هنية في ذكرى حماس: العالم كله وقف في كفة وترامب ونتنياهو في كفة

هنية في ذكرى حماس: العالم كله وقف في كفة وترامب ونتنياهو في كفة

860x484

غزة – “القدس” دوت كوم – قال رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية اليوم الخميس، إن الموقف الأميركي تصدع على المستوى الدولي، وقد عزلت الإدارة الأميركية لأول مرة في التاريخ المعاصر في تاريخ الصراع.

وأضاف اسماعيل هنية خلال كلمة له في مهرجان انطلاقة حماس الثلاثين: “العالم كله في كفة وترامب ونتنياهو في كفة أخرى، إنه تأكيد على تصدع المكانة الدولية للولايات المتحدة، وتأكيد على أن الاحتلال لم يعد يحتمل هذه المكانة السابقة التي كان يحتلها حتى عند الدول الاوروبية، رأينا الموقف الأوروبي في الأيام الماضية وكيف تعامل مع نتنياهو وأكد أن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية”.

ونظم المهرجان في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة وسط حضور جماهيري حاشد امتلأت فيه ساحة الكتيبة قبيل بدء المهرجان.

ويحمل مهرجان حماس عنوان “المقاومة قرارنا والوحدة خيارنا”، حيث أظهرت المنصة الرئيسية صورة كبيرة لمدينة القدس كتب عليها “القدس عاصمة فلسطين” وبجانبها ملثم من كتائب القسام الجناح العسكري للحركة ويحمل بيده العلم الفلسطيني وباليد الأخرى قطعة سلاح.

كما وضعت في المنصة الرئيسية صورة كبيرة لمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وعدد من قياداتها الشهداء والأسرى وكذلك من القيادات الحالية.

وحضر قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية إلى المهرجان الذي تقوم قوات الأمن الحكومية بتأمينه بشكل كامل.

ولوحظ أن المهرجان بدأ بأغاني ثورية وطنية قديمة، إلى جانب فرقة دبكة شعبية ترتدي اللباس العسكري تؤدي فقرات تناسب تلك الأغاني الوطنية.

كما رفعت صور للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: “إن أهلنا في القدس أسقطوا قرارات نتنياهو في معركة البوابات مرةً ومرة، وسجدوا بجباههم على بلاط شوارع القدس وعلى بوابات المسجد الأقصى المبارك، إن شعبنا في القدس إذا كانوا لوحدهم ومن وقف معهم من إخوانهم في ال 48 والضفة، إن كانوا وحدهم مرغوا أنف نتنياهو وكسروا قراره ودخلوا الأقصى منتصرين، ألا نستطيع نحن كشعب وأمة كل الامة أن نسقط قرار ترامب، نعم قادرون”.

وبشأن قرار ترامب الأخير قال هنية: “نعم هذا القرار أو الوعد المشؤوم الذي لا يقل خطورة عن وعد بلفور، أقول متوكلا على الله القوي الجبار؛ أن هذا الجيل الفلسطيني العربي المسلم لن يسجل على نفسه أنه مرر هذا الوعد المشؤوم بحق القدس، هل تقبلون أن يسجل عليكم أن القدس ضاعت في عهدكم”.

وأضاف: “لا يوجد بشر في العالم يمكن أن ينتزع منا قدسنا، لا يمكن لكائن من كان أن يغير هوية قدسنا، لا يمكن لأي قوة عظمى وسطى صغرى أن تمنح القدس للمحتل، لا وجود لشيء اسمه دولة إسرائيل لتكون له عاصمة اسمها القدس”.

وقال :”اليوم ننطلق من موقع القوة وموقع الصلابة من أجل أن نحقق هدفا مهما في معركتنا مع الإدارة الأميركية والاحتلال الصهيوني؛ وهو إرغام الإدارة الأميركية للتراجع عن قرارها الظالم وكسر الموقف الأميركي وأقول متوكلا على الله ثم على أبناء شعبنا وأبناء أمتنا وأحرار العالم:: أننا سنسقط قرار ترامب للأبد”.

