تساؤلات … من اجل اجيال مصر القادمة …

مشروع نيوم … بحكم موقعة …
تنمية لضفاف خليج العقبة وزيادة الملاحة ، والتجارة فيه …

وفيه …
“مصر تتعهد للسعودية بألف كم مربع ، من سواحل وشواطئ سيناء المحاذية لخليج العقبة ، و تندرج هذه الاراضي ضمن أصول صندوق استثمارى متعدد الجنسيات ، وله نظام قضائى وتشريعى خاص و تحكمة قواعد خاصة ( اى ان الفصل فى الخلافات عليه خاضع للتحكيم الدولى ) واعلن تأسيسة مساء الأحد ٤ مارس ٢٠١٨
روسيا اليوم – رويتزر – ٥ مارس ٢٠١٨
و …
“سيتم تأسيسه بالمناصفة ، بقيمه عشرة مليارات دولار على ان تكون حصة المصريين ( خمسة مليارات) من خلال الأراضى المؤجرة على المدى الطويل (؟) ، وتعتبر اتفاقية الاستثمار الموقعة بين الطرفين متفرعة عن اتفاقية صندوق الاستثمار السعودي المصرى المشترك”
سبوتنيك عربى – نقلا عن قناة العربية – ٥ مارس ٢٠١٨
أيضا …
“ذكر مسئولون سعوديون ان غير المصريين سيكون لهم حق الإقامة الدائمة بدون تأشيرة فى آلالف كيلومتر المذكورة على شواطئ وسواحل سيناء بمحاذاة مياة خليج العقبة”
وكالات
و
“ذكر صندوق السيادة السعودية ان نيوم ستكون مملوكة بالكامل للصندوق (السعودي)”
جريدة المواطن السعودية – ١١ مارس ٢٠١٨

( على ما يبدو … هو مشروع تجارى ملاحى وسياحى … لتنمية خليج العقبة . وهو يقام على جزر تيران وصنافير المتحكمتين فى مدخل الخليج ، وجزر اخرى محيطة بهما، ويمتد شمالا على ضفتى خليج العقبة الشرقية والغربية ، تحده شواطىء وسواحل سعودية وأردنية شرقا ، وسواحل وشواطئ سيناء غربا، ويشغل من سيناء ، حسب ما أعلن ، مساحة الف كيلومتر مربع ، محاذية لمياة خليج العقبة ، وتحده أيضا … شواطئ وسواحل اسرائيل شمالا ،شاملة ميناء إيلات … ويتضمن المشروع بناء كوبرى فوق جزر تيران وصنافير يربط ضفتى الخليج …

فى حالة نجاح مشروع ” تنمية ممر خليج العقبة” ملاحيا ، مالذي يمنع خليج العقبة ، بحكم موقعة، بعد تطورية ، وبعد خروج جزيرتيى تيران وصنافير من تبعيتهما لمصر ، وهما المتحكمتين في مدخلة، من ان يصبح خليج العقبة منافسا خطيرا لممر خليج السويس البحرى وقناة السويس؟ … خاصة فى وجود إمكانية لنقل البضائع من ميناء إيلات لدول اخرى برا ، أو بحرا ، من خلال قناة جديدة ، قد تكون قيد الإنشاء حاليا ، او تنشئ بعد ان يتم تطوير خليج العقبة ملاحيا ، وتتحسن جدوى بناء القناة اقتصاديا خلال السنوات القادمة!

الا يمثل هذا خطرا استراتيجيا فادحا يجب ان تتجنبه مصر ؟

أليس ادراج جزء من حدود مصر البحرية التاريخية فى سيناء ، أعلن انها الف كم مربع ، بمحاذاة ساحل خليج العقبة، وإدراج مصيرها تحت هيمنة كيان (صندوق اقتصادى) مستقل ، متعدد الجنسيات ، تحكمة قواعد خاصة ،لا السيادة المصرية الخالصة ، ومن ثم حتمية اللجوء الى التحكيم الدولى لفض النزاعات حولة ، يمس أمن الحدود المصرية الجغرافية والتاريخية، ومستقبل اجيال مصر القادمة؟

أليس منح غير المصريين ( مواطنون من الدول المشاركة فى المشروع ، سعوديون … اوغيرهم ) حق الإقامة الدائمة ، هم وزويهم ، عبر الأجيال ، بتمركز فى الالف كم مربع المذكورة من سيناء ، المحددة لحدود مصر ، وعلى سواحلها ، هى أمور لها تداعيات خطيرة ، تمتد لأجيال قادمة ؟ وتتضمن ، بين غيرها ، ان على مصر ان تتعامل مع تركيبة سكانية اجنبية فى الالف كم مربع على حدودها فى سواحل سيناء.

وماذا لو سمحت الشركة المسؤولة بالاستيطان فى سيناء لمن لا تريدهم مصر بالإقامة الدائمة فيها ؟

وماذا لو اكتشف المصريون يوما ان المشرًوع ضارا بمصر ، هل يمكنهم إلغاء الاتفاق ؟ هل نسينا ان مصر تعرضت لغزو عدوان ثلاثى سنة ١٩٥٦ عندما قررت قيادتها تأميم وتمصير نصيب واسهم شركات اجنبية ، صاحبة امتياز ال ٩٩ عاما ( ١٨٦٩ – ١٩٦٨ ) فى قناة السويس؟

وماذا سيفعل المصريون باجانب مستوطنون لسيناء، بكثافة لايعرفها احد بعد ، ومتمركزين فى منطقة حدودية، تبلغ الف كيلومتر مربع ، من سواحل وشواطئ سيناء ؟

هل تقبل مصر ان تغامر بحدودها امام ” تحكيم دولى ” قد لا ينصفها فى امر يتعلق بخلاف مع الكيان الجديد ، المهيمن على حدودها الدولية وسواحلها فى سيناء ؟ مصر خسرت قضية تحكيم دولى حديثا ،حيث قضت هيئة تحكيم دولية بتغريم الحكومة المصرية مبلغ 1.7 مليار دولار بعد توقف إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل!

وهل يحظى المصريون المقيمون فى هذا المنطقة ، والتى يحكمها تشريع وإدراج خاص ، بحقوقهم كباقي المصريون ،غير منقوصة ؟

ماهى تفاصيل الاتفاق؟

ماهى الامتيازات الممنوحة للشركة ؟ وماهى مدتها ? اهى ٩٩ عاما ؟

وهل هناك بنود للتوسع والتمدد الى مزيد من ارض سيناء؟ وما الدول الاخرى والشركات الاطراف فى المشروع؟

المعلن عن المسالة على أهميتها و مخاطرها المُحتملة … ضئيل للغاية …
وهو ماكان يدعو لاجراء نقاش علنى حولها، قبل اتخاذ القرار ، و حوار وتشاور مجتمعى بناء فى مصر ، قبل ان تعلن أطراف غير مصرية عن تبنيها مشروع يشمل الف كيلومتر من شواطئ وسواحل وأرض سيناء …

مثل هذا الحوار …
يرقى بالوعى والفهم …
يبنى جسور الثقة …
ويزيد من الترابط الوطني …
ويحفظ مصر سالمة … دوما

عشتى يا مصر ودمتى … الى أبد الدهر …

دكتور حازم محمودالمليجى