كيف استعدت “الزراعة” لمواجهة التغييرات المناخية ؟

كيف استعدت “الزراعة” لمواجهة التغييرات المناخية.. توفير تقاوى مبكر النضج.. تكثيف النشرات الإرشادية.. مواصلة مشروع تطوير الرى الحقلى بالدلتا.. و”الأرصاد الزراعية” توصى باستنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة

كيف استعدت "الزراعة" لمواجهة التغييرات المناخية.. توفير تقاوى مبكر النضج.. تكثيف النشرات الإرشادية.. مواصلة مشروع تطوير الرى الحقلى بالدلتا.. و"الأرصاد الزراعية" توصى باستنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة
الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة

كتب عز النوبى

 
 
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عن عدة محاور للحد من التأثيرات السلبية المحتملة للتغيرات المناخية على الأراضى الزراعية وإنتاج المحاصيل فى مصر، من خلال استنباط أصناف جديدة للمحاصيل، وحظر زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، ومواصلة تنفيذ مشروع تطوير الرى الحقلى بأراضى بالوادى والدلتا، وحملات توعية وأرشادية للمزراعين، توفير تقاوى للمحاصيل مبكرة النضج، تكثيف النشرات الإرشادية للمزراعين .
 
تزهير-أشجار-الفاكهة
تزهير-أشجار-الفاكهة
 

مصر من أكثر الدول تأثيرا بتغير المناخ بسب التقلبات الجوية

وقال الدكتور محمد فهيم المدير التنفيذى لمركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، إن مصر تعتبر من أكثر الدول تأثرا بتغير المناخ، وخاصة فيما يتعلق بتهديدات ارتفاع منسوب سطح البحر على دلتا نهر النيل، وتتعرض الجمهورية لموجات متتالية من الطقس السىء خلال هذه الفترات مع زيادة قوة حدوث وتكرار الظواهر المناخية الأكثر حدة كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، وأن ما كان متوقع خلال الـــ 20 – 30 عاماً القادمة بدأ فعلياً فى الحدوث نتيجة التسارع الكبير فى التقلبات المناخية كجزء من تغير المناخ المتوقع حدوثه على مصر.
 
حشرات-المنّ-والتربس-والذبابة-البيضاء
حشرات-المنّ-والتربس-والذبابة-البيضاء
 

حزمة إرشادية للحد من انتشار الأمراض والحشرات

وأضاف محمد فهيم، تعتبر مصر واحدة من الدول التى وقعت على بروتوكول كيوتو، فيجب تكثيف الدراسات الخاصة بتأثير التغيرات المناخية المستقبلية على قطاع الزراعة وكيفية مواجهة الآثار السلبية الناجمة عنها، ويتم الآن عمل نشرة مناخية زراعية توضح تأثير كل يوم جو على إنتاجية المحاصيل الرئيسية، وميعاد لزراعة كل محصول، وتوصيات إرشادية توضح تأثير العوامل الجوية على انتشار بعض الأمراض والحشرات، وجداول يوضح عدد ساعات البرودة للمحاصيل وعمل نشرات إرشادية خاصة بمشاكل الصقيع وكيف يمكن تفاديه.
 
حقول-قطن
حقول-قطن
 

 تؤثر على مرحلة طرد سنابل القمح وتزهير أشجار الفاكهة

وتابع “فهيم” أن البلاد تتعرض لموجة قوية من الطقس السيىء خلال هذه الفترة وهى أقوى بكثير عن المتوقع من خلال سيناريوهات تغير المناخ. مع زيادة فى درجات الحرارة أعلى من معدلها بالنسبة للحرارة العظمى وفى المعدل بالنسبة للحرارة الصغرى، ويستمر هذه التقلبات المناخية حتى منتصف فبراير 2018. ولهذه التقلبات بعض التأثيرات السلبية لى الأنشطة الزراعية وبعض المحاصيل المنزرعة وأهم هذه التأثيرات هو الأضرار التى تحدثها “زيادة الحرارة” على الأجزاء النباتية المختلفة وكذلك على مرحلة طرد السنابل فى القمح وعلى التزهير والعقد فى بعض أشجار الفاكهة وخصوصا متساقطة الأوراق، وكذلك على الموالح.
 
