رسالة من الاستاذ الدكتور علي عز الدين استاذ الرمد بجامعه اسيوط وامين الحريه والعداله ونائب الشعب الاسبق باسيوط والمحكوم عليه بالاعدام بسجون الانقلاب .

رسالة من الاستاذ الدكتور علي عز الدين استاذ الرمد بجامعه اسيوط وامين حزب الحريه والعداله باسيوط وعضو مجلس الشعب الاسبق والمحكوم عليه بالاعدام والمسجون حاليا بسجون الانقلاب .
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الآخرين و الرحمة المهداة إلى الخلق أجمعين ، و بعد ..
أبنائي و أحبائي ..
هذه الدعوة يا أبنائي دعوتكم و طريقها طريقكم و حفظها أمانة في أعناقكم
و إياكم أن تشقوا عصاها أو تفرقوا جمعها أو تمزقوا أخوتها ، فأخوتنا سر قوتنا ،
أو تنصرفوا عنها أو تسلكوا طريقا غير طريقها ، أو تقبلوا عنها بديلا ،
احملوا رايتها و سيروا بها إلى أهدافها التي كنا نأمل في تحقيقها و لم تتحقق
و لا تضعفوا أو تهنوا أمام تبعات الطريق و عقبات المسير ،
و ثقوا في نصر الله لكم فهو معكم و لن يتركم أعمالكم ،
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ،
و لا تسمحوا لأحد كائناً من كان
أن يغير مسارها أو يحرفها عن طريقها أو يبدل ثوابتها
و تجنبوا الإختلاف مهما كانت أسبابه ،
و في قواعد الجماعة و لوائحها و مبادئها ما يحسم أي خلاف مهما كان في ظل الحب في الله
و ضعوا هذه القاعدة نصب أعينكم
” لئن نجتمع على الصواب خير لنا من أن نفترق على الأصوب ” ،
و لا يفت في عضدكم ما يُثار حول دعوتكم
من شبهات كاذبة و فريات مفتراة و اتهامات ظالمة
مهما كان قائلها أو ناشرها و مهما لبس من مسوح العلماء
أو تزيى بزي الفقهاء أو المفكرين أو المصلحين
فكم من علماء في حمأة الباطل يتمرغون و تزيغ أعينهم
من بريق ذهبه و ترتعد فرائصهم من تلويح عصاه .
و لست أدري هل من حسن طالعكم
أن تتقدموا للحياة في مثل هذه الظروف التي تمر بها الدعوة ،
فأنتم تتقدمون لميادين الجهاد و التضحية و العطاء و البذل
إلى الميادين التي تحتاج إلى الرجولة و الصلابة و الثبات

و لكن الله أراد لكم الخير و أراد لكم أن تروا القدوة بأعينكم و تسمعوها بآذانكم
و تحسونها بمشاعركم لا أن تنتقل إليكم عن طريق الكتب و المحاضرات و الحكايات . و ها هم قادتكم في معاني قلوبهم لا في غيرها ، عظماء كعظمة المبدأ الذي ينتصرون له ، أقوياء كقوة الإيمان الذي يعملون من خلاله ، أجلاء كجلال الدعوة التي يجاهدون في سبيلها ..

كانوا في الشعب هم خيال الأمة العامل المدرك ،و شعورها الحي المتوثب و قواها البارزة من أعماقها ، و أملها الزاحف ليقهر الصعوبة يفادون بأنفسهم الغالية و يؤثرون عليها ،و ليس في أحد منهم ذاته و لا أغراض شخصه .

فما أجل و ما أعظم و ما أروع و ما أسمى ! أيتها الحياة ..
هل فيك أشرف من هذه الحقيقة إلا حقيقة النبوة ؟!

