رسالة من معتقل

بسم الله الرحمن الرحيم


دق جرس إنتهاء الزيارة.
سلمت على زوجتي وابنتي.
أمسكت بي ابنتي الوحيدة

وبكت ابنتي ذات الخمسة عشر شهرا التي قضي والدها أربعة عشر منهم داخل السجن فقد قبض علي بعد شهر واحد من ميلادها.


تركتها وتركت قلبي معها التفت خلفي فوجدتها تبكي فبكي قلبي لبكائها ” عذرا ابنتي لن أستطيع أن أنظر إليكي وﻻ إلى أمك ” تحركت مسرعا نحو الباب المخصص لخروج المعتقلين ولم أنظر خلفي.


لا نري أهلنا ولا أسرتنا إلا مرة واحدة أسبوعيا ولمدة لا تتجاوز الساعة بل كأنها بضع دقائق لا نستطيع حتي الاطمئنان عليهم سوي أن ننظر فقط في أعينهم لنري الدموع المتحجرة في أعينهم.


تركت أسرتي الصغيرة خلفي وانطلقت مسرعا كي لا أزداد تعلقا بهما وجدني أصدقائي واخواني المعتقلين في سجون الانقلاب حزينا فسألوني مابك ؟!


فجاوبتهم “عذرا لم أستطع أن أنظر خلفي “

16142611_145458255954646_5185527993018608146_n