فضل الصلاة في الصف الأول

دخلت المسجد مرة مبكرا في صلاة التراويح فأدركت مكانا في الصف الأول…
وكان ذلك قبل أن يؤذن المؤذن أذان العشاء…
فلما انتهى المؤذن من أذانه -ولم يكن في المسجد إلا صفان- أخرج عطرا من أغلى العطور وطاف به علينا فعطرنا جميعا…
ثم طاف بعدها علينا بمبخرة ينبعث منها ريح بخور طيب عبَّق المكان والأبدان.
ثم انشغل كل منا بالقرآن يقرؤه أو بالسنة يصليها…..
لكن المشهد هذا أيقظ في نفسي معنى أوجعني وأفرحني في آن واحد..
إذا كان هذا تكريم الخلق لأهل الصف الأول في الدنيا فكيف بتكريم الله لهم في الآخرة؟!
كيف بعطر الله ومباخر الجنة؟!
فاز والله السباقون…وسعِد والله الحاجزون لأنفسهم أماكن في أوائل الصفوف…حيث أول من ينظر الله إليهم خلف الإمام..
لو قلت لكم:
إن عطر الصف الأول ما زال في أنفي ما كذبتكم… رغم أن القصة كانت منذ عام مضى تقريبا….فكيف بعطر الصف الأول عندما يطيبهم الله في الآخرة؟!!
الآن فقط علمت سبب ألم الصحابة وخوفهم لما قال صلى الله عليه وسلم:
إن الله وملائكته ليصلون على أهل الصف الأول ثلاث مرات…وفي كل مرة يصرخ الصحابة متوجعين خائفين:
يا رسول الله، وعلى الصف الثاني!!
فلما رأى خوفهم أن يسجلوا عند الله متأخرين قال:
وعلى الصف الثاني..
فإذا علمت كذلك أن سرعة دخولك الجنة على قدر مكانك في الصف لازددت وجعا وألما لطول تأخرك بينما بعض عجزة الحي يحجزون أماكنهم في الصف الأول منذ زمن طويل..
ألم تسمع لقوله صلى الله عليه وسلم:
“لا تتأخروا فيؤخركم الله…فإن الرجل ليتأخر حتى يتأخر عن الجنة إن دخلها”
متعوا أنفسكم بنعيم القرب والسبق يا رفاق..
فلو لم يكن لك من الصف الأول إلا روعة الريح التي شممتها بنفسي لكفى…
فكيف بروائح الآخرة؟!
أسرعوا إلى الله يا شباب…فما قيمة العافية إن لم يكن أصحابها أول من ينظر الله إليهم…
في الصف الأول.
#خالد_حمدي