قرية ميت الخولي.. قرية هزمت لويس التاسع فأصبحت “بانكوك الشرق”

قرية ميت الخولي.. قرية هزمت لويس التاسع فأصبحت “بانكوك الشرق”
لم يكن لويس التاسع – وهو يجهز جيشه من خيرة الجنود والسلاح والذي كان ينتوي اجتياح مصر به في أيام معدودة – يتخيل أن يكون أسره هو شخصيا على يد فلاحين بسطاء لا يملكون بأيديهم غير الفئوس والمناجل، لكنهم نجحوا في الإيقاع بقائد أحد أقوى جيوش الأرض في دقائق معدودة.
“ميت الخولي”.. قرية مصرية تقع بمحافظة دمياط، تقف وراءها قصة تبعث على الفخر، أبطالها مجموعة من الفلاحين الشجعان قرروا ألا يكونوا لقمة سائغة للمحتل، مهما بلغت قوته، فسطروا بطولات تحتفل بها دمياط كل عام حتى الآن، في الثامن من مايو.
بعد هزيمة لويس التاسع على حدود المنصورة ووقوعه فريسة بين سندان الجيش المصري ومطرقة الأهالي التي لا ترحم، حاول لويس التاسع أن يتراجع قليلا ليلملم شتات قواته إلا أنه وقع في كمين فلاحي “ميت الخولي” الذين قاوموه مقاومة شديدة وفعلوا به الويلات حتى نجحوا في أسره ليتم تسلميه للجيش المصري
الذي أودعه دار ابن لقمان بالمنصورة، ليسجن به حتى افتدته زوجته وعادت به يجران أذيال الهزيمة إلى فرنسا.
تسجل الأحداث أنه عندما وصل قائد الحملة الصليبية بجيشه البالغ 80 ألفا من الجنود و18000 سفينة إلى شواطئ دمياط فى الرابع من شهر يونيه عام 1249ميلادياً، قام أهالى دمياط بإحراق المتاجر وكل ما يمكن أن ينتفع به الجيش المحتل، وذلك بعد انسحاب الجيش المصرى بقيادة فخر الدين إلى مدينة المنصورة ليتمترس بها ويعيد ترتيب قواته، وتوالت المقاومة حتى كان اللقاء بالجيش الفرنسى فى معركة فارسكور وتم أسر لويس التاسع بقرية ميت الخولى عبد الله وتم نقله إلى السجن دار ابن لقمان بالمنصورة فى الثامن من شهر مايو عام 1250 وتم جلاء الحملة الصليبية عن دمياط ولذلك اتخذت المحافظة من هذا اليوم عيداً قومياً لها.
وإذا كانت تلك أمجاد الماضي، فإنها ظلت موصولة في الحاضر، حيث تلقب “مين الخولي” الآن بـ “بانكوك” الشرق، نظرا لما تشتهر به من تجارة الأدوات المنزلية القادمة من دول جنوب شرق آسيا، خاصة الصين، حيث يأتى للقرية تجار وزبائن من مختلف أنحاء الجمهورية.
أهالي القرية الذين يبلغ عددهم الآن 400 ألف نسمة، يتاجرون في مستلزمات العرائس من أدوات مائدة وأجهزة كهربائية وملابس، من المستوردة من الصين وتايوان وغيرها من البلدان الآسيوية، وتنتشر المحلات في كل شارع وحارة وداخل كل منزل بالقرية، حتى وصل عددها لأكثر من 3 آلاف محل، بل إن البعض من الأهالي أقام شركات كبرى للاستيراد والتصدير لتتعدى حجم التجارة بالقرية أكثر من 4 مليارات جنيه، ساعدهم فى ذلك وجود ميناء دمياط بالقرب منها، الأمر الذى أدى الى توافد المئات من المصدرين الصينيين والأسيويين إليها باستمرار.
“ميت الخولي” أيضا تعد الأولى على الجمهورية في زراعة البطاطس والبصل، لذلك لا تستعجب عندما تجد مظاهر الثراء بادية على شوارع القرية وبيوتها وأهليها، ولعل ذلك ما دفعهم إلى المغالاة في مهور العرائس هناك.
يوجد بالقرية عدد من المساجد القديمة، مثل المسجد الكبير، مسجد الشيخ نجيد ومسجد الزاوية ومسجد الحاج ربيع غنيم، كما توجد بالقرية ثلاثة مدارس ابتدائية: المدرسة الابتدائية المشتركة، والشهيد ممدوح الباز، والشهيد عبد القادر الموصلي، كما توجد ثلاث مدارس إعدادية، ميت الخولي عبد الله الإعدادية بنين، ومدرسة أبو الفتوح الحريري الإعدادية للبنات، والمدرسة المهنية، وهناك مدرسة ميت الخولى عبد الله الثانوية التجارية.
ومن أعلام القرية الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود، وتوجد هناك مدرسة ثانوية باسمه.
محمد الأديب، مستورد، يطالب المسئولين بالاهتمام بالقرية وتدعيم مبنى الوحدة المحلية وتطوير الإنارة وتطوير شبكة الصرف الصحى، ورصف الشوارع الجانبية.