انظروا إلى هذا الزعيم البطل القائد (د. محمد مرسي)
فهو رجل نبت على أعراق فيها إبداع المبدع الخلاق العظيم ،و عنايته هي أعدته و هي ألهمته و هي أنطقته و هي أخرجته في وطننا إعلانا غير كتمان ، مصارحة غير مخادعة ، و هي التي جعلت فيه أسدية الأسد ، و هي التي ألقت في كلامه تلك الشهوة الروحية التي تُذاق و تُحب كالحلاوة في الحلوى .
هذا الرجل الزعيم البطل القوي الذي تصدى -بمفرده و ليس معه سلاح إلا إيمانه-
لكل قوى البغي في العالم كله و لجيش الظلم و الفساد ، و ثبت ثبوت الجبال الراوسي لأعتى الأعاصير ، هذا البطل صار في قاموس هذه الأمة كقاموس اللغة يرد كل مفرد إليه في تعريفه ،
و لا تصح الكلمة عن أحد إلا إذا كانت فيه الشهادة على صحتها .
رجل عبقري كالجمرة الملتهبة تحترق و تحرق ،
ثائر كالزلزلة يرج كل ما حوله ، صريح كصراحة الرسل ،
تلك التي معناها أن الأخلاق تقول كلمتها .
رجل الشعب الذي يحس كل مصري أنه يملك فيه زعيما من المجد ،
رجل بلغ من العظمة مبلغا تصاغر معه الكبير ، و تضاءل العظيم ، و تقاصر الشامخ
و ترك قوما من خصومه كفلان و فلان و إن الواحد منهم
ليلوح للشعب من فراغه و ضعفه و تطرحه و هوانه
و تخنثه و كذبه و نفاقه كأنه ظل رجل لا رجل .
لقد أصبح قوة عاملة تعمل عملها في كل حي تحت هذا الأفق
حتى كأن معاني نفسه الكبيرة تنتشر في الهواء على الناس ،
فهو قوة مرسلة لا تمسك ، ماضية لا تُرد ، مقدورة لا يُحتال لها بحيلة .
الثورة هي التي تتكلم في فمه فتجعل لبعض كلماته
قوة كقوة النصر و شهرة كشهرة موقعة حربية مذكورة.
هذا الرجل وحده هو الذي أفلح أن يكون
الرمز لهذه الأمة و أن يكون أستاذ المقاومة فيها ،
فإن الأمة الآن تحتاج إلى رجل المقاومة لا إلى رجل السياسة ،
و لذا فإن الشعب يشعر مع وجوده بلذة كلذة الفوز و الإنتصار و إن لم يفز بشيء ،
فاطمئنان الشعب إليه كاطمئنان حامل السلاح إ
إلى سلاحه ،
و أحيا فبنا قوة الإحساس بالعظمة و الكبرياء و السمو و الإعتزاز بالحق ،
و صرفنا بالمعاني الكبيرة عن الصغائر ،

إننا يا أبنائي لن نحيا إلا بالمقاومة و التضحية و الفداء ،
فالفريسة لن تتخلص من حَلقِ الوحش الذي يفترسها
إلا باعتراض عظامها الصلبة القوية في هذا الحلق .

يا أبنائي كم في بلدنا من سياسيين كبار ، رؤساء و وزراء و زعماء أحزاب
لو جُعلت ثيابهم على خشبة و نُصبت في كراسيهم
لكانت أكثر نفعا للأمة منهم بأنها أقل شرا منهم .

يا أبنائي كل الناس يرضون أن يتمتعوا بالمال و الجاه و السيادة و الحكم ،
فليست هذه هي المسألة ،و لكن المسألة

من هو الزعيم السياسي الذي يرضى أن يُعلق على أعواد المشانق ؟

لقد أعاد هذا البطل الكرامة لهذه الأمة ففاز لأنه لم يخسر شيئا من الحق ،
و انتصر بأنه لم يُهزم ، و دل على ثباته بأنه لم يتزعزع .

لقد أرسل البطل بمواقفه رسائل إلى هذه الأمة ،رسائل تظهر شجاعة الحياة ، و فورة العزائم
و فضيلة الإخلاص و شدة الصولة و عناد التصميم ، و أثبت بقوة ظاهره قوة باطنه .
لقد أعلن هذا البطل على العالم أجمع بأنه

لا يخشى الموت و لكنه يخشى العار ،فإنه إذا مات مات وحده ، و إذا جلب العار جلبه على نفسه
و على جماعته و على أمته و على تاريخ أمته ،بيد أنه قالها ، و في مثل هذا يكون قول لا ، معركة انتصر فيها ,,
و قد قال البطل ما قال و فعل ما فعل و هو رابط الجأش ، ثابت الجنان مرفوع الرأس ،
انطلاقا من إيمان قوي عميق ،و تربية راقية و تكوين دقيق في جماعة مباركة تحمل دعوة سامية روت شجرتها دماء زكية طاهرة فأخرجت هذه الثمار الحلوة الناضجة .

سأتوقف عن الكتابة رغما عني لضيق الوقت

على وعد أن أكتب لكم مرة أخرى إذا قدر الله عن هذا الرجل ولي الله

فليستعد الذين آذوه لحرب الله عز و جل إن كان لهم بذلك طاقة ،
و عن غيره من قادة هذه الجماعة الأبطال العظام .

لقد كان أعداء هذه الجماعة يحسبونها ذبابا سياسيا لا شأن له إلا بفضلات السياسة ، و لا عمل لها في أزهارها و أثمارها و عطرها ،فأسمعهم الإخوان طنين النحل ، و أراهم إبر النحل ،
ليعلموا أن الأزهار و الأثمار و العطر و الحلوى هي لهم بالطبيعة و أنهم هم الأمل الحقيقي لهذا الشعب و هذه الأمة و للبشرية كافة.

و ها هي ذي معركتكم أيها الأبناء الأحباب
و معكم شباب هذه الدعوة المباركة الذين أراهم حولي ،فإن الذرات الحية التي تُخلق في دمائكم قد ثارت في هذه الدماء تعