مصر 2017.. سجال الجزيرتين واستهداف دور العبادة

تدهور أمني في مصر منذ بداية العام الجاري وتزايد الهجمات التي لم تقف عند قوات الجيش والشرطة بل امتدت لاستهداف مدنيين بالمساجد والكنائس

 

عبد الرحمن أبو العُلا

شهدت مصر خلال عام 2017 تدهورا أمنيا كبيرا وتزايدا في الهجمات والتفجيرات التي لم تقف عند حد استهداف قوات الجيش والشرطة، بل امتدت لاستهداف المدنيين في المساجد والكنائس، ووُصفت إحدى هذه الهجمات بأنها الكبرى في تاريخ البلاد.

ففي 9 يناير/كانون الثاني، قُتل 13 من أفراد الشرطة -بينهم ضباط- وأصيب آخرون، بتفجير سيارة ملغمة استهدفت حاجزا أمنيا في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء. وتبع الانفجار إطلاق نار كثيف على نقطتي تفتيش أمنيتين.

وفي 9 أبريل/نيسان، استهدف تفجير انتحاري كنيسة مارجرجس في طنطا بمحافظة الغربية، وخلّف 25 قتيلا وأكثر من 59 مصابا.

وبعد ساعات، استهدف تفجير آخر محيط الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) بمحافظة الإسكندرية، ونجا منه بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني الذي كان يترأس قداس “أحد الشعانين”. وخلّف التفجير 133 قتيلا وأكثر من ثلاثين مصابا؛ وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية التفجيرين.

وفي 10 مايو/أيار، قتل تنظيم الدولة 13 من أفراد قبيلة الترابين جنوبي رفح في شبه جزيرة سيناء، بدعوى تعاون القبيلة مع الجيش والأمن المصريين.

وفي 26 مايو/أيار، استهدف هجوم حافلةً للأقباط بمحافظة المنيا جنوبي مصر، مما أسفر عن سقوط 28 قتيلا و25 جريحا.

وفي 18 يونيو/حزيران، قُتل ضابط شرطة وإصابة آخر وثلاثة مجندين في هجوم بجنوب القاهرة تبنته حركة سواعد مصر (حسم).

وفي 7 يوليو/تموز، أكد الجيش مقتل وإصابة 26 من قواته في هجمات مسلحة استهدفت نقاط تمركز للجيش في شمال شرق سيناء، وتبناها تنظيم الدولة. وأسفر الهجوم عن مقتل 23 عسكريا من الجيش، بينهم ضابط برتبة عقيد.

وفي 14 يوليو/تموز، قُتل خمسة شرطيين -بينهم ضابط وأمين شرطة- في هجوم استهدف حاجزا أمنيا بمحافظة الجيزة.

القتلى داخل مسجد الروضة غرب مدينة العريش (مواقع التواصل)

وفي 11 سبتمبر/أيلول، قُتل 18 شرطيا وأصيب عدد آخر في هجوم بعبوات ناسفة تم تفجيرها عن بعد، استهدفت ثلاث مدرعات وسيارتين للشرطة غربي العريش. وقال مصدر أمني إن من بين القتلى ضابطا، ومن بين المصابين مفتش المنطقة الغربية في شمال سيناء العميد محمود خضراوي.

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول، سقط عشرات القتلى من الشرطة بهجوم وقع في منطقة الواحات جنوب غربي الجيزة، وقالت مصادر أمنية إن عدد قتلى الشرطة بلغ 55، في حين قالت الداخلية المصرية إن 16 من قوات الشرطة -بينهم 11 ضابطا- قتلوا في الاشتباكات.

وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدف هجوم دموي مسجد الروضة شرق مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وراح ضحيته 305 قتلى -بينهم 27 طفلا- إضافة لـ128 مصابا. وهو الهجوم الأكبر في تاريخ مصر.

تيران وصنافير
سجال طويل شهدته مصر خلال عام 2017 بشأن جزيرتي تيران وصنافير، وتنوع السجال بين أروقة البرلمان وساحات المحاكم وصولا إلى المظاهرات الشعبية الغاضبة.

ففي 16 يناير/كانون الثاني، حكم القضاء الإداري بتأييد بطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي يتم بموجبها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة بشكل نهائي، ورفض طعن الحكومة المصرية على ذلك. علما بأن مسار انتقال الملكية بدأ في 8 أبريل/نيسان 20166، حيث وقعت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض.

لكن مجلس النواب المصري (البرلمان) وافق في 14 يونيو/حزيران على الاتفاقية، في ظل تصاعد غضب شعبي كبير وتظاهر آلاف المصريين وسط القاهرة قبل أن تفرقهم الشرطة بالقوة. وخرجت مظاهرات في عدة مناطق بالإسكندرية واجهتها الشرطة بالقوة أيضا، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم “السيسي خائن” الذي تصدر موقع تويتر في مصر.

وفي 20 يونيو/حزيران، قضت الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري بمصر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وأكد هذا الحكم صحة حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان الاتفاقية.

لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي صادق في 21 يونيو/حزيران 2017 على الاتفاقية، وهو ما جعلها تدخل حيز التنفيذ.