مملكة العسكر.. الطبطبة للمحاسيب والجوع والغلاء للشعب

السؤال الملح على أفواه المصريين في مجالسهم العامة والخاصة وحتى في المواصلات: ماذا قدم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للشعب؟ وما تلبث أن تأتي الإجابة سريعا “لم يقدم سوى الفقر والجوع والغلاء الذي طال كل شيء”، وخلال سنوات انقلاب السفيه السيسي وصلت الزيادة في أسعار الوقود إلى 520%، بالمقارنة بأسعار 2013.

وبواقع 400% على السولار، و511% للبنزين 80، و264% للبنزين 92، و900% لأسطوانة غاز الطهي، ووصل سعر أسطوانة غاز المنازل إلى 50 جنيها، وهو مبلغ كبير لا تستطيع كثير من الأسر أن تدفعه، ورغم أن الانقلاب يعلن أن الهدف من رفع دعم الوقود هو أن الأغنياء يحصلون على 80% منه، ولا يتبقى للفقراء سوى 20% فقط، ويرفع شعار “توجيه الدعم لمستحقيه”، لكن الواقع أن السفيه السيسي يحمل الفقراء فاتورة الطاقة كاملة، ويجامل الأغنياء ورجال الأعمال المقربين من العسكر.

ولا سيما أن حكومة الانقلاب خفضت سعر الغاز لمصانع الحديد والصلب في مارس 2016، من 7 دولارات إلى 4.5 دولار للمليون وحدة حرارية، رغم استيراده بسعر 12 دولارا للمليون وحدة حرارية، وزاد سعر أسطوانة الغاز المنزلي بنسبة 900%، وسوف ينهي الانقلاب دعم الطاقة في 2019.

الانقلاب يزيد الفقراء فقرًا

رفع السفيه السيسي أسعار الكهرباء المخصصة للاستهلاك المنزلي 5 مرات بنسبة 200%، منذ الانقلاب ، مقابل 85% للمصانع، ما يؤكد أن الانقلاب يزيد الفقراء فقرًا والأغنياء غنى، ما يكذب ادعاءه بتوجيه الدعم لمستحقيه، وبعد أيام من الانقلاب في الثالث من يوليو 2013، خفض الانقلاب العسكري دعم رغيف الخبز بنسبة 31%، بطريقة ملتوية، إذ قام بتخفيض وزن الرغيف من 130 إلى 90 جراما.

ووصلت الزيادة في أسعار مياه الشرب ورسوم الصرف الصحي إلى نسبة 125%، بالمقارنة مع العام 2013، واستهل السفيه السيسي الزيادة في أسعار مياه الشرب ورسوم الصرف الصحي في أغسطس 2014، بزيادة طفيفة، وفي يناير 2016، زادت الأسعار للمرة الثانية بنسبة 25%، وفي أقل من عام رفعت حكومة الانقلاب الأسعار للمرة الثالثة 46.5%، وفي أغسطس 2017، رفعت حكومة الانقلاب الأسعار للمرة الرابعة 50%، والزيادة الأخيرة كلفت المواطن مليار جنيه.

ورفع السفيه السيسي أسعار تذاكر مترو الأنفاق بنسبة 350%، بالمقارنة بأسعار 2013. ومن المتوقع أن ترفع أسعار تذاكر القطارات، والتي يركبها الفقراء من العمال والموظفين، بنسبة 140%، وهي الزيادة التي تم تأجيلها بسبب الاحتياطات الأمنية، أما أسعار تذاكر القطارات المكيفة، والتي يركبها القضاة، ووكلاء النيابة، وضباط الجيش والشرطة، فسوف تزيد بنسب بين 15% و40%.

رسوم على الكشري

وتم سن قوانين ترفع معدلات الضرائب إلى مستويات قياسية حتى باتت حكومة الانقلاب تحقق أكثر من 70% من الإيرادات من باب الضرائب والرسوم المفروضة على التجار والباعة وحتى أصحاب عربات الطعام والكشري والخضار، وهو ما يطرح تساؤلات عدة، حول: لماذا يغدق السفيه السيسي على محاسيبه وشلته بينما يقبض يده على الشعب ويعامله بمنطق “إحنا فقرا أوي.. أجيب منين؟.. انتوا مش عارفين إن إحنا فقرا؟”.

ولماذا الإغداق ومنح الامتيازات المالية الضخمة لكبار الجنرالات والقضاة وضباط الشرطة والوزراء والسفراء ونواب برلمان الدم، بينما الغلاء الفاحش ورفع أسعار الوقود والكهرباء والمياه وتذاكر المترو والخدمات الحكومية والسلع الأساسية وغير الأساسية كلها؟ لماذا المنح والعطايا للمحاسيب والغلاء والجوع للشعب؟.

الجوع والغلاء الفاحش أفضى إلى انتشار واسع لمعدلات الجريمة والانتحار وخطف الأطفال وكان آخرها العثور على جثامين 3 أطفال بجوار أحد الفنادق الشهيرة بمنطقة المريوطية بالهرم بالجيزة، ما دفع أحد نواب برلمان الدم إلى التقدم بمشروع قانون يغلظ عقوبة خطف الأطفال إلى الإعدام.

أمام استمرار هذه السياسات التي تمنح محاسيب الانقلاب العطايا والامتيازات، وتحاصر الشعب بالغلاء الفاحش وفرض مزيد من الرسوم والضرائب؛ فإن الانفجار الشعبي وشيك لا محالة، خصوصا وأن ثمة توجهات للانقلاب نحو تحريك أسعار رغيف الخبز، وكذلك رفع الوقود مرتين خلال العام المالي الحالي، تلبية لشروط وإملاءات صندوق النقد الدولي.