سر”الفول” في وجبة السحور

تعتبر وجبة السحور من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان المبارك، وقد أوصانا رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور كما روى عمرو بن ميمون قال: “كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحورا”.

وأوضح الدكتور حسني الفيومي، استشاري الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنوفية، أن وجبة السحور يجب أن تحتوي على طبق متوسط من الفول وسلطة خضراء وقطعة من الخبز، وثمرة فاكهة وكوب زبادي، مشيراً إلى أن الفول يحتوي على مواد مضادة للسرطان‏،‏ وخصوصاً سرطان الثدي، كما ينصح بإضافة الليمون لأنه شفاء من السموم، أما إضافة زيت الزيتون إلى الفول فهو يساعد على المحافظة على الشباب والحيوية،‏ ويقلل من نسبة الكوليسترول‏، والإصابة بأمراض القلب.

كما يجب عدم الاستغناء عن تناول الزبادي في السحور لما له من فوائد غذائية وصحية عديدة‏، فهو غني بالبروتينات والدهنيات‏، والفيتامينات‏، والمعادن، كما يساعد في الوقاية من الأمراض لأنه يكسب الجسم المناعة ضد البكتيريا‏، والفيروسات‏، والسرطان‏، وهى ميكروبات نافعة تعيش في الأمعاء وتشكل درعا واقيا ضد الميكروبات الضارة التي تغزو الجهاز الهضمي‏.

أسرار الفول المدمس

يوصي الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ووزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، بتناول الفول المدمس لقدرته على إطالة فترة الشعور بالشبع خلال ساعات الصوم حتى الظهيرة مقارنة بالأغذية الأخرى وذلك لأن تتسبب عملية هضم قشور حبوب الفول الغليظة في الشعور بالامتلاء وتأخير الشعور بالجوع، لأن المعدة تحتاج إلى معالجة تلك القشور السميكة بعصاراتها لمدة طويلة، ولهذا يعبر العامة من المصريين عن ذلك بقولهم إن الفول “مسمار البطن”.

وأوضح بدران أن الفول يزيد من إنتاج هرمون السعادة “سيروتونين” المسئول عن السعادة وزيادة الشهية كما أنه موصل عصبي له دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج وذلك لأنه غني بمادة “التربتوفان”.

كما أنه يحتوي على معادن هامة مثل الحديد، الزنك، السيلينيوم، الكالسيوم، الماغنيسيوم, المنجنيز، البوتاسوم، النحاس، ويوجد به بروتين 9% ، نشويات 24%، ألياف 9 %، بجانب فوائده في الحماية من السرطان، لأنه غني بالألياف الغذائية التي تحمي من الأكسدة وترفع المناعة وتخفض الكولستيرول وتقليل مستوى الدهون الضارة بالدم.

الزبادي يحميك من العطش

كما أوضح أن تناول الزبادي يحتوي على البكتيريا النافعة المساعدة على الهضم فتمنع الإحساس بالعطش والانتفاخ والحموضة وآلام الجوع وتكسر السموم المسببة لالتهابات القولون، كما يجب مراعاة أن تكون الوجبات متكاملة العناصر الغذائية ومتوازنة, ومراعاة التنوع بين الأغذية النباتية والحيوانية داخل الوجبة الواحدة.

فالزبادي يعتبر مهدئ للأعصاب ويعالج الأرق وأيضاً المغص ويؤخر ظهور الشيخوخة، لأنه يعمل علي زيادة مقاومة الجسم وعدم الاصابة بالحميات والأمراض المعدية وابادة الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية‏,‏ وذلك باقامة خط دفاعي يؤدي إلى وقف عملية ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين خاصةً التي تغذي القلب والمخ‏.

وقد ثبت أن سكر اللاكتوز الموجود في لبن الزبادي الذي يتحلل في المعدة إلى جلوكوز يمد الجسم بالطاقة وينشط المخ ويزيد القدرة على التركيز‏,‏ ومن خلال دراسة أجراها مجموعة الباحثين السويديين تبين أن تناول الطفل كوبا من الزبادي يومياً يرفع قدرته على التحصيل الدراسي‏.

‏ونصح بتأخير هذه الوجبة لكي تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 لـ 9 ساعات، فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً كما تمده بحاجته من الطاقة، ويفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش.

فوائد السحور

_تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان.

– تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد.

– تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم، وتنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.

ـ ومن الفوائد الروحية لهذه الوجبة أنها تعين العبد المؤمن على طاعة الله عز وجل في يومه.

– يفضل الإفطار بالتمر والماء أو اللبن كما أوصانا رسول الله، وذلك لاحتواء التمر على سكريات سريعة الهضم والامتصاص، كما نصحت بتناول سائل دافيء كالشوربة والحرص على ارتشاف القليل من الماء أو اللبن على ألا يكون شديد البرودة.

– ينصح الفصل بين بداية الفطور وتناول الوجبة الأساسية، لأن ذلك من شأنه أن يتيح الفرصة لامتصاص السكريات والسوائل بسرعة وتهيأة القناة الهضمية لاستقبال الطعام دون حدوث تشنجات.