ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال

أبشروا أيها الأحبة ، وعلقوا القلوب بمولاكم سبحانه ،
وما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ،
فلن يظل المستضعف فى الله مستضعفاً أبد الدهر ،
وبعد الأذى والاستضعاف يأتى التأييد والتمكين ،
ولن يظل صوت الباطل عالياً طول الوقت ما دام الحق موجود قائم ،
فبعد البغي والعلو والاستكبار سينالهم الخزي والشنار ،
والهلاك والصغار ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ثقوا بربكم ..
والمؤمنون بالله لا يخالجهم الشك في صدق وعده ;
وفي أصالة الحق في بناء الوجود ونظامه ;
وفي نصرة الحق الذي يقذف به على الباطل فيدمغه . .
فإذا ابتلاهم الله بغلبة الباطل حينا من الدهر عرفوا أنها الفتنة ;
وأدركوا أنه الابتلاء ; وأحسوا أن ربهم يربيهم , لأن فيهم ضعفا أو نقصا ;
وهو يريد أن يعدهم لاستقبال الحق المنتصر ,
وأن يجعلهم ستار القدرة ,
فيدعهم يجتازون فترة البلاء
يستكملون فيها النقص
ويعالجون فيها الضعف . .
وكلما سارعوا إلى العلاج قصر الله عليهم فترة الابتلاء ,
وحقق على أيديهم ما يشاء . أما العاقبة فهي مقررة:
(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)
والله يفعل ما يريد .
{ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} (4)
{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء
وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (5) سورة الروم
أنتم أيها المؤمنون..
“تسترون القدرة , وتأخذون الأُجرة ”
تسترون قدرة الله سبحانه و تعالي في هزيمته للظالمين و الطاغين ..
وتأخذون الأُجرة .