مصر اللا أمن ولا أمان

حالة الانفلات الأمني التي تعانيها مصر في الآونة الأخيرة تسببت في وجود عدة ظواهر انتشرت في المجتمع المصري حيث البلطجة والبيع العلني للمخدرات والتحرش والانحلال الاخلاقي في الشارع المصري .
وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه اصبحت سمة وعلامة فلا يمر يوما دون حوادث سرقات بالاكراه والبلطجة والتحرش وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات والموتوسيكلات بشكل ملحوظ.
فقد سجلت معدلات جرائم السرقات بالإكراه أو المقترنة بالقتل زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة, وتشكل العشوائيات مرتعا خصبا للسرقة بالاكراه , والعشوائيات تزداد فيها معدلات السرقة في ظل غياب الأمن من ناحية وانتشار البطالة ومتعاطي المخدرات من ناحية أخري , وهو ما أكدته أحدث الدراسات الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية , التي تشير إلي أن هناك ارتفاعا ملحوظا في ظاهرة السرقة بالإكراه وأكدت النتائج أن الأسباب الأساسية وراء ارتكاب جرائم السرقة هي غياب الأمن والفقر والبطالة وأن الادمان يعتبر شريكا في مثل هذه الجرائم‏.‏
إن الفقر أهم أسباب انتشار ظاهرة السرقة بالإكراه لكنه لا يمثل السبب الوحيد , بل ان الانحراف والإجرام نتيجة عوامل كثيرة قد تكون اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية ولكن ليس معني ذلك أن كل من هو فقير أو محتاج يتجه إلي السرقة فإن الشارع أصبح مكانا رئيسيا لانتشار الجرائم والانحراف لتعليم السرقة أو النصب إضافة إلي أصدقاء السوء ودورهم الفعال في جذب الكثير من الشباب وتشجيعهم علي الخوض في مثل هذه الجرائم, كما ان غياب الرادع الامني وانشغال الامن بحماية الانقلابيين فقط وأصبح شغلهم الشاغل مطاردة واعتقال وقتل خارج اطار القانون لمؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب . وتجميل صورتهم باكشاك السكر والارز في حين ان المواطن يعاني من فقر امن اكثر من الفقر الغذائي رغم انه لا يجد لقمة العيش , وما مظاهرات الخبز في العديد من الاماكن منا ببعيد .
تعددت وتنوعت وتطورت السرقات والنصب فمن البلطجة و السرقة التقليدية للسيارات والموتوسيكلات وحقائب السيدات والمساجد ,‏ والمنازل والعيادات الخاصة ….الخ , حتى وصل الامر الى سرقة الماشية بتك توك  وسرقة وخطف الاطفال للمساومة او لبيعهم لمافيا الاعضاء , كما طهر في الاونه الاخيرة نصابين(مستريحة ) توظيف الاموال بالالاف والملايين اخرها في ماسبيرو , واختلفت السرقات باختلاف أماكنها وأصبحت هذه الظاهرة منتشرة بسبب عدم الاهتمام بمحاضر السرقة ومتابعتها وتفعيل دور المباحث لتتبع والوصول الى الجاني بشكل عام واصبح دور الامن رد فعل نظري فقط لاغير , اين الدور الوقائي للامن. حتى يشعر المواطن بالامن والامان داخل بيته , فنسمع عن اغتصاب زوجة امام زوجها وشروع في قتل زوجة داخل منزلها وحرق اب وام في منزلهم واغتصاب طفلة في منزلها امها تركتها لاحضار اكل البيت , ايضا ظهور الظاهرة المرعبة لانتشار اللقطاء باكوام القمامة وفي وسائل مواصلات والقاء طفل من شرفة المنزل و يتسائل المواطنون أليس من حق البنات و السيدات أن يسرن بأمان في المنزل و علي الطريق وأن يشعر المواطن بالطمأنينة على اسرته واولاده في منزله‏ وفي بلده ,‏ فالجرائم تطورت أساليبها بشكل مذهل لانتشار التكنولوجيا الحديثة من وسائل اتصال ومواقع تواصل اجتماعي فبعد ان كان علماء النفس و الدين والاجتماع يتحدثون  هذه الجريمة والعنف واسباب انتشارها وتعظيم دور التلفزيون وافلام الاكشن والجريمة اصبحت هذه الاشياء لا تمثل شيئا بالنسبة لانتشار الانتر نت والدش وتكوين جروبات متخصصة في جل شيئ حتى تعلم واحتراف الجريمة بشتى انواعها ومنها طبعا الجريمة الالكترونية . فترجع هذه الظاهرة في المقام الأول الي عوامل اجتماعية واقتصادية في ظل غياب امن و اعلام مضلل لا وعيي ( اعلام المخدرات ) وفي غياب المعلم القدوة والعالم القدوة الطبيب القدوة ورجل الامن القدوة .. الرموز القدوة . ومن جانب اخر محاربة الاسلام ونعت كل ما هو اسلامي بالتخلف والرجعية والارهاب ولسنا ببعيد عن الخلوق ابو تريكة ببعيد . والذي تم اختيارة بافضل لاعب في افريقيا على الاطلاق في حين تتهمه دولة الانقلاب بالارهابي . اساتذة الجامعات والعلماء واعضاء مجالس النقابات ومن اختارهم الشعب المصري لتمثيه مطاردين و في غياهب السجون . والتافه الجاهل يتحدث باسم العامة , وسادت الواسطة والتملق والنفاق والتجمل وانتشر الفساد . هذا مع غلاء الاسعار الجنوني وفرض الضرائب والرسوم ,ورفع الدعم . ماذا ننتطر من دولة اللا قانون وغياب العدل والمساواة ماذا ننتظر من دولة اللا حرية ولا كرامة انسانية الا الانهيار الحتمي العاجل الغير آجل . ماذا ننتظر من اللا دولة (الشبه دولة) التي باعت اراضيها وغازها ونيلها ودهبها وآثارها اهدار حقوق الاجيال القادمة واستنزافه . وتهجير اهل النوبة واهل سيناء والصناعة المخابراتيه للارهاب في سيناء و الاغتيالات المصطنعة لكسب الراي العام الخارجي .وتخويف الداخلي لتثبيت اركان انقلابه .

السرقة جريمة موجودة باستمرار في المجتمع المصري مثل اي مجتمع من المجتمعات واسبابها عديدة . ولكن اين دور مؤسسات الدولة الامنية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والسياسية وماذا يفعل السارق الجاني لتوفير الامن والامان للمجني عليه .

#مصر_مسروقة