مجدي حمدان يكتب : يناير ليس ببعيد

مجدي حمدان يكتب : يناير ليس ببعيد

حمدان-3

هل تستطيع أن تحاور من بجوارك في وسيلة نقل عام عن ارتفاع أسعار؟
أوسوء في الإدارة أو ربما تذكر الأخرين بثورتهم ؟
بالطبع لاتستطيع لأنك ستتهم ويحقق معك وتقدم للمحاكمة والتهم كثيرة وفضفاضة فتعتقل وتسجن لمدة 3 سنوات؟
هل تستطيع أن تبدي رأيك في حوار تليفزيوني أو تصريح صحفي أو تكتب مقالا منتقدا حالة أو طريقة؟
بالطبع لاتستطيع لأنك ستتهم ببث المناخ التشاؤمي وتكدير السلم العام وسيتم كيل الاتهامات لك وتقدم للمحاكمة وتسجن لمدة 5 سنوات.
هل تستطيع أن تتحدث عن خبر متداول أو تقرير تصدره إحدي الهيئات كما فعل غيرك وتعتقد أنك في منأى وناج من الاعتقال أو السجن؟
بالطبع لن تنج وستطالب النيابة بالقبض عليك ويخيب ظنك بأنك تعيش في دولة مواطنة.
هل تستطيع أن تبدي رأيك على صفحات الفيسبوك وتظن أنك تمتلك الحرية لتقول رأيك في منتدى وتعبر بوسيلة عن مكنونك وتخرج مايجول بخاطرك أو طاقات التعبير بدلا من كبتها ؟
بالطبع لاتستطيع فحتى نقرك بأصابعك على اللايك سيؤدى بك إلى القبض عليك وعمل نسخ من تعليقاتك والتحقيق معك وسجنك 3 سنوات .
ظن هتلر بتطبيع النازية أنة قادر علي جعل كل فرد من أفراد الشعب الألماني جاسوسا ينقل لة ولأجهزتة كل مايدور ويقال .
واعتقد صلاح نصر في زمانه أن إدارة مصر مخابراتيا وتحجيم الكل ودس رجل في كل حي وهيئة ووزارة وجريدة وديوان يجلب السكينة له ولمجلس قيادة الثورة ورئيس المجلس جمال عبد الناصر فلم يستطع وخرجت أصوات وحركات ودعوات للتغيير حتى آتت نهاية النظام بيد أحد أفراده.
الأمور خرجت عن إطار أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وعادت لفكر ظلامي وثقافة الأنا وحكم الآلهة وتم العبث في بنيان المجتمع الذي كاد أن يوشك على الإنتهاء بعد 25 يناير .
تحطم ضمير الأمة وتحولت سلطتها إلي أدوات تنخر في جسد الوطن وتهزم أبناءها .
لم يكن يحلم أعتى أعداء مصر أنه قادر على بث الفرقة بين أبنائها باتساع حالة الاستقطاب والتحزب.
الهدوء ربما يسود السطح . حالة عايشتها من قبل في الزمن القريب وقبل 25 يناير .الحزب الوطني ورئيسه وأماناته وأفراده كانت تظن كل الظن أن الوطن قد دان لها وثورة أبنائة ضرب من الخيال ووضح ذلك بالانعكاس في لغة خطاب رجالات الحزب الوطني والثقة التى زرعتها أجهزتهم في نفوسهم وجعلت تسارع الأحداث نحو الثورة أمرا مستحيلا فتغير وتبدل الحال.
الهدوء ربما يسود السطح…لكن ..يناير ليس ببعيد