«الإخوان» ترد على تطاول وزير الخارجية السعودي بـ«6» ردود مفحمة

#الاخوان_أمل_الأمة || «الإخوان» ترد على تطاول وزير الخارجية السعودي بـ«6» ردود مفحمة
ردًّا على تطاول واتهامات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لجماعة الإخوان المسلمين بأنها “الجدُّ للتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وأنها تهدف لنشر الفوضى”، استنكر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، تصريحات الوزير السعودي، مؤكدا أنها تأتي في سياق الافتراءات وحملات التشويه والمغالطات الكاذبة والفارغة.
وكشف منير عن أنه ليس بين الجماعة والنظام السعودي أي علاقة أو حوارات قديمة أو جديدة، وذلك منذ عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي كان رجل دولة، وكان لديه الاستعداد للاستماع إلى الجميع، أما من جاءوا بعده فللجميع لهم ما لهم وعليهم ما عليهم”.
واستطرد قائلا: “نؤكد أنه لا توجد بيننا وبينهم أي لقاءات أو مشاورات، وليس بيننا وبينهم شيء، ونرجو لهم الهداية ولشعبهم وشعوب الأمة كل الخير، ومع ذلك فإن أيدي وقلوب الإخوان مفتوحة على الجميع، ونأمل ونرحب بقيام الآخر بتصحيح مساره ومعالجة أخطائه التي تسببت في قتل وتشريد وتعذيب الكثيرين، فمليارات السعودية والإمارات كان من الأولى أن تُصرف على فقراء العالم الإسلامي لا أن تُعطى لقتلة وسفاحين”.
وتضمنت تصريحات أ منير “6” أبعاد وردود مفحمة على تطاول الوزير السعودي:
أولا: من خلال تأكيد أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حملات التشويه والافتراءات، والتأكيد كذلك على أن العالم يشهد بأن فكر الإخوان لا يمت بأي صلة لفكر أي تنظيمات متطرفة؛ لأن فكر الجماعة كان ولا يزال وسيظل هو الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل، والذي يلفظ تماما كل ما هو تطرف أو عنف بأي صورة من الصور”. ويدلل على ذلك بأن “فكر الإخوان منشور بكل تفاصيله وأبعاده وبكل ما فيه على العالم أجمع، إلا أنه يبدو أن معالي الوزير عادل الجبير لم يقرأ التاريخ وحقائقه، ولم يقرأ حتى تاريخ دولته، أو يطلع على تصريحات قادتها وعلمائها المنصفين، ومنهم المرحوم الملك فيصل، في الإشادة بفكر الجماعة ودورها”.
ثانيا: يؤكد أ منير أن “فكر الإخوان هو الذي تصدى للهجمات على المنطقة كلها، وفي القلب منها المملكة السعودية، خلال فترة الستينيات والسبعينات، حيث واجهنا الأفكار والهجمات الماركسية والشيوعية والبعثية والقومية والناصرية، ولو عاد الوزير إلى وثائق دولته لأدرك أنه لولا فضل الله ثم فكر الإخوان لما استقرت الأمور في السعودية والمنطقة كلها”.
ويضيف أ منير: “وبالتالي، فمثل هذا الكلام الذي يُقال من وقت لآخر هو كلام مؤسف ومحزن وغير مقبول تماما؛ فالخليج بأسره يدرك جيدا أهمية الدور الذي لعبته جماعة الإخوان في حماية أبنائهم من التأثر بالأفكار التي كان بها غلو وتطرف وتشدد. أما إن كانوا قد نسوا أو تناسوا ذلك فما علينا إلا أن نذكرهم. والتاريخ خير شاهد عليهم وعلينا”.
ويشدد أ منير على أن “الدنيا كلها– باستثناء عسكر مصر ومناصريهم في المنطقة- تقول إن فكر الإخوان كان حاجزا ضد التطرف، وقد شهدت بذلك التحقيقات البريطانية وغيرها، ونقول لهؤلاء اقرءوا تاريخ دولتكم أولا ثم قولوا كلمة الحق، ولو كانت مُرة، دون أن تضللوا أو تزيفوا على الناس الحقائق الناصعة البياض”.
