م. نبيه عبدالمنعم يكتب انتقدنى شكراً ولكن أرجوك اسمح لى بالرد

ليس أسوأ ممن يسلبك حق النقد إلا من يسلبك حق الرد على النقد ،ولا يمكن أن تقول لى إن موقفك كان خاطئاً فى كذا وكذا وأتقبل ذلك ولكن إذا بدأت أنا فى الرد بكل أدب واحترام وتوضيح ما ليس واضحاً ، اتهمتنى بأننى أبرر وأننى لا أتقبل النقد وأننى أكرهك أو أهاجمك، فليس معنى ردى انتقاصاً منك وإنما لا شيئ فى توضيح الحقائق

ولا يمكن أن تنتظر منى أن اثنى على كلام أحدهم بشكل مستمر أو أنتقده بشكل مستمر ،فليس هناك فى البشر الذين يعيشون معنا هذه الأيام أنبياء ولا ملائكة تمشى فى الأسواق تؤخذ آراؤها وكلامها دون جدال ، ولا شياطين تتحدث معنا خاطئة على طول الخط ، وعليه فكل يؤخذ من كلامه أحياناً وهو نفسه يرد من كلامه أحياناً .

حدث ذلك مع سيدنا عمر نفسه حين قال ( أصابت امرأة واخطأ عمر )وليس هناك حزب ولا تيار ولا جماعة بلا أخطاء بشكل مستمر وإنما الكل يخطئ ويصبب ولكن الإختلاف فى معدل الأخطاء وفى النوايا وفى الأهداف والغايات ،وفى قصد الخير والشر وخدمة الدين والوطن ،وعليه فهناك الصواب وهناك الأصوب وهناك الشر والأشر منه .

ومن هنا أتت فكرة الديمقراطية والحكم لمن يختاره الناس فإن استمر على صلاحه فليستمر وإن أساء فليذهب بأصوات الناس، كما فعل سيدنا أبى بكر وأمر الصحابة من حوله ( فإن أصلحت فأعينونى وإن أسات فقومونى وإن عصيت الله فلا طاعة لى عليكم )وهذه نقطة الخلاف بيننا وبين الإنقلاب وأنظمة الإنقلاب وحكم العسكر الوراثى ،وعليه فلا يصح ان يقول قائل كنتم تؤيدون فلانا وتمدحونه فلماذا تعارضونه الآن .
ولا يعتقد أحداً حين ينتقدنا أحدهم أن دفاعنا عن أنفسنا اعتداءاً عليه أو تبريراً لا يجوز وإنما من حقه النقد ومن حقنا الدفاع حتى نصل إلى استجلاء الحقيقة أو أن نقنع بعضنا أو حتى لا نقتنع ، فكل حوار وتداول للرأى فى نطاق الأدب ودون سب ولا شتم حوار بناء .