هدية غالية لكل اب وام دمياطة … تربية الاولاد كيف لا نبدأ بكتاب الله ؟!

هدية غالية لكل اب وام دمياطة

تربية الاولاد كيف لا نبدأ بكتاب الله ؟!
مثال من كتاب الله عز وجل عن أسس التربية ..

لقمان .. رجل صالح و بعض العلماء يقول أنه نبي .. لكن الذي تميز به هو وصف الله عز وجل له ” وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ” ضع هذه الحقيقة في اعتبارك و أنت تراقبه و هو يربي ولده ..

فإن رأيت أن ترتيب أولوياته أو أن طريقته غير مناسبة لك.. فاتهم نفسك .. فهذا رجل آتاه الله الحكمة..

راقب معي ترتيب أولويات و مراحل وعظ لقمان الحكيم “تقسيمة المراحل دي سمعتها في درس دين من شخص نحسبه على خير”

1- يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ..
!!! إسأل نفسك سؤال.. إبنك أو بنتك عندهم كام سنة؟
عمرك فكرت تقعد معاه تحذره من الشرك؟
لو قلت إزااااي دا موضوع بعيييد عن ابني..

فهل كان ابن لقمان أكثر عرضة للشرك؟!

الأولوية الأولى في التربية “التوحيد”

.. التوحيد الكامل ليس فقط كلمة “مع عظم الكلمة طبعا” ..التوحيد هو حياة كاملة ..
التوحيد الذي أعنيه هو الذي يتجسد في

” قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ “

ليس فقط صلاة و نسك.. بل كل الحياة .. بل و حتى الممات لله وحده..
والله لو أفلحنا في هذا المجال و صار ولدك يعيش لله و يتمنى الموت في سبيل الله فكل ما يلي ذلك في التربية أهون …

“محتاجين نفصل بعد كده بإذن الله في تربية التوحيد”

2- ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”

لاحظ اللفتة البديعة ..

الأولوية الثانية لم تأت على لسان لقمان حيث أنها تعتبر –ولوشكلاً- مصلحة للقمان فلا يستساغ أن يقول لولده: أوصيك أن تبرني!!

و هنا يرتب الله عز وجل الأولوية الثانية للمربي المسلم : بر الوالدين
ولا تستغرب من ضياع أمة ضاعت فيها هيبة و كرامة الآباء و الأمهات و تعالت أصوات تكتف أيادي الأهل عن الأولاد بزعم أن هذا من أسس التربية..

و هنا يجب أن نلحظ شيئان:
الأول: أن الابن الناشئ على التوحيد و الإخلاص سيسعى لبر الوالدين طاعة لله و تقربا له

الثاني: العديد من آيات القرآن قرن بين التوحيد وبر الوالدين ” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ”

” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” و غيرهما ..

و ليست صدفة أن يسمى الأب “رب الأسرة” و الله عز وجل هو “رب العالمين” فكثير من العلاقة بين العبد و ربه نستطيع أن نستوعبها بضرب أمثلة من العلاقة بين الأب و إبنه .. طبعا لا تشبيه في العلاقة لكن لتقريب المعنى ..

“محتاجين نفصل بعد كده بإذن الله في هذه التشبيهات و كنت تناولت بعضاً منها في سلسلة إسمها: ولله المثل الأعلى”

قبل ما نترك هذه النقطة يجب التنويه على أننا نرتب أولويات فلو تعارضت الأولويات فيجب تقديم الأولى ” وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا” و هذا أيضا اختبار يكشف هل أنت تطيع والداك طاعة لله؟
أم هوى في نفسك ؟

أم اضطرار لطاعتهم

3- من أهم الأولويات المهجورة

” يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ” إنها المراقبة ..

إنها مرتبة الإحسان “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”

علم ابنك إنك مهما راقبته أكيد هيجيله أوقات يبقى لوحده..

عرفه إنه ساعتها مش لوحده .. كلمه عن رب العزة “الرقيب” إحكيله قصص صحابة و كيف كانوا يتقون الله سراً وعلانية.

