م. نبيه عبدالمنعم يكتب:مزايدون والأجر على الله

م. نبيه عبدالمنعم يكتب:مزايدون والأجر على الله

من قبل قيام الثورة وبعدها والمزايدات على الإخوان من التيارات الأخرى بل ومن أنصار الشرعية وحتى من بعض الإخوان لا تتوقف.

ومن بعد الثورة بشهرين كانت المزايدة بشعار يسقط حكم العسكر وضرب الإخوان فى التحرير وحرق سياراتهم ممن تبين بعد ذلك أنهم صنائع المخابرات ورجالها فكان ابراهيم عيسى وطارق الخولى وشادى الغزالى وسميره ابراهيم ست البنات وحمادة المسحول يظهرون وكأننا نقف بينهم وبين سحل العسكر فى الشوارع ونحمى العسكر منهم .

ثم تبين أنهم والعسكر روحين فى زجاجة واحدة وأن الوحيدين الذين كانوا فاهمين لعبتهم هم الإخوان .

وكانت المزايدات على الإخوان بعداء رجال الحزب الوطنى القديم ثم تبين أن الأكثرمزايدة وصوتا عالياً وصخباً فى معاداة الفلول يقبضون رواتب من رجال النظام القديم وظهروا فى عزل النائب العام الذى كان من مطالب الثورة ليخرجوا متظاهرين ضد مرسى ومزايدين عليه بأنه عمل من نفسه فرعون ثم حملوا أسيادهم من رجال سوزان على أكتافهم فى ليلتهم الإنقلابية المشئومة .

وكانت مزايدات حزب النور باسم الشريعة والمادة 219 التى كانت خطاً أحمر وظهروا كأنهم حماة الدين والخائفين على الشريعة وكأن الإخوان العلمانيين يقفون سداً أمامهم وعملوا فرق الأمر بالمعروف وهللوا لقتل الشيعى حسن شحاته وسحله .

حتى إذا كشف الله عنا الغطاء تبين أنهم لا يخافون على شرع الله وإنما على شرع العسكر والمخابرات وأمن الدولة ولتذهب المادة 219 الى الجحيم وليذهب السيسى ليساند بشار وهدمت المساجد وأوقفت الاعتكافات وضربت المنقبات فلم نسمع معارضا الا صوت الإخوان وأنصارهم وإن كان آتيا من غياهب السجون وتحت الثرى وبلاد المنافى .

وبعد الإنقلاب كانت المزايدات على أشدها .

خرج إخواننا من حزب الوطن من تحالف دعم الشرعية بحجة أنهم خارجين من ضيق العمل مع الإخوان إلى فضاء العمل الواسع وإلى تعدد وسائل كسر الإنقلاب ودعم الشرعية دون أن يلتزموا بقيود التحالف .

وصاحب خروجهم مزايدات حول التحالف المكبل وحول الإخوان الذين لم يعودوا يمتلكون رؤية .

فاستبشرنا خيراً وقلنا، لعل الله أن يجعل الفرج على أيديهم وأن يخذلوا عنا ،ولكن لم نسمع لهم من يومها صوتاً .

ثم خرج بنفس المبررات والمزايدات إخواننا فى حزب الوسط واستبشرنا أيضا بحراك من نوع جديد بعيداً عن قيود الإخوان الذين لم يعودوا يمتلكون خطة ولا رؤية .

ولكن من يومها لم نسمع لهم صوتاً إلا صوت سجينهم العملاق عصام سلطان ، أما باقى من هم طليقى اليد والسراح من كوادرهم كأن الأرض ابتلعتهم .
ثم جاء دور حزب البناء والتنمية وإخواننا فى الجهاد والجماعة الإسلامية وصاحب خروجهم نفس الضجة ونفس المبررات ونفس المزايدات حول الرؤية والخطة وأيضا استبشرنا ، لعل الله أن يجعل الفرج على أيديهم .

إلا أنهم مارسوا هواية الغطس ولم يظهروا إلا بالإعلان عن انتخابات معلنه للحزب فى مصر تحت أعين وسمع الأمن وما صاحب ذلك من تصريحات لقيادات الحزب تخطب ود الإنقلاب وتنقد الإخوان .

ثم جاء دور الإخوان من الداخل واشتد قصف المعارضين منهم للقيادات واتحد المطالبين بنبذ السلمية مع المطالبين بعدم ضرورة التمسك بالشرعية مع المطالببن بفتح باب التفاوض لإخراج من بالسجون .

اتحدوا على اختلافهم لمجرد أنهم جميعا متحدين على انتقاد وتسفيه وأحيانا تخوين الموجودين فى القيادة منتقدين عدم وجود خطة ولا رؤية مع أنهم جميعا يعلمون أن الإخوان لا يحركون قشة دون خطة وأن الخطط لا يتم نشرها على الفيس بوك ويعلمون أن الخطط لا تناقش إلا فى الغرف المغلقة ولا يتم الإحتفاظ بها إلا فى أقصى الأماكن .

ولكن وبحجة وفى سبيل خطة ورؤية وعمل كونوا تنظيم جديد باسم الإخوان ومجلس شورى ومكتب إرشاد ونفوا عن مخالفيهم صفة الإخوان . واستبشرنا خيرا أيضا . لعلهم يقودوننا الى خطة ورؤية وعمل منظم لإسقاط الإنقلاب ولكن لم نجد إلا مزيدا من المزايدات والإختلافات ومحاولة تكرار التجارب الفاشلة وقصف الآخرين بالشبهات .

ولا زالت الخروجات تتوالى والمزايدات تتوالى فلا يتقدم احد خطوة ولا يتأخر ولا يتحدث برؤية إلا ويخرج فى وجهه المزايدون يقصفونه .

والغريب أن كل هؤلاء عندما تضيق بهم الحال ويصطدمون بالواقع يجدون ضالتهم فى مزيد من إلقاء اللوم على الإخوان والمزايدة على الإخوان وتسفيه الإخوان وأفكار الإخوان وسذاجة الإخوان وضيق أفق قيادات الإخوان .

أيها الإخوة الأحباب . جزاكم الله خيرا .

كفيتم ووفيتم وعرفتم القاصى والدانى بمساوئ وسلبيات الإخوان . فانفضوا أيديكم من الإخوان وسذاجتهم وسلميتهم وتهورهم وإقصاءهم وتسامحهم وطيبتهم وأخطاؤهم .

أكاد أجزم أن مشكلتنا فى المزايدين من كل اتجاه .

فلن يستطيع أحد كائنا من كان أن يسوق لرؤية بخطوة للأمام او للخلف أو توافق أو اصطفاف أو مناورة إلا وسيهب فى وجهه المزايدون الجالسون هناك فى الغرف البعيدة وخلف الكيبورد والبعيدين عن ارض الواقع ليزايدوا ويقصفوا ويتهموا بالفشل والخيانة .

فارحموا من على أرض مصر يرحمكم من فى السماء .