رسالة من الدكتور أحمد البيلي بمناسبة ليلة القدر

أخي في الله ” حفظكم الله و بلغكم ليلة القدر “
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
و مع نفحات ليلة القدر و من ضياء ” سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ” و مع اتصال الأرض بالسماء ” دعاءً و رجاء ” و اتصال السماء بالأرض ” سلاماً و هدايةً و نوراً “هنا تمتلئ القلوب نوراً و تغشى الأرواح سكينة .
لأننا نتعامل مع غالب على أمره لطيف بعباده ، رحيم بخلقه،حسن الصنع في تدبيره …
اطمئن :
إن العواقب حسنة و النتائج مريحة و الخاتمة كريمة ، فبعد الفراق اجتماع و بعد الهجر وصل و بعد الانقطاع اتصال …
لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
أخي إن كان رمضان يعلمنا سمو الروح و الوصول إلى جوهر العبادة و كما علمنا الخليفة الراشد عثمان بن عفان أن هناك أمور ظاهرها الفضيلة و حقيقتها الفريضة فذكر أن تلاوة القرآن فضيلة و العمل به فريضة .
فإن دعوتنا :
عقيدة جوهرها التوحيد ، عبادة جوهرها الإخلاص
و عمل جوهره الإتقان ، معاملة جوهرها الصدق
و رابطة جوهرها الأخوة ، خلق جوهره الرحمة
و أدب جوهره الذوق ، و حضارة جوهرها التوازن
و لتعلم :
أن من امره في كلمة ” كن ” جدير بأن يوثق بموعوده ، فلا يجلب النفع إلا هو و له في كل نفس لطف و في كل حركة حكم و في كل ساعة فرج .
يعطي ليشكر ، و يبتلي ليعلم من يصبر .
يمنح النعماء ليسمع الثناء – ويسلط البلاء ليرفع الدعاء .
و إذا كان قد فرض علينا ..
أن نتدافع لإزاحة رزيلتين ، أحدهما في السقف من استبداد و استغلال و أخرى في القاع من استمرار الاستغفال و الاستعباد ، فإننا نوقن أن العاقبة للمتقين …
فالأنفاس معدودة و الأرزاق مقدرة ، فلنعش الحياة قوية طليقة كريمة شجاعة .

و إن الأمة التي ترى حظها من التدافع و المجاهدة كلمات تقال أو مقالات تكتب
ثم إذا انتشت قلوب القوم وجدتها هواء !
و إذا خبرت اهتمامهم بالأمر رأيته هباء
“فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ”

أخي :
لا تغفلوا عن صلتكم بالله عز و جل لأن حسن الصلة بالله مصدر القوة و سر سعادة الطريق

د / أحمد البيلي -محافظ الغربية الشرعي