لاعزاء للعلم والعلماء في زمن السيس ( وفاة عالم الرياضيات الدمياطي عطية عاشور ) ولا حس ولا خبر

unnamed (2)

في مشهد يؤكد أن السيسي صادق في يقينه وسياساته الصهيونية لتدمير العلم والعلماء في دولة الـ50%، التي يعمق وجودها السيسي بانقلابه العسكري.. فجانب آلاف العلماء الذين يعتقلهم السيسي ومئات الشهداء من النوابغ من طلاب العلم والأطباء والمهندسين والصحفيين والمعلمين، الذين تم تغييبهم بالاعتقال أو التصفية في زمن العسكر.. في تجريد واضح لمص من العلم والعلماء.

يموت أول أول أمس ، عالم عالمي لقبته الجامعات العالمية بفارس الرياضيات ولا تجد خبرا واحدا عنه في صحافة مصر الانقلابية.. فيما تمتلئ الصفحات وتعقد المآتم الرسمية إذا توفي لاعب كرة أو فنانة أو غيرهم.. مع التسليم بقدسية الموت إلا أن الاحتفاء بالعلماء وتأبينهم هو تذكير للمجتمع بدور العلم والعلماء، لاتخاذهم نموذجا في الحياة.. ففي هدوء ودون صخب أو تغطيات إعلامية، رحل، الأحد، عالم الرياضيات المصري الدكتور عطية عبدالسلام عاشور.

فيما خلت وسائل الإعلام المصرية من أية تغطيات عن حياة العالم، بينما سادت الأوساط العلمية حزن كبير، خاصة بين العارفين بقيمة الرجل وإنجازاته العلمية.

وعطية عبدالسلام عاشور هو عالم رياضيات مصري، ولد في دمياط في سبتمبر 1924، حصل على بكالوريوس العلوم في الرياضيات (الدرجة الخاصة) من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة لاحقا) 1944، وأرسل في بعثة للكلية الإمبراطورية في لندن فحصل على دكتوراه الفلسفة في الرياضيات 1949، ثم حصل على دكتوراه العلوم 1967 من الجامعة نفسها.

عين مدرسا للرياضيات التطبيقية بقسم الرياضيات في كلية العلوم جامعة القاهرة 1949، ثم أستاذا مساعدا 1956، ثم أستاذا ورئيسا لقسم الرياضيات 1965-1984، وله أكثر من 40 بحثا في الرياضيات التطبيقية والجيوفيزياء، وشغل عدة مناصب أكاديمية دولية منها نائب رئيس الاتحاد الدولي للطبيعة الأرضية ومقاييس الأرض 1971-1975، ثم رئيسا للاتحاد 1975-1979.. وهو عضو مجمع اللغة العربية.

unnamed (5)
ولد الدكتور عطية عبدالسلام عاشور في دمياط في 13 سبتمبر 1923، وكان الولد الأول بعد أربع بنات، بدأ تعليمه في الكُتّاب؛ حيث بدأ تعلم اللغة العربية والقرآن والحساب..
ولاحت موهبته في الرياضيات، حيث كان سريعًا جدًا في الحساب، وفي سن السابعة انتقل إلى المدرسة الابتدائية وكانت هناك مدرسة ابتدائية واحدة فقط في دمياط للبنين وأخرى للبنات.

حصل “عاشور” على الابتدائية عام 1935، وأدى الامتحان في المنصورة بالدقهلية، حيث لم تكن هناك لجان إمتحان للشهادة الإبتدائية في دمياط، ثم كان أن إنتقلت العائلة كلها للقاهرة حتى يتسنى للطالب الالتحاق بالمدرسة الثانوية، والتحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية “مدرسة العباسية الثانوية”.

وبعد حصوله على “التوجيهية” الشهادة القانوية عام 1940، التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة لدراسة الرياضيات، بعد معارضة من الأسرة التي كانت ترغب في دخوله كلية الهندسة أو الطب.

وتوافقت فترة دراسة “عاشور” بكلية العلوم، وجود عدد من النوابغ في العلوم والرياضيات، مثل الدكتور عبدالعظيم أنيس والدكتور فؤاد رجب ومن أساتذتهم الدكتور محمد مرسي أحمد، وهو تلميذ للعالم على مصطفى مشرفة، حيث درَّس لهم الدكتور مشرفة الرياضيات التطبيقية.

ويقول عاشور عن تلك الفترة، في تصريحات صحافية سابقة: “كانت المناهج التي ندرسهاهي نفس مناهج جامعة لندن، وكانت امتحاناتنا لها ممتحن خارجي من جامعة لندن، بالتالي لم يكن لدينا صعوبة أن نقبل لدراسة الدكتوراه في إنجلترا بعد حصولنا على البكالوريوس مباشرة”!

وحصل “عاشور” على البكالوريوس عام 1944، ثم عين معيداً بالكلية، وفي العام 1945 سافر إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه، وقد تتلمذ هناك على يد الأستاذين؛ سيدنى شابمان (ٍSydney Chapman) وبرايس (A. T. Price)، ثم عاد إلى مصر ليكمل المسيرة في جامعة القاهرة عام 1949 ولكنه استمر في التعاون العلمي معهما لسنين عدة في دراسة “خاصية التوصيل الكهربائي للأيونوسفير”.

ثم سافر “عاشور” وعمل كباحث زائر في جامعة لندن عام 1954، وجامعة بون عام 1955، وجامعة باريس عامي 1955-1956، إضافة إلى جامعة إكستر عامي 1962-1963، وجامعة إيبادان بنيجيريا عام 1972 ، وأستاذاً زائراً في معهد الجيوفيزياء في ألمانيا بدعوة من أكاديمية العلوم هناك عامي 1969 و1980.

unnamed (4)
جوائز عالمية
وحصل عاشور على جوائز عديدة منها مثلاً؛ جائزة فؤاد الأول في العلوم، التي كانت أرفع جائزة علمية تمنحها الدولة في ذلك الوقت عام 1952 (وكان عمره آنذاك 28 عاماً!) ولقب فارس (Chevalier) من فرنسا عام 1995، وميدالية الاتحاد الأفريقي للرياضيات عام 1990، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 3 مرات وجائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1989، كما اختير الدكتور عاشور لعضوية مجمع اللغة العربية.

مساهمات علمية
وخلال وجوده بمصر في الفترة من 1957 إلى 1962، قام بترجمة بعض الكتب ضمن مشروع “الألف كتاب” مثل الرياضيات للمليون، والعلم للمواطن، العدد لغة العلم، العين والشمس، وعدة كتب أخرى. كما اشترك في ترجمة كتاب كورانت: التفاضل والتكامل.