في رحاب الأخوة … بقلم م / علاء فهمي

1 – أقرأ لأخي الصغير وهو يترك لقلمه العنان في تجريح القادة ، فيتغير شعوري نحوه ، وأهم بالرد الشديد عليه ، ثم أتذكر ليالي في سجون الظالمين قضيناها سويا ، فيردني ذكرى برد الحب لله فيها ، فأتراجع ، وأستغفر له الله ..

2 – أشاهد لآخر مثله من أبنائنا فيديو شخصي ينشره على صفحته يتهكم فيه بالصوت والصورة على أحد القيادات ، فيتغير شعوري ، ولكن ما ألبث أن أتذكر أيامًا قضيناها سويا في العمل النقابي أيام مبارك ، نتحدى فيها كل المعوقات ، وأتذكر حماستنا وحرصنا فتردني إلى هذا الجو البديع من رفرفة القلوب بالحب لله والعمل في دعوته ، فأتراجع ، وأدعو الله له بالهداية وعفة اللسان ..

3 – علق على تعليق لي عنده بطريقة لا تليق ، ومع أنه لم يفهم تعليقي لأنه كان مزاحًا ، ولكني استدعيت أيام صفا وحب ووفا ، فآثرت الدعاء له بظاهر الغيب ..

4 – يعلم الله أن أكثر ما ندخره ليوم الحساب هو الحب في الله ..

5 – ما زلت أتصور أن استدعاء روح الحب في الله ، وروح أيام التفاني والإخلاص ؛ كفيل بكفكفة مشاكلنا الداخلية ، وأوقن أنه متى ارتفعت روح الأخوة وآدابها ليس ثمة حلول ..

6 – ودائمًا اعتبرها موجهة لي شخصيا أبيات صفي الدين الحلي :
في مثلِ حبّكمُ لا يحسنُ العذلُ ، وإنّما النّاسُ أعداءٌ لِما جَهِلُوا

ما عوّدوني أحبائي مقاطعة ً، بل عوّدوني، إذا قاطعتُهم وصَلُوا
7 – ودائمًا أستحضر وأتمثل أبيات شوقي في نهج البردة :
لما رنا حدثتني النفس قائلة … يا ويح جنبك بالسهم المصيب رُمي
جحدتُها وكتمت السهم في كبدي … جُرح الأحبة عندي غيرُ ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق … إذا رزقت التماسَ العُذر في الشيم
يالائمي في هواه والهوى قدر … لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
لقد أنلتك إذنا غير واعية … ورب منتصت والقلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا … أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أفديك إلفا ولا آلو الخيار فدًى … أغراك بالبخل من أغراه بالكرم
سرى فصادف جرحا داميا فأسا … ورب فضل على العشاق للحلم

8 – … ، فوثق اللهم رابطتها ، وأدم ودها ، واهدها سبلها ، واملأها بنورك الذي لا يخبو ، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك ، وجميل التوكل عليك ، وأحيها بمعرفتك ، وأمتها على الشهادة في سبيلك ، إنك نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ..

يتبع بحول الله