وأضاف: أما الهدف الثاني لانتفاضة شعبنا والأمة ووقفة أحرار العالم ومرجعياته الدينية والسياسية من شيخ الأزهر الإمام الأكبر إلى البابا والمرجعيات السنية والشيعية وكل ومقومات ومكونات هذه الأمة، فهو إسقاط ما يسمى بصفقة القرن .. الذي بالأمس وصفها الأخ أبو مازن في مؤتمر القمة الإسلامية بصفعة القرن.

ووجه حديثه للرئيس بالقول: “أقول لأخي ابو مازن واخواننا في الشعب وفتح والفصائل؛ إننا كشعب وأمة عظيمة قادرين على أن نرد هذه الصفعة بإسقاط ما يسمى صفقة القرن، لماذا صفقة القرن؟ لأن موضوع القدس جاء في سياق مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية ولكن بدأوها من فوق من أعلى نقطة ، لأنه في حال تم تمرير القدس فما دون ذلك أسهل التطبيع والسلام الإقليمي والاقتصادي والاعتراف المتبادل والزيارات والمفاوضات من تحت وفوق الطاولة”.

وأكد هنية أنه لتحقيق هاذين الهدفين الرئيسيين، نحتاج إلى أن نسير في ثلاثة مسارات، وهي:

أولا وهو الأهم ولا غنى عنه: هو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية القوية المتينة على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شؤون هذا الوطن.. أبلغ رد على نتنياهو أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد .. ولذلك اليوم حماس متمسكة بالمصالحة الوطنية التي انطلقت بقوة خلال الشهور الماضية وقطعنا فيها أشواط جيدة على طريق استعادة الوحدة الوطنية وأؤكد هنا أن تحقيق الوحدة والمصالحة يتطلب الإسراع بكل الخطوات التي اتفقنا عليها في القاهرة وغزة وكل مكان تتطلب ان يعيش اهلنا في غزة حياة كريمة عزيزة .. هذه غزة العزة حصن المقاومة حاضنة المشروع الوطني .. غزة الإعداد والاستعداد لمعركة التحرير .. غزة العظيمة التي عاشت حصار 10 سنوات و3 حروب ولكن ها هي تخرج عن بكرة أبيها لتقول نحن مع المقاومة والوحدة وفلسطين .. الإسراع وبدون بطء وعلينا أن نعالج التفاصيل بسرعة.

وطالب هنية: الكنائس والبابا والاخوة المسيحيين في فلسطين والمشرق العربي أن يخصصوا أيضا صلواتهم يوم الأحد ودعواتهم وأعمالهم أن يخصصوها للقدس ولكنيسة القيامة وللمسجد الأقصى المبارك، نحن سند لهذه المقدسات ونحن حراس هذه المقدسات، المسجد الأقصى وكنيسة القيامة .. العهدة العمرية لا زالت في أعناقنا”.

كما طالب هنية شباب الأمة وفلسطين .. أطالب شباب الأمة بتشكيل أطر لتنظيم الفعاليات الأسبوعية والشهرية حتى اسقاط قرار ترامب، لا نكتفي باجتياح عاطفي ولا نكتفي بمسيرة واحدة .. ولا فعل واحد .. إنما نريد الديمومة والاستمرار .. فليقف شباب الأمة واحرار الأمة لتشكيل أطر قيادية لتنظيم الفعاليات ووضع البرامج والاستراتيجيات لنصرة القدس ونصرة فلسطين واسقاط هذا القرار”.

وتابع: “إن حركة حماس هي امتداد طبيعي لمشروع المقاومة والصمود على أرض فلسطين”.

وأضاف هنية: “في هذا اليوم الأغر الذي نحتفل به بالذكرى الثلاثين لانطلاقة حماس على هذه الأرض المباركة، فإنني أتوجه بالتحية لكل ابناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم، وأحيي كل المشاركين في هذا المهرجان، وأخص بالذكر إخواننا في قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية وكل شرائح مجتمعنا الفلسطيني التي تحتشد اليوم على أرض الكتيبة”.