سوسة-النخيل
سوسة-النخيل
 

حزمة إرشادية لمحصول الفلفل والبطاطس والطماطم

وتابع “فهيم” أن أهم التوصيات الرش ضد الإصابة بحشرات المنّ والتربس والذبابة البيضاء على محاصيل الخضر وخصوصاً “البطاطس والفلفل” فى محافظات شمال ووسط وجنوب الدلتا وعلى الطماطم فى الجيزة ومصر الوسطى والمناطق الجديدة، وسرعة فحص فسائل النخيل الصغيرة ومعاملتها ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء فى مناطق الجيزة والواحات وجنوب الصعيد للأصناف نصف الجافة والطرية، وبالنسبة لمحصول الطماطم يجب الاستعداد الجيد للإجراءات الوقائية ضد حشرة “التوتا إبسلوتا” نظراً لتوقع ظهور وانتشار الحشرة خلال هذه الفترات.
 
طماطم
طماطم
 

 تؤثر على إنتاجية الأرض الزراعية

وحذرت الدكتور سامية المرصفاوى، رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أن التغيرات المناخية وخاصة ارتفاع درجة الحرارة قد تؤدى إلى غرق جزء من الأرض الزراعية الخصبة فى شمال الدلتا وارتفاع مستوى الماء الأرضى إلى حد كبير فى جزء آخر وتمليح جزء ثالث، وهذا سوف يؤثر بالسلب على المساحة الكلية للرقعة الزراعية، وسيكون لها تأثير على إنتاجية الأرض الزراعية بدءًا من التأثير على الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية ومرورا بانتشار الآفات والحشرات والأمراض الزراعية.
 
فلفل
فلفل
 

استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية

 وأكدت “سامية”، أنه للتغالب ومواجهة التغيرات المناخية لابد من استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف ويكون موسم نموها قصيرا لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها وكذلك تغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة وزراعة الأصناف المناسبة فى المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولى من وحدة وضرورة تقليل مساحة المحاصيل الشرهة فى الاستهلاك المائى.
 
نخيل
نخيل
 

 توفير تقاوى تتقلم مع الظروف البيئية

وكشف تقرير مركز البحوث الزراعية، أنه بناء على القرار رقم 79 لسنة 2018 بتحديد الأصناف المنزرعة التى تتقلم مع الظروف البيئية والمناخية المتباينة، تم توفير تقاوى الاكثار لـ7 أصناف من الأرز شملت أصناف جيزة 177، وجيزة 178، وسخا 101، وسخا 104، وسخا 106، وسخا 107، وهجين مصرى 1، الذرة البيضاء هجين فريد 10، 128، 129، 130، 131، 132، وهجين ثنائى لأصناف 310، و314، 321، 324، 329، وأصناف الذرة الصفراء، مثل هجين فردى 162، 166، 167، 168، 173، 176، 178، 180، وهجين ثنائى لأصناف 352، 353، و360، 368.
 

استنباط 3 أصناف جديدة لقصب السكر

قال الدكتور أحمد أبوكنيز، بمعهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، إن المعهد لديه ثلاث أصناف يصلح كل منها بديل مناسبا للصنف التجارى المنزرع حاليا “س9” وهذه الأصناف هى جيزة 3 وجيزة 4، بالإضافة إلى صنف تم تسجيله منذ فترة طويلة وهو جيزة 84-47 وهو صنف متميز بعد ما أجريت له دراسة لتطبيق كافة المعاملات الزراعية عليه ووجدت أن الشىء الفارق والمهم هو زراعته على تخطيط واسع 7 خطوط فى القصبتين، يتميز عن الصنف التجارى الحالى بأن محصوله لا ينخفض فى الخلفات المتأخرة.
 

9 أصناف مبكرة النضج للقطن

 قال الدكتور عادل عبد العظيم، مدير معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أنه تم الاستعداد لزراعة موسم القطن بتوفير جميع بذرة إكثار القطن، ونشر الأصناف الجديد عالية الإنتاجية، بهدف تحقيق أعلى ربح للمزارع وتقليل تكلفة الإنتاج وتتحمل التغيرات المناخية، مثل أصناف (جيزة 86 – جيزة 87 – جيزة 88-90-92-93-94-95-96) التى تمتاز بالإنتاجية العالية والتبكير فى النضج مما سيوفر هامش ربح للمنتج يشجعه على زراعة القطن.
 

حملات مرورية على 38 صنفا للخضار والفاكهة

وقال محمود عطا رئيس الادارة المركزية للمحاصيل البستانية والحاصلات الزراعية، أن هناك حملات مرورية تعمل دوريًا من قبل الإدارة على 38 محصولا من الخضر والفاكهة، تقديم جميع التوصيات الفنية والإرشادات للمزارعين، واتباع النظم السليمة لحماية النباتات من التغيرات المناخية، حتى لا تتأثر المحاصيل الزراعية من قلة الإنتاج وتساقط الثمار، ورصد الحالة المرضية والحشرية للمحاصيل على أرض الواقع، وسرعة التدخل والعلاج من خلال لجان متخصصة تتوجه إلى الحقول مباشرة.