عام مرسي الأفضل سياحيا في مصر بعد ثورة يناير 2011

تعد السياحة من أهم مصادر الدخل فى الاقتصاد المصرى، وقد خسر قطاع السياحة المصري نحو 35 مليار دولار خلال السنوات التي أعقبت ثورة يناير 2011، مقارنة بإيرادات القطاع عام 2010.

وبلغ التراجع الحاد ذروته العام الماضي 2016 بعد سلسلة من الحوادث التي ضربت القطاع كان أخطرها حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، حيث انخفضت الإيرادات السياحية إلى نحو 3.4 مليار دولار فقط، مخالفة بذلك توقعات وزير المالية عمرو الجارحي، الذي توقع في أغسطس/آب 2016 أن تبلغ إيرادات مصر من السياحة خمسة مليارات دولار في 2016.

ففي عام 2010 بلغ عدد السياح والإيرادات السياحية في مصر رقما قياسيا، حيث بلغ عدد السياح 14.7 مليون سائح، وبلغت الإيرادات السياحية 12.5 مليار دولار.

ووفق دراسة بعنوان “نحو تعزيز تنافسية السياحة في مصر”، أصدرها “المركز المصري للدراسات الاقتصادية”، مثلت السياحة 49.2% من صادرات الخدمات عام 2010، وما نسبته 20% من حصيلة النقد الأجنبى، ونسبة 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي بصورة مباشرة وغير مباشرة، ونسبة 12.6% من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ونسبة 2% من إجمالى الاستثمارات المنفذة، ونسبة 7.8% من الاستثمار فى قطاع الخدمات، ونسبة 25% من إجمالى حصيلة الضرائب على الخدمات، ونسبة 3.4% من إجمالى حصيلة الضرائب على المبيعات.

كما احتلت مصر في نفس العام المركز 18 من بين أهم 50 مقصدا سياحيا عالميا، والمركز الأول بين دول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأفريقيا، واستحوذت على نسبة 22.7 % من إيرادات السياحة في منطقة الشرق الأوسط، ونسبة 1.5% من حصة سوق السياحة العالمي.

وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية نسبيا بعد ثورة يناير، انخفضت أعداد السائحين لتصل إلى 9.9 مليون سائح، كما انخفضت الإيرادات السياحية إلى 8.9 مليار دولار.

لكن العام التالي 2012 وبسبب استقرار الأوضاع السياسية، بعد انتخاب أول رئيس مدني في مصر الرئيس محمد مرسي، زادت أعداد السائحين بنسبة 17% لتصل إلى 11.5 مليون سائح، بينما زادت الإيرادات بنسبة 12.5% لتبلغ 10 مليارات دولار مقارنة بالعام السابق.

بعد الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013، وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وعدم الاستقرار السياسي، انخفضت أعداد السائحين بنسبة 18% لتصل إلى 9.5 مليون سائح، بينما انخفضت الإيرادات السياحية بنسبة 41% لتصل إلى 5.9 مليار دولار، في العام التالي 2014 حدث تحسن طفيف حيث بلغت أعداد السائحين 9.9 مليون سائح، وبلغت الإيرادات السياحية 7.3 مليار دولار، إلا أن أعداد السائحين عاودت الانخفاض عام 2015 لتصل إلى 9.3 مليون سائح كما انخفضت الإيرادات لتصل إلى 6.1 مليار دولار.

في أواخر عام 2015 تلقى قطاع السياحة في مصر ضربات قوية، كان أشدها حادث تحطم الطائرة الروسية، التي تحطمت فوق سيناء نهاية أكتوبر/ تشرين أول 2015 والتي قتل فيها 224 شخصا، ما أدى إلى ما يشبه الانهيار في قطاع السياحة، حيث وصلت أعداد السائحين إلى 5.4 مليون سائح، بنسبة انخفاض وصلت إلى 64% مقارنة بعام 2010، كما انخفضت الإيرادات السياحية لتصل إلى 3.4 مليار دولار بنسبة انخفاض بلغت 73%.

وكان من نتيجة ذلك، خروج مصر كمقصد سياحي من تصنيف أفضل 25 وجهة سياحية في العالم لعام 2016، بحسب موقع (Trip Advisor) ، كما أظهر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي أن النشاط السياحي في مصر كان الأكثر تدهورا بين الوجهات السياحية الرئيسية في العالم العام الماضي 2016.

وبحسب التقرير فقد هبطت السياحة في مصر منذ عام 2010 بنسبة تصل إلى 80%، نتيجة عدم الاستقرار السياسي والهجمات المسلحة، كما تراجع نصيب السياحة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.2%.