استقالات بالجملة بـ”التعليم” والتطوير الوهمي يفضح العسكر

كشفت الأيام الماضية والتي انتشرت فيها فضائح مدارس الحكومة ووزارة التربية والتعليم، أن هناك حالة من الارتباك داخل الوزارة، أسفرت عن استقالة العديد من قيادات التعليم، في الوقت الذي عجزت الوزارة عن الخروج بمشهد يليق بالحملة الوهمية التي استبقت بها سلطات الانقلاب لتطوير مناهج التعليم ومدارس الدولة، وتقديم نموذج متطور خرج في نهايته بكوميديا سوداء.

وكشفت صحيفة “الأهرام” أنه بلا مقدمات أعلن الإعلامى أحمد خيرى المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، استقالته من منصبه.

وبعدها بساعات قليلة أعلن اللواء أكرم النشار مساعد الوزير للشئون الإدارية والمالية استقالته هو الآخر من منصبه، وبعدها بأيام معدودة جاءت الاستقالة الثالثة من طرف سعاد الديب مساعد الوزير لشئون المديريات ورئيس مجلس إدارة مدارس 30 يونيو.

وقالت الصحيفة في تقريرها المنشور اليوم السبت، إن توقيت الاستقالات وما صاحب بعضها من نفى مبدئى ثم  تأكيدها لاحقا مع تحفظهم فى إيضاح أسبابها، أثار التكهنات وعلامات الاستفهام التى لم تجد إجابة حتى الآن.

وعزا خيري الذي أعلن استقالته من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، سبب هذه الاستقالة إلى «ظروف شخصية خاصة»، مؤكدا أن قراره ليس وليد اللحظة وإنما اتخذه منذ فترة وحانت فقط لحظة إعلانه.

بينما أكد النشار أنه لن يستطيع إكمال مهمته داخل الوزارة، دون إبداء مزيد من الأسباب.

فيما أعلنت الديب أن استقالتها على مكتب الوزير ولا تراجع عنها، محتفظة بالأسباب لنفسها، على الأقل فى الوقت الراهن.

وقالت الصحيفة إن أثر مفاجأة استقالة خيري المتحدث باسم الوزارة، بدا واضحا على الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب ، الذى نفى الخبر فى البداية لعدم علمه به، ثم عاد وأقر به لاحقا بعدما أكده المتحدث على صفحته دونما ذكر أسباب.

أما الاستقالة غير المسببة التى أعلنها النشار فقد أرجعها الوزير إلى «ظروف صحية»!.

وقالت الصحيفة الحكومية إن صمت الوزارة تجاه استقالة «خيري» خلق بيئة خصبة للأقاويل والتكهنات، حيث أرجعها البعض إلى شراسة الحملة التى واجهتها الوزارة مع بدء العام الدراسى وصور الكثافات بالفصول، والتى أزعجت الوزارة فطالبت متحدثها بما لا يطيق، رامية الكرة فى ملعبه، بينما أرجعها البعض لخلاف نشب بين الوزير والمتحدث لتضارب تصريحاتهما حول إلغاء المستوى الرفيع، مما أغضب الوزير ودفعه لتعنيف «خيري» على مأدبة عشاء منتدى ذوى الإعاقة بشرم الشيخ.

كما امتدت التكهنات إلى استقالة «النشار»، حيث أرجعها البعض إلى ضيقه من تكليف آخرين بجزء من اختصاصاته فيما يتعلق بالأمانة الفنية وبالشئون المالية، وهو سبب يتنافى مع قرار الوزير منذ أسابيع بتفويض «النشار» فى جزء من اختصاصاته هو شخصيا!.

وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن استقالة النشار جاءت اعتراضا على تدخلات بعض أصحاب مدارس 30 يونيو المتحفظ عليها فى إدارتها، وتأثيرهم على سير العمل بها، وعدم احترامهم للقرارات التى أصدرها فى هذا الشأن.

وكشفت استمرار مسلسل تقديم الاعتذارات والاستقالات، فى توقيت بالغ الحساسية والصعوبة فضلا عن المخاوف من صعوبة تحقيق وعد الدكتور طارق شوقى وزير تعليم الانقلاب بصدور بعض الكتب المدرسية المتأخرة، ليأتى إعلان الوزير عبر الواتس آب – عن عدم تدريس هذه الكتب خلال الفصل الدراسى الأول، وتأجيله للفصل الدراسى الثاني، وأنه «سيحاول توفيره فى بدايته»، باعتباره «لم يكن فى أى خطة وتقرر تأليفه بعد بداية السنة الدراسية، وبالتالى نحتاج إلى وقت للمراجعة والطباعة والتوزيع بخلاف الموازنات».