مطار
مطار

بالتفاصيل.. كارثة جديدة تضرب قطاع الشحن الجوي وتهدد بغلق مئات المصانع

بالتفاصيل.. كارثة جديدة تضرب قطاع الشحن الجوي وتهدد بغلق مئات المصانع

حلت كارثة اقتصادية جديدة على قطاع الطيران المدني في ظل حكم الانقلاب العسكري، لكنها في هذه المرة تطال صناعة الشحن الجوي التي يقوم عليها ما يقارب 146 شركة شحن جوى، تنقل من خلال شركاتها العديد من السلع والبضائع والتي تعد بمثابة جسر بين الشركات والمصانع المصرية وبين مستوردي بضائع تلك المصانع.

وكانت شركة “مصر للطيران” أصدرت بيانًا إعلاميًا الخميس الماضي، جاء فيه أنه بناءً على توصيات وفد سلامة النقل الأمريكي الذي زار القاهرة الأسبوع الحالي فإنه سيتم تعليق سفر شحنات البضائع الكبيرة على طائرات الركاب المغادرة من القاهرة إلى كل من نيويورك وكندا، اعتبارًا من اليوم “الخميس” والاكتفاء بتحميل حقائب الركاب، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه على عدة دول تسير رحلاتها المباشرة إلى الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة.

تعليق سفر شحنات البضائع الكبيرة على طائرات الركاب المغادرة من القاهرة إلى كلٍّ من نيويورك وكندا يمثل طعنة لهذا القطاع الحيوي، كما يهدد بغلق مئات المصانع الأخرى التي يتم نقل بضائعها إلى البلدين الكبيرين أمريكا وكندا وتسريح آلاف العمال والموظفين، وهو الإجراء الذي يعمق جراح الاقتصاد المصري المتدهور يوميًّا بفعل السياسات الفاشلة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وعصابته من الجنرالات الذين اختطفوا مصر وجيش مصر من أجل تحقيق طموحاتهم ومكاسبهم الشخصية.

يقول أحد أصحاب شركات الشحن الجوى، الذي رفض ذكر اسمه، في تصريحات صحفية أنه فوجئ هو وغيره من الشركات العاملة في مجال الشحن الجوى برسالة من خلال “البريد الإلكتروني” مفادها، أن كلا من شركات مصر للطيران وأير فرانس تعتذر عن نقل الشحنات التي كان قد جرى الاتفاق على تسفيرها عبر الطائرات الخاصة بالشركتين واللذين تخرجان من الأجواء المصرية.

وأوضح أن الطائرات الخاصة بالركاب بعد تحميل الركاب وحقائبهم كان يتواجد مكان يتسع إلى حوالي “4 بليت” والتي تزن تقريبا حوالي من 4 إلى 12 طنا، وكان يتم استغلال تلك المساحة في شحن بضائع المصانع المصرية للخارج، مثل المنسوجات التي تصدر إلى أوربا وأمريكا، فضلاً عن تصدير بعض المنتجات الزراعية التي يزداد الطلب عليها في تلك الفترة نظراً للطقس السيئ في بعض الدول المستوردة لتلك المنتجات، ويطلق على هذه الفترة “السيزون”، والتي تبدأ من أكتوبر إلى ديسمبر، وأحيانًا تطول المدة إلى فبراير من العام التالي.

وأضاف: “فوجئنا بعد التداعيات المترتبة على حادث سقوط الطائرة الروسية، وقبل الإعلان عن التقرير الذي يؤكد بالقطع السبب الحقيقي لسقوط الطائرة بقيام مجموعة من الشركات الأجنبية هي أليطاليا والـKLM وأير فرانس بالإضافة إلى شركة مارتن أير وهذه الشركات مملوكة للمجموعة الهولندية، برفض شحن أي بضائع على طائراتهم خصوصا المتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والذي يعدن أكبر الأسواق التي يذهب إليها المنتجات المصرية”.

وتابع: “بعد ذلك فوجئنا بزيارة من لجنة TSA والمعنية بالأمن في مجال نقل البضائع والشحن وبعد تفقد سير العمل داخل مطار القاهرة وتفتيشهم على كل مراحل سير عمليات التعامل مع نقل البضائع وإجراءات السلام والأمانة الخاصة بهم، فوجئنا بأن التقرير الصادر من اللجنة وردت به عبارة تسببت في كارثة لقطاع الشحن الجوى بمصر ” IGNOR “، وهذه العبارة تعنى حظر أية تصدير لبضائع عبر طائرات نقل الركاب، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل جاءت الطامة الكبرى عن طريق بفرض اللجنة حزمة من الإجراءات لنقل البضائع خلال طائرات الشحن الجوى” على حد قوله.

وفى سياق متصل، قال أحد كبار العاملين في مجال الشحن الجوي “أن التأخر في تنفيذ هذه الحزمة من الإجراءات سيجعل مصر للطيران الناقل الوطني يفقد الكثير من الدخل بالنسبة لشركات الشحن الجوي؛ لأنه لم يتم صدور قرار بما سيتم اتخاذه لتنفيذ التعليمات المطلوبة من جانب اللجنة المختصة، ومن الممكن أن تسارع إحدى شركات الشحن المنافسة في تنفيذ حزمة الإجراءات، وبالتالي تفوز بكعكة سوق الشحن وتحتكره ويزداد خسارة مصر؛ لأن الأمر يتعلق ببضاعة لابد من تسفيرها فورا، وإلا تتعرض الشركات لغرامات تأخير تطول الشركات، سواء الناقلة أو المصدرة أو وكيل الشحن.

وكشف عن مفاجأة أخرى هي أن هناك بعض الشركات والعلامات التجارية الكبيرة الموجودة في الخارج متعاقدة مع عدة مصانع في مصر لتنفيذ خطوط إنتاج مطلوبة في الخارج وهي تساعد وتساهم بشكل كبير في تشغيل مصانع وتوفير فرص عمل، وهذه الشركات ملتزمة بمواعيد تسليم طلبيات بمبالغ ضخمة، وعندما تجد أن ثمة إجراءات وتأخيرًا في وصول الشحنات الخاصة بهم فإنهم فورا سيبحثون عن دولة بديلة تستطيع أن تلبي احتياجاتهم وبالتالي تخسر مصر موردًا مهمًّا من موارد الاقتصاد وتوفير العملة الصعبة للبلاد.

وكانت شركة “مصر للطيران” أصدرت بيانًا إعلاميًا الخميس الماضي، جاء فيه أنه بناءً على توصيات وفد سلامة النقل الأمريكي الذي زار القاهرة الأسبوع الحالي فإنه سيتم تعليق سفر شحنات البضائع الكبيرة على طائرات الركاب المغادرة من القاهرة إلى كل من نيويورك وكندا اعتبارًا من اليوم والاكتفاء بتحميل حقائب الركاب، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه على عدة دول تسير رحلاتها المباشرة إلى الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة.

وأعلنت أن وفد لجنة ” TSA” تفقد إجراءات الأمن بمطار القاهرة الدولي لتأمين الركاب والحقائب والطرود ونقل البضائع على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة، وأثنى على تطبيق التدابير الأمنية على رحلات مصر للطيران، كما تم الاتفاق على الإجراءات الإضافية التي سيتم تفعيلها كإجراءات احترازية على الرحلات المباشرة المتجهة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد التنسيق بين مختلف الجهات المعنية.