كلمه عن الجنة و النار إوعى تقول في سرك إنه لسة صغير …

بنقنع نفسنا إنهم صغيرين و نتفاجئ بعد كده إن فكرهم وصل لما لم تتوقعه من إلحاد و ما شابه ..

لكن للأسف بعد ما تركته لنفسه و لصفحات الفيس و لأصدقاء السوء

“محتاجين نفصل بعد كده بإذن الله في طرق تربية الأولاد على المراقبة لله”

4- ” يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”

واخد بالك؟ رابع حاجة !!

العبادات و الدعوة إلى الله ..

مش معنى كده إننا هنأجل الاهتمام بهم.. لأ ..

المعنى إن الشطارة إنك تخلي ولادك

(1- أهل توحيد يعرفون قدر الله 2- يحبونك كقدوة و يبرونك و يتخذوك مثلا 3- يعلمون أن الله يراهم و يحصي عليهم أعمالهم)

ساعتها ستجدهم يسألون عن كيفية الصلة بالله و الوقوف بين يديه و الأنس به .. سيصلون بقلوبهم قبل أبدانهم ..
و سيحترق قلبهم إذا رأوا عبيد لله ضالين عن الطريق فسينطلقون مصلحين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر بما استطاعوا من قوة ..

و لكن .. أيها الوالد .. استعد و علم ولدك أن يستعد .. إن الذي يشق هذا الطريق ..الأصل أنه سيبتلى أو على الأقل سيواجه عوائق فكانت النصيحة

” وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ”

“محتاجين نفصل بعد كده في العبادات و إزاي نربي ولادنا عليها”

5- “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”

الأخلاق..

أكرر: ليس معنى تأخر ترتيبها أنه أقل أهمية .. بل الذي أراه أن هذه إشارة أن الخلق القويم هو نتاج لكل المراحل السابقة ..

مباشرة بعد الوصية بالدعوة إلى الله يجب أن يتحلى الداعية بحسن الخلق و التواضع و عدم الكبر “فقد يظن الداعية أنه أفضل من المدعوين” فكان لابد من التذكير بالتواضع هنا

نقطة أخرى غاية في الخطورة
لاحظ أن لقمان عندما أراد أن يحفز ولده على حسن الخلق قال له:

” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”

لم يقل “خليك محترم عشان الناس تحترمك/ خليك محترم عشان انت صورة لبيتنا / خليك محترم عشان ماتجيبش لينا مشاكل”

بل: خليك محترم عشان ربنا يحبك

تفتكر لو ابن لقمان مش متأسس في “التوحيد و الإخلاص” كان هيفرق معاه إن لقمان يقول له ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ “

تفتكر لو ابن لقمان مش متأسس في بر الوالدين و طاعتهما كان هيسمع منه؟

تفتكر لو مش متربي على مراقبة الله هيراعي ربنا أمام والده و في خلواته؟

تفتكر لو ابن لقمان مش بيصلي هيبقى متحفز إنه يحسن اخلاقه عشان يرضي ربنا؟
تفتكر لو ابن لقمان مارس للدعوة إلى الله و لو بكلمات بسيطة .. مش دا يسهل عليه و يدفعه دفعاً إنه يحسن أخلاقه و معامللته؟
“محتاجين نفصل بعد كده في الأخلاق و كيفية غرسها في ولادنا”

ياترى اللي بيربي أولاده “لو كان فاضي يربيهم” بيربيهم بالأولويات دي؟

ياترى فكرنا نبحث في كتاب الله؟ ياترى إحنا نفسنا إتربينا كده؟ لو حاسس إنك أهلك قصروا إنهم لم يتبعوا أسس التربية القرآنية معك؟
فلا تكرر ذلك مع أولادك

تخيل كل الدروس اللي قلتها لك دي منمقتطفات من 8 آيات وليس شرح لكل ال 8آيات ..

و شوف كام مرة قلت لك “محتاجين نفصل بعد كده” و لما هنفصل بإذن الله هيبقى من القرآن أيضا

صدق الله إذ يقول

” وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”

(نرجوا من احبابنا اهل دمياط الدعاء لكاتب المنشور الاصلى ونقناه هنا لاحبابنا للافادة )