ثالثا: ردًا على توعد عادل الجبير بـ”القضاء على الإخوان”، خلال مؤتمر المنامة الأمني، أمس السبت، وأن السعودية تعمل مع شركائها بالمنطقة والعالم في هذا الصدد، قال أ “منير”: “فليقولوا ويفعلوا ما يشاءون، فالأمر أولا وأخيرا بيد الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم مهما فعلوا أو قالوا فلن تتوقف حركة الإخوان عن خدمة أوطانها ودينها وشعوب أمتها، كما لن تتوقف أو تتراجع مسيرة الدعوة، بل على العكس هي الآن تنهض وتجدد انطلاقتها لتقدم الخير والعطاء لأمتها”. ويشير نائب مرشد الإخوان إلى أن “ما تتعرض له حركة الإخوان حاليا ليست هي الهجمة الأولى على الإخوان، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فمن سنن الكون التدافع بين الحق والباطل”، مؤكدا أن “الحق سيبقى وينتصر في نهاية المطاف، طال الزمان أم قصر، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)”.
وأكمل: “محاولات القضاء على الإخوان قام بها سابقا بعض الطغاة والمستبدين، وفشلوا فشلا ذريعا وخاب مسعاهم، بينما ظلت جماعة الإخوان ثابتة وعلى فكرها، متجذرة في قلوب المؤمنين بها وقلوب شعوبها، ولم تذهب لليمين أو اليسار، وتصدت للأفكار التي اجتاحت الأمة، والتي كانت غريبة علينا جميعا، ولفظتها المجتمعات بفضل الله ثم بفضل فكر الإخوان. وليت هؤلاء يتعلمون ويدركون الحقائق ويعلمون أنهم سيلقون الله يوما ما”.
وتابع: “لو أدرك هؤلاء حقيقة فكر الإخوان لكانوا أول المدافعين عنه. ويبدو أن البعض يدرك ذلك جيدا في قرارة نفسه، إلا أن الأوامر والتعليمات التي تأتيه من جهات بعينها هي التي تدفعه للقيام بمثل هذه التصرفات الرعناء وإطلاق مثل هذه التصريحات الجوفاء”.
رابعا: وتأكيدا لقوة موقف الجماعة، دعا “منير” المسئولين السعوديين وغيرهم ممن لهم موقف مناهض لفكر الإخوان- إذا ما كانوا مخلصين فيما يدعون- إلى قبول المشاركة في ندوة ومناظرة عالمية وعلنية أمام العالم كله لمناقشة فكر الإخوان نقطة نقطة”، مضيفا: “نحن مستعدون تماما لمثل هذه الندوة والمناظرة العالمية- حال الاتفاق عليها- لبيان هل فكر الإخوان خطأ أم صواب، وليحكم الناس بيننا”.
وقال: “هذا تحدٍ لصالح الأمة والإنسانية والحقيقة، فنحن أبدا لا نتحدى أحدا بالسلاح ولا نكذب على أحد. ولكن بيننا وبينهم فكرنا الصافي الواضح نعرضه أمامهم وأمام العالم أجمع في ندوة ومناظرة على مرأى ومسمع من الجميع؛ ونرفض إطلاق الاتهامات جزافا أو ترديد أباطيل هم يعرفون في قرارة نفسهم أنها غير صحيحة تماما، بينما نرحب بكل نقد موضوعي وبناء لفكر الإخوان، وندعو الجميع لإسداء النصائح المخلصة”.
خامسا: واعتبر منير هذه الحملة السعودية ضد الجماعة تهربًا من أزمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول التركية، مضيفا “سبب الهجمة السعودية الآن على الإخوان تأتي في سياق فشل خطة قتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فهم يحاولون إلهاء الناس بقضايا أخرى وصرفهم عما يجري في المنطقة ومن دعم للثورة المضادة، ويحاولون التستر على الجريمة- التي وصفوها هم بأبشع الصفات وفي مقدمتهم الجبير نفسه- بإطلاق قنابل دخان جديدة، ليزعموا في النهاية أن الإخوان هي من قتلت خاشقجي وأضاعت فلسطين”.
سادسا: كما اعتبر منير أسباب الهجوم السعودي المتكرر على جماعة الإخوان بأنه يأتي في سياق الخوف من الفكر الحر الذي يدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان قائلا: “المسئولون والكتاب الذين يقومون بهذا يخشون من فكر ينادي بالحرية والديمقراطية والعدالة ليأخذ كل مواطن حقه من خيرات بلده والاقتناع بما يشاء، ويعبد الله بالطريقة التي يرى أنها صحيحة، ليصبح المواطن شريكا في صناعة قرار بلده لتحقيق الاستقرار والسلام، ويخشون من فكر يدعو لحفظ حقوق الناس الداخلية والخارجية، وأن يعيش الجميع كالأحرار لا كالعبيد”.
وفي ختام تصريحاته، شدّد “منير” على أن “جماعة الإخوان تتعامل بوضوح وشفافية تامة، ولن تبيع فكرها لأي أحد، ولن تعطي قرارها لأي أحد، وستظل قائمة على فكرها، ماضية في طريقها”.