شجاعة الرئيس مرسي يظهرها جُبن العسكر.. مواقف تكشف معنى الوطنية!

كتب رانيا قناوي:

يثبت الرئيس محمد مرسي أن ثمن الدفاع عن الوطن والشرعية “غال”، وأن الثبات على المبدأ وحب الوطن ثمنه الدم، كما قال هو شخصيا، في آخر تسجيل له قبل الانقلاب العسكري عليه، ليؤكد للشعب المصري أن ما لبث رهن الاعتقال والاختطاف طوال أربع سنوات كاملة إلا من أجل الدفاع عن حرية الشعب المصري الذي نزل بالملايين في أول انتخابات ديمقراطية حقيقية شهده العالم بنزاهتها، ليختار رئيسه لمدة أربعة سنوات.

ومع أزمة أحمد شفيق التي ملأت الدنيا ضجيجا في مصر خلال اليومين الماضيين يثبت الرئيس محمد مرسي خلال رسالته التي وجهها للشعب، أنه كان يمكنه أن يتنازل عن الحكم ويخرج منه ضمن صفقة آمنة لحياته وحياة من معه، ومعها ما يؤمن به مستقبل أولاده وأحفاه لأجيال قادمة، إلا أنه أثبت أنه لن يكون ضمن صفقة ملوثة بدماء المصريين والاستبداد بهم، والعمل على خراب ديارهم، وإفقارهم، والتفريط في ترابهم الوطني، حتى ولو دفع الثمن من حياته.

شفيق يظهر الحقيقة
تبدأ الحكاية منذ الأربعاء الماضي.. حينما خرج الفريق أحمد شفيق ليعلن في تسجيل مصور أنه ينوي الترشح بشكل نهائي لانتخابات رئاسة السيسي القادمة، نتيجة الظروف العصيبة التي تمر بها مصر، وحالة الغضب التي يمر بها المصريون نتيجة الفقر والإهمال والاستبداد والفساد.

وما أن أعلن شفيق هذا الإعلان، حتى وضعته الإمارات التي كان يقيم بها تحت الإقامة الجبرية، ليسرب معها شفيق فيديو آخر لقناة الجزيرة، يعلن فيه أنه قيد الاعتقال من السلطات الإماراتية، ليرد عليه أنور قرقاش وزير الشئون الخارجية الإماراتية بأنه ناكر للجميل، وتقوم بعدها الإمارات حينما علمت بنية شفيق الهروب لفرنسا باعتقاله وترحيله مثل السجناء والأسرى لسلطات الانقلاب في مصر عبر طائرة خاصة.

ويتم بعدها اعتقال شفيق واحتجازه في مكان مجهول، حيث صرحت مصادر أمنية بأنه تحت الحراسة المشددة في بيته، بزعم تأمينه بعد وصوله إلى القاهرة، مساء أمس، موضحة أن الإجراء يأتى وفقا لما تقوم به وزارة الداخلية من تأمين بعض الشخصيات المهمة فى الدولة، وتلك الإجراءات روتينية، وتتم مع العديد من الشخصيات.

إلا أن المفاجأة كانت حينما تراجع شفيق عن فكرة الترشح بشكل نهائي، ورد الفريق أحمد شفيق، على سؤال هل حسمت موقفك من الترشح لانتخابات السيسي المقبلة، قائلا: “أعلنت أثناء وجودي في الإمارات نية الترشح، وقلت أنوي خوض الانتخابات وفقًا لما لدي من معلومات وأفكار عن الموقف الحالي”.

وأضاف شفيق، في مداخلة هاتفية لبرنامج “العاشرة مساءً”، الذي يعرض على فضائية “دريم”، مساء الأحد، “أنا متواجد الآن على أرض الوطن، وأستطيع تحري الأمر وأزيده تدقيقًا بشكل أكبر”، مضيفًا: “أستطيع النزول إلى الشارع، على عكس ما يقوله البعض أني محبوس في فندق”.

وتابع حديثه، قائلًا:”أنا الآن في فرصة تدعوني لتحري الدقة، واستشعار ما يدور، وسيكون الاختيار المنطقي وفقًا لما سنراه من نتائج”.

ليثبت شفيق أنه مع أول قرصة أذن له من سلطات الانقلاب رغم شعبيته في الجيش وانتمائه لفريق حرب أكتوبر، لم يستطع أن يواجه قائد الانقلاب العسكري الغاشم لمدة 24 ساعة فقط من وضعه تحت الإقامة الجبرية، ويخرج بعد إعلان ترشحه بكلام “مايع”، يعلن فيه أنه ما زال يدرس فكرة الترشح، بناء على رنزوله للشارع الذي لم يجرؤ لينزل فيه من الأساس.

كلمات خالدة
ومع تخلي أحمد شفيق الذي أسهم شفيق نفسه في الانقلاب عن فكرته، وعلى اختياره، تظهر كلمات الرئيس مرسي الخالدة التي يحفظها المصريون عن ظهر قلب، رغم حصوله بشكل دوري على أحكام ظالمة بالإعدام وكأنها أصبحت مثل استطلاع حالة الطقس، ومع ذلك يظل الرئيس مرسي على موقفه، ثابتا على وطنيته في الدفاع عن حرية الشعب المصري، ليس من أجل مجد شخصي، ولكن من أجل تحرير هذا الشعب المختطف.

ما زالت كلمات الرئيس مرسي مدوية حينما يقول: “عايز أحافظ على الرجال والشباب عايز أحافظ على النساء والأمهات اللائي سيقلن لأطفالهن أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالا لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة”.

ومع هذه الكلمات الخالدة يؤكد الرئيس مرسي ثمنها من حريته وصحته، في ظل الحالة الانتقامية التي يعمل بها نظام السيسي ضد الرئيس مرسي، حتى وصل الحال لمنعه من الطعام والعلاج، وتعذيبه نفسيا ومعنويا، ورفض الكشف عليه، على الرغم من أنه أصبح لا يرى بعينه اليسرى، وتدهورت حالته الصحية، إلا أنه يقف شامخا مثل الجبال في وجه نظام الظلم والاستبداد والخيانة.

وفي غضون ذلك علق الكاتب الصحفي سليم عزوز، قائلا: “يعني وائل الأبراشي استضاف شفيق قبل ذلك فتم وقفه من العمل.. يجرؤ بعد عودته لاستقبال مكالمة من شفيق؟ إن ما يجري يؤكد أن شفيق رهن الأسر.. وأن المكالمة مرتب لها.. ووائل الابراشي هو عبد المأمور.. شفيق يقول إنه يراجع قرار الترشح.. في الإمارات قال إن قراره بالترشح لا رجعة فيه.. فما الذي جرى في يومين من أنه قرار نهائي إلى المراجعة!”.

فيما قال الكاتب الصحفي فراس أبوهلال إن شفيق رغم انتمائه للدولة العميقة التي ساعدت السيسي في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي لم يتحمل النظام ترشحه وقام باعتقاله”.