وتابع حديثه: “هذا الحضور الوطني المميز الذي يشارك حماس في احتفالاتها بيومها الأغر هو دليل على أن حركة حماس هي امتداد طبيعي لمشروع المقاومة والصمود على أرضنا فلسطين، هي امتداد لكل هذا الجهاد والمقاومة المباركة التي انطلقت على ارضنا منذ بداية القرن الماضي وحملها قوى وفصائل من ابناء شعبنا الفلسطيني سبقت حماس ومضت مع حماس وستمضي مع حماس نحو تحرير الأرض والإنسان”.

وقال “إن هذا الحشد الوطني العظيم لهو دليل على ان انطلاقة حركة بحجم حركة حماس بما تحمل من هوية ومبادئ وثبات وعنفوان هو إضافة نوعية لمسيرة شعبنا ولمسيرة فصائلنا المجاهدة المقاومة، وها نحن نحتفل اليوم وبهذه الذكرى والجماهير الحاشدة تحتفل اليوم بهذه الذكرى ونحن نعيش الزلزال السياسي الذي اراد ترامب إحداثه في قدسنا وأقصانا لنؤكد بأن الانطلاقة كانت من أجل القدس والمقاومة، من أجل القدس الجهاد”.

بدوره، ألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، جميل مزهر، كلمة الفصائل، قال فيها: “إننا نعيش حياة سياسية مفصلية في الساحة الفلسطينية، فلم تكن التطورات الايجابية على صعيد المصالحة خلال الأشهر الاخيرة والأمل الذي تدفق لاهلنا بعد طول انتظار ومعاناة وألم هو التطور الوحيد، فأهداف جسام فلسطينية واقليمية ودولية أثرت وتؤثر على فلسطين ابتداءً بالقرار الأميركي للأخرق ترامب بخصوص القدس والذي أتي ليؤكد على عداء الولايات المتحدة لشعبنا كما لكل الشعوب المقهورة والمستضعفة في العالم”.

وأضاف: “هذا القرار جاء في إطار المحاولات الأميركية المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية وضمان أمن الاحتلال واستمراريته عبر ما يروج له من حديث عن صفقة القرن، والإجهاز على مكونات وطاقات الأمة بحروب صفرية وتغذية نعرات طائفية لا هدف لها سوى الإجهاز على الجيوش العربية وتفتيت الشعوب وتمكين الرجعية وحلفاء العدو الصهيوني من رقاب العباد والبلاد في الوطن العربي”.

وأكد أن “القدس قبلة الأمة وأحرار العالم عاصمتنا الأبدية، فقد أرادوا من هذا القرار أن ينطلقوا في مسيرة انهاء مشروعنا الوطني وتصفية قضيتنا العادلة ونريدها كما أرادها العالم وشعوبنا العربية بداية النهاية لمشروعهم الامبريالي الاحتلالي المتمثل في دولتهم المزعومة”.

وأضاف مزهر: “إن ترتيب البيت الفلسطيني بحاجة لعقد مجلس وطني جديد بمشاركة حركتي حماس والجهاد ليكون بمثابة الهيئة التمثيلية المقررة والجامعة لشعبنا والتي من خلالها نواجه التحديات موحدين بعيدا عن الاستهتار والتفرد بالقرار بما يساهم في توحيد وتفعيل مؤسسات وطاقات شعبنا في الوطن والشتات”.

وقال: “ليس العيب من حماس أن تقيم تجربتها أين أخطأت وأين أصابت، هذه شيمة الكرام، فهذا يرفع من شأنها وقدرها بين أبناء شعبنا، فقوة حماس هي قوة للجميع، تعالوا جميعا لنتوحد ونعلي راية الوطن خفاقة ولنجسد الوحدة الوطنية قولا وفعلا ولنمضي على درب القادة الشهداء ونواصل مقاومتنا ضد الاحتلال موحدين”.

وأنهى مزهر كلمته بالدعوة للمشاركة في مليونية الغضب يوم غدٍ الجمعة، على طول شارع صلاح الدين في غزة، غضبًا من أجل القدس، ورفضًا للقرار الأمريكي.