( 1 ) رسالة لكل من يعرف أنني أقصده

( 1 ) رسالة لكل من يعرف أنني أقصده
بعد التحية والدعاء والسلام
من المؤكد أنك ناقم على أشياء كثيرة حدثت ، وأشياء كثيرة تتم الآن ، وكذلك لأشياء كثيرة لم تتم ..
وكذلك كلنا ؛ مقهورون وحزانى على ما جرى ، ولنا رأي فيما يجري ، وغاضبون لما لم يجر ..
ولكن ؛ ماذا بعد ؟ أين دورك ودوري ؟ بدلا من البكاء على اللبن المسكوب ، ولجم الأيدي في كف من يسكب لبنًا الآن ، والاكتفاء بالغضب والضجر ممن لم يمنع سكب اللبن وكان قادرًا على ذلك ..
من المؤكد أننا كنا أحد هؤلاء في وقتٍ ما ، وقمنا بجزء من الخطأ سواء بمباشرة الفعل ، أو بالسكوت والفرجة بلا تركيز لما يحدث ، والانشغال بما كان تحت أيدينا من عمل ، ولسان حالنا كان يقول : “ربنا يوفق الآخرين” !!
أعتقد أن هذا كان حالي وحالك ، ويشاء الله أننا خارج الأسوار الحديدية ، وأن بعضنا داخل البلاد وبعضنا خارجها ، وأن ثمة آمال يعلقها من بداخل الأسوار على أمثالنا ، فهل نعي اللحظة ؟ وهل نعي النعمة ؟ وهل نعي الأمانة الملقاة على من خارج الأسر ؟!
ماذا تفعل الآن غير الشكوى والتحسر ؟ والحواديت عن الأخطاء ، والتناجي والنجوى وبث الشكوى كأنك أصبحت عاجزًا بلا فائدة ، أو خائر القوى ، أو مكبل اليدين ، أو ذكرى ..
وهل يعقل أن مثلك هذا آخره ؟ أو أنك لم تعش حديث : إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة ؟ ، أو أنك لا تعرف أن التسديد والمقاربة مطلوبان ؟ وأنه لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونقول : هلك الناس !!
رحم الله الشهيد عبد الفتاح إسماعيل وإخوانه الأحياء والأموات ، الذين نحتوا في الصخر ، وأحيوا الدعوة من عدم ، وجددوا الأمل بعد أن كاد ينقطع ، وكانوا عنوانًا لإرادة الله وأسبابه التي تجلت في بشر ، فتركوا لنا ما نرثه وما نبني عليه..
لا أتصور أنك تجلس منشغلا بحياتك وشغلك الدنيوي ، وقد انقطع حبل آرائك ، وتوقف محرك ابتكاراتك ، لينتهي بك الحال إلى صاحب ذكريات وحواديت ، وكأن أحدًا غيرك هو من سيقوم بالنهوض ..
لا أتصور أن “آخرتها” لك بوستا تكتبه هنا أو تعليقًا تقوله هناك ، ولا أتصور أنه مهما بلغت أخطاؤهم أنك بمنأى عن تحمل جزء من الخطأ ، أو أنك أصبحت معافى من التكليف ، أو أن أحدًا غيرك وغيري مطالب بالاستدراك !!
ولكن “هوا فيه حد تاني غيرنا هيشيلها ” !!!!!!
افعل أي شيء حتى بتربية شبل ، أو نصح فتى ، أو تدريب محتاج ، أو عصف فكري ينتج أفكارًا جديدة أو أو .. فمن المؤكد أنك لها ..
بحول الله سنعمل ولو كف عن العمل غيرنا ، وسنبذر ولو رأينا بذور الأمس قد طارت ، وسننصح ولو لم يستمع لنصحنا ، وسنستدرك ما نستطيعه وما نطيقه ، وسنستعين بالله ولا نعجز ..
سنعمل وفي يقيننا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ،
وسنبذر لأن واجب زرع الفسيلة واجبنا حتى لو رأينا زرعنا السابق احترق ، أو رأينا عن بعد رياحًا جارفة ،
وسنستدرك لأن الله أبقانا خارج الأسوار ،
وسنستعين بالله ونتوكل عليه فهو نعم الوكيل ، وهو خير حافظًا وهو أرحم الراحمين …
ببساطة سنبذل جهدنا،
والأرزاق والنتائج والتوفيق والسداد على الله
بقلم المهندس علاء فهمي.