووزارة النقل قامت بعمل 7700 كليو متر من الطرق خلال الفترة الماضية. موضحا أن شبكة الطرق في مصر وصلت إلى 30 ألف كم. وذكر الكتاب أنه تم ما يقرب من 383 مشروعا.

وفي الكهرباء يشير الكتاب إلى تنفيذ 169 مشروعا نجحت في معالجة الانقطاع المتكرر في الكهرباء، لكن مشروعات شبكة الطرق والكهرباء عليها عدة ملاحظات:

أولا: تكلفت أموالا طائلة، فشبكة الطرق ومشروعات النقل تكلفت 85 مليارا وهو رقم ضخم وفي غياب الرقابة فإن الفساد والنهب يتزايد.

ثانيا، نجح النظام بالفعل في حل مشكلة الكهرباء لكن ذلك تكلف مئات المليارات وهو رقم ضخم للغاية وبحسب الكتاب فإن مشروعات الكهرباء تكلفت 308 مليار جنيه، أسهمت في زيادة القدرات الكهربية للشبكة القومية لكهرباء مصر إلي 52000 ميجا وات

ففى مجال توليد الكهرباء تم تنفيذ (17) مشروعاً شملت محطات إنتاج الكهرباء المركبة والبخارية والغازية بالإضافة إلى محطات الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة المائية بإجمالى تكلفة تقدر بـ 23.5 مليار جنيه مصري، و 4.6 مليار دولار و 6.96 مليار يورو لإضافة 22 ألف ميجا وات، وهو مايعني أن السيسي لكي يحل مشكلة الكهرباء أنفق أكثر من 515 مليار جنيه ، وفقا لتصريحات محمد شاكر وزير الكهرباء في يوليو 2018م، وكلها من الديون التي تتحمل أعباء سدادها الأجيال القادمة.

ثالثا: من الأثمان التي يدفعها الشعب لحل أزمة الكهرباء بخلاف الديون الباهظة، رفع النظام رسوم الكهرباء، 4 مرات منذ 2014 حتى منتصف 2018م؛ ووفق رصد لوكالة الأناضول، رفعت الحكومة أسعار شرائح استهلاك الكهرباء أربع مرات خلال أربع سنوات ، حيث كانت البداية مع نهاية يونيو/حزيران 2014 مع بدء ولاية السيسي الأولى، وفي العام المالي 2015/2014 رفعت الحكومة أسعار استهلاك الكهرباء للشرائح العليا بين 15% و20%.

كما رفعت أسعار الكهرباء في 8 أغسطس/آب 2016، وفي 6 يوليو/تموز 2017، ومؤخرا في 12 يونيو/حزيران 2018. وفي السنوات الأربع زادت أسعار الكهرباء حسب الشرائح بين 80% و193%.

ويقدر مشروع الموازنة العامةفي العام المالي 2019/2018 خفض قيمة دعم الكهرباء بنسبة 46.6%، إلى 16 مليار جنيه (895.36 مليون دولار)، مقابل 30 مليار جنيه (1.67 مليار دولار) في العام المالي الجاري.

ما يعني أن النظام سوف يرفع أسعار الكهرباء مجددا تلبية لشروط صندوق النقد الدولي.