اشجع صبى فى العالم مصرى بشهاده كويتى لن تصدق الاسباب

 

أشجع ولد فى العالم من مصر  قدّم المصريون بطولات عدة وتضحيات في مواجهة كل المستعمرين الذين وطأت أقدامهم على أراضي المحروسة، وهو ما غيّر نظرة كل مستبد إلى أفراد الشعب من شدة وتحقير إلى إعجاب.

ومن ضمن الأبطال كان أشجع ولد فى العالم عبدالستار آدم، صاحب الـ12 عامًا، وهو ابن قرية «الفقاعي» مركز ببا بمحافظة بني سويف وهناك تمركزت قوات الجنرال «ديزيه» في ديسمبر 1798 ضمن الحملة الفرنسية في مصر.

واستطاع عبدالستار آدم أن يجبر المحتلين الفرنسيين على تقديره واحترام قريته التي نشأ فيها في بني سويف التي تحتفل بعيدها في 15 مارس من كل عام، الذي يوافق ذكرى وقفتها، في ثورة 1919.
ولبني سويف تاريخ في النضال الوطني في العصر الحديث لا تخطئه كتب التاريخ، ولعل المقاومة التي أبداها، أهل بني سويف للحملة الفرنسية، من أنصع الصفحات، التي سطرها الفلاحون وأهل القرى.

عندما توغلت حملة الجنرال “ديزيه” بأوامر من نابليون بونابرت فى 16 ديسمبر 1798 في القرية المصرية البسيطة،
توقف «ديزيه» بقواته في «الفقاعي» انتظارًا لوصول مدد المدفعية لاستكمال غزو الصعيد، ولم يفعل إلا ما يفعله أي محتل، فدمر قرية “الفقاعي” وشرد أهلها الفقراء واستولى على كل خيراتها وصار يعذب ويقتل وينشر الرعب بين سكانها لم يستمر بطش “ديزيه ” كثيرا فجاء اليوم الذى ملأ صراخ العساكر الفرنسيين الأجواء بعد ما اعتادوا على سماع صرخات وأنين الأهالى المساكين فى القرية.

أصبح العساكر بلا أسلحة ولا بنادق ولم يعرفوا السبب وراء ضياع اسلحتهم وتكاد الحيرة والدهشة تشل تفكيرهم ولهذا شدد الحراسة والمراقبة فى المعسكر».

وأتت المراقبة ثمارها، بعد أن لاحظ جندي فرنسي وجود صبي يُدعى عبدالستار آدم وعمره 12 عامًا، يتسلل إلى خيام الفرنسيين بالقرب من شاطئ النيل أمام بلدته ليلًا، لجمع ما يستطيع حمله من البنادق و يخفى السلاح فى جلبابه البسيط ويقدمها إلى المقاومة الشعبية، وفي إحدى المرات طارده حتى أصابه بالسيف في ذراعه وأسره.

وفور علم «ديزيه» بالأمر استدعى الصبي الذى يحمل علامات الذكاء وأصالة الإنسان المصرى وقدرته على التحمل دون خوف أو رهبة كان يتقدم بخطى ثابتة وقلب شجاع وظل ثابتا رغم ما ناله من تعذيب وضرب مبرح ووعيد وتهديد مما أثار غضب الجنرال وسأله لِمَ تسرق أسلحة الجيش الفرنسي؟»، وكان الرد: «لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي».

وعند سؤال «ديزيه»، الصبي عن الشخص الذي يحرضه، أجاب الأخير: «ألهمني الله أن أفعل ما فعلت» ولم يعترف باسم رجل واحد من رجال المقاومة الشعبية ولم يتراجع عن موقفه فاستطاع هذا الطفل الصغير أن يزرع الخوف فى قلب هؤلاء المستعمرين حيث كان الطفل عاري الجسد تماما والبرد يأكل جسده الضعيف الجريح وعلى الرغم من كل ذلك وضعوا البندقية فى ظهره، خشية أن يهرب وكان يحيط به حشد من الجنود المسلحين بأحدث أسلحة حربية فى فرنسا.

فقرر الجنرال أن يلجأ لحيلة أخرى بدلا من التعذيب، وهى أن يردد كلماته الناعمة للطفل كي يعترف بكل شىء ولكن لم يتوقع الجنرال إجابة الطفل وفوجئ بها، وكاد يسقط على الأرض أمام ثقة الطفل بنفسه، عندما قال له “إن الله القادر على كل شىء هو الذى أمرنى بذلك”.

«أراد ديزيه أن يختبر شجاعة الصبي الذى لقب باسم أشجع ولد فى العالم فأمر بإعدامه وعندما علم الصبى أن عقوبته الإعدام قال للجنرال الفرنسي: «دونك رأسي فاقطعه» وهنا ظهر معدن الصبي، فلم يبكِ ولم يصرخ ولم يطلب العفو، لكنه رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم».

وهنا أُعجب «ديزيه» بموقف الصبي وصلابته، واستبدل حكم الإعدام بالجلد 30 جلدة، وتحمّل «عبدالستار» ولم يتأوه، وبعد انتهاء العقاب قال الجنرال الفرنسي له: «يا بني، سأكتب في تقريري اليوم أنني قابلت أشجع ولد في الصعيد، بل أشجع ولد في العالم كله».

وفي كتاب «رحلة الوجه البحري ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت» كتب المسيو «فيفيان دينون»، وهو أحد الشهود على الواقعة: «عرضت على الصبي أن أتبناه وأن أكفل له مستقبلًا سعيدًا»، وكان رده: «ستندم على تربيتي، لأنني سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطني».

ولم تقتصر الشهادة على المسيو «فيفيان»، بل كتب عنه الجنرال «بليار» في يومياته: «إن هذا الصبى إذا عنى بتربيته كان ذا شخصية نادرة المثال»، واشتهرت هذه الواقعة منذ ذلك الحين بـ«غلام الفقاعى»، أو بـ«قصة أشجع ولد فى العالم» كما سماه الجنرال «ديزيه» فى مذكراته.

 

اشجع صبى فى العالم مصرى بشهاده كويتى لن تصدق الاسباب