جريمة مأساوية.. متطرفون نصارى يقتلون قبطيًا أسلم منذ 4 سنوات

أقدم متطرفون نصارى على قتل تاجر قبطي بمنزله بحي فيصل بمحافظة الجيزة؛ بذريعة تغيير ديانته واعتناقه الإسلام متخفيًا منذ 4 سنوات، وزواجه من امرأة مسلمة.

وقائع الحادث المأساوى جرت أول أمس، حيث اعتدى عليه مجهولون في وقت متأخر ومزقوا جسده بسلاح أبيض، وسرقوا بعض محتويات منزله ومصوغات ذهبية قدرت بحوالي 500 ألف جنيه، فيما تجري نيابة الهرم بإشراف المستشار حاتم فاضل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، التحقيق في الواقعة.

وتبين من تحقيقات النيابة الأولية برئاسة المستشار محمد صلاح، رئيس النيابة، التى أجراها المستشار محمد عصام السمنودى، وكيل أول النيابة، أن المجني عليه (نبيل ب.) 52 عاما، صاحب محل “رولمان بلي” بمنطقة إمبابة، ويمتلك عقارا بفيصل، وأنه كان مسيحي الديانة وأسلم منذ 4 سنوات، ليتزوج من (نجلاء ف.) ربة منزل، كانت متزوجة من آخر وأنجبت من زوجها الأول طفلين.

وأضافت التحقيقات أن المجني عليه أخفى عن أسرته المسيحية قصة إسلامه وزواجه من مسلمة طوال السنوات الأربع الماضية، وأنه يقطن معها بصحبة طفليها بالمنزل منذ زواجها منه.

وجاء في التحقيقات أنه يوم الواقعة اقتحم 3 أشخاص منزل المجني عليه، بعد كسرهم الباب الخاص بالشقة، وقيدوا زوجته وطفليها، واصطحبوهم لغرفة مجاورة بالشقة، وأغلقوا الباب عليهم بعد التأكد من تكميم أفواههم. ثم أمسك أحد المتهمين المجني عليه، وأمسك الثاني بسلاح أبيض “كتر” وانهال به على جسده، بينما أمسك الآخر قطعة رخامية وبدأ الضرب على رأس المجني عليه بها.

ولفتت التحقيقات إلى أن المجني عليه أصيب بالعديد من الجروح بالجسد وفتحة بالبطن، تسببت في خروج أحشائه من داخل بطنه وتوفي في الحال، فيما فر المتهمون بعد سرقتهم محتويات ومصوغات ذهبية بالشقة قدرت بحوالي 500 ألف جنيه.

وخلال جلسة الاستماع لأقوال زوجة المجني عليه، أكدت ما جاء بالتحقيقات، مشيرة إلى أنها لم تر المتهمين جيدا، إلا أنها سمعتهم يؤنبون المجني عليه لتركه دينه والزواج منها.

وباستدعائه للتحقيق؛ أبدى شقيق المجني عليه استغرابه من إسلام شقيقه، موضحا أنه يعلم أن شقيقه مسيحي الديانة وليس مسلما. فيما تجري مباحث الجيزة تحريات مكثفة لضبط المتهمين في الواقعة لمعرفة الأسباب الحقيقية حول اقتحام منزل المجني عليه وقتله وسرقة محتويات منزله بتلك الطريقة.

تطورات أزمة دير أبو مقار

في سياق مختلف، كشف مصدر قضائي عن أن الراهب المشلوح أشعياء المقاري، واسمه العلماني وائل سعد تاضروس، اعترف خلال تحقيقات النيابة أنه حاول قتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادي النطرون، مرتين سابقا ولكن القدر حال بينه وبين ما أراد، حيث وضح أشعياء أنه فشل في المحاولة الأولى، حيث وجد رئيس الدير يصلي، والمحاولة الثانية نام واستيقظ متأخرا فلم يتمكن من تنفيذ جريمته؛ لأن رئيس الدير كان قد وصل إلى الكنيسة.

وأكد أشعياء أنه في المحاولة الأخيرة كان حريصا على الاستيقاظ مبكرا لتنفيذ جريمته في الفترة الزمنية من الساعة الثالثة قبل الفجر، وكذا خلال المسافة التي يسير منها رئيس الدير للكنيسة. وفي ذات السياق، وجهت النيابة العامة لفني الكاميرات بالدير تهمة المشاركة في تلك الجريمة وتعطيل الكاميرات عن عمد.

وكانت محكمة وادي النطرون قد أمرت بتجديد حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 15 يوما على ذمة التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس وأسقف دير أبو مقار. كما واصلت النيابة استكمال التحقيقات وسماع الشهود بعد تفريغ الكاميرات واستدعاء السائق الذي يعمل معه للاستماع لشهادته.

جدير بالذكر أنه بدت أقوال الراهب أشعياء متناقضة، لا سيما عن توقيت وجوده بالدير أثناء القتل، وقد رصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع راهب آخر في توقيت مخالف لما قاله في أقواله، وبالتحفظ على تليفونه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات أخرى ولكن أخلي سبيله ليعود إلى الدير، وحاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور وتم إنقاذه، وتم التحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير في وقت متأخر.

وبدأت المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد هندي تحرياتها داخل الدير، وأكدت التحريات أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الأسقف وتوقيت خروجه والطريق الذي يسلكه إلى الكنيسة لحضور التسبيحة. واستمعت النيابة العامة لشهادات الرهبان وعمال الدير، والراهب أشعياء، والذي سبق وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة.