م . نبيه عبدالمنعم يكتب بأى حال عدت يا يوم النكسه

م . نبيه عبدالمنعم يكتب بأى حال عدت يا يوم النكسه

يومها كان العسكر يحكمون . واليوم العسكر يحكمون .

يومها كان الملأ والمقربون . راقصات وعشيقات وفنانات بلا تحفظ ولا خجل حتى كان لكل ضابط عشيقة معروفة وعدد لا حصر له من الداعرات فى سهرات الجيش وغرف نوم الضباط .

واليوم الملأ والمقربون . راقصات وفنانات وعشيقات وداعرات يشوهن الإسلام ويضربن بكل قوة وكل راقصات مصر فى الخدمه ورهن الاشاره .. فى غرف نوم الضباط والساسة ورجال الأعمال .

يومها كانت سيناء تضيع وغزه تضيع وفلسطين تضيع . واليوم سيناء تضيع وغزه محاصره .

يومها أصبح حضرة الضابط هائما على وجهه مهزوما هاربا من اليهود أثناء النكسه .. رمى سلاحه وخلع البدلة الميرى خوفا ورعبا وكان يجرجر رجليه يكاد يموت من الجوع والعطش فأدخله الشيخ البدوى بيته وأطعمه وسقاه وأخفاه .

وفى الصباح .ألبسه ملابس زوجته ونقابها ووضعه فى الهودج على الجمل وسار به فى الصحراء حتى وصل الى بر الامان .
واليوم مرت السنين واكتشف حضرة الضابط انه خير أجناد الأرض وزين صدره بالنياشين وعاد الى الأعرابى الذى انقذه ليرد له الجميل . فهدم بيته وسحله على الارض وقتل أولاده .

لقد اكتشف مؤخرا انه عميل متأمر خطر عليه وعلى دولة اليهود الصديقة

يومها كان هناك شعب كله مغيب صدق أكاذيب الإنتصار والبطولات ومشاريع سفينة الفضاء والغواصات وصواريخ الظافر والقاهر . و كان المفوضين والجهلاء ومجانين عبدالناصر ومغيبى الاعلام المصرى . يشيرون للطائرات الاسرائيليه الذاهبه لضرب المطارات المصريه . ويهتفون لها ويدعون ( ربنا ينصركم على الاعداء ) بعد ان أقنعوهم انها الطائرات المصريه ذاهبه لقصف تل أبيب .

واليوم بعض الشعب لا زال مغيبا صدق أن الكفته تعالج كل الامراض وان هناك عاصمه جديده اكبر من واشتطون 5 مرات وأن قائد الأسطول السادس الأمريكى عندنا فى الأسر .

يومها كان العلماء والمتفوقون والمصلحون قتلى ومعتقلين ومطاردين . واليوم أصبح العلماء والمتفوقون والمصلحون قتلى ومعتقلون ومطاردون .

يومها مات آلاف المصريين على يد اليهود وسلاح اليهود .

واليوم مات آلاف المصريين ولكن على يد المصريين أحباب وأتباع اليهود وبأدوية ومبيدات استوردناها من اليهود بأموال القتلى .

ولكن هناك فرق كبير . فى وعى الناس .

فرق فى مصر الثائرة وليبيا الثائرة واليمن الثائرة وسوريا الثائرة .

فهناك كان القائد صنما يعبد من دون الله حقيقة لا مجازا .

هناك كان القادة خونة والشعوب يهتفون لهم واليوم القادة خونة والشعوب ناقمة تهتف ضدهم

واليوم القائد أضحوكة ومادة للسخرية يعرفه القاصى والدانى بفشله وغبائه ودمويته .

فيومها كان الشعب كله يصفق للهزيمة وكان الجميع يهتف للزعيم ولا يتصورأن الخيانات فى الداخل وأن السوس داخل عظام الجسم .

واليوم لازال بعض المتبقى من جيل النكسة فقط يهتفون بصوت خافت ويقلون وينقرضون يوما بعد يوم . ولكن الاحرار وجيل الشباب قد كشف اللعبه وعرف كهنة المعبد على حقيقتهم ولم تعد تنطلى عليه خدع السحرة .

ناس مصر وشبابها الأن صامدون صابرون ولكن المرجل يغلى والماء يفور وقريبا إن شاء الله يثور فينتزع مصر من عصابة الخونه والمجرمين .