سعـــد بـن معــاذ ” رضى الله عنه “

رجل لا تأخذه في الله لومة لائم . لا يعرف إلا محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وشائج القربى بنه وبين الناس مقطوعة إلا ما وصلها الله وأمر بوصلها . لم يرد رضي الله عنه أن يتشابه برجل منافق استغل وجوده في الصف المسلم لتمرير شبكة علاقات قائمة على أصول جاهلية فاسدة ، أو يبنى علاقة على حساب الإسلام والمسلمين .

شخصية صحابية بلغت من الرقي الفكري والنفسي إلى درجة القرب والعبودية لله جل وعلا . صار يعرف ما يريده وما هذا إلا بسبب الطاعات وكثرة القرب من الله كما قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا إن الله مع المحسنين ) فقد وافق حكمه حكم الله سبحانه وتعالى . يدعوا الله بطول العمر أن كانت هناك فائدة ” أي قتال المشركين ” ليس لجمال طعام ولا لين فراش ولكن ثمة رغبة في الحياة من أجل الجهاد .

إنها نفوس ما زالت تترقى وتتعالى على شهواتها حتى صار الجهاد شهوتها ورغبتها :

وذاك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع

ومن هذا نعلم لماذا كان الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا

•وفاته رضي الله عنه :

وذات يومٍ ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته ، فألفاه يعيش في لحظات الوداع فأخذ عليه السلام رأسه ووضعه في حجره وابتهل إلى الله قائلاً : ” اللهم إن سعداً قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحاً ”

وهطلت الروح المودعة برداً وسلاماً …

فحاول في جهد، وفتح عينيه راجياً أن يكون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ما تبصره عيناه في الحياة . وقال: السلام عليك يا رسول الله … أما إني لأشهد أنك رسول .
وتملى النبي وجه سعد آنذاك وقال : ” هنيئاً لك أبا عمرو ” .

ـ يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : كنت ممن حفروا لسعد قبره : وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب شممنا ريح المسك حتى انتهينا إلى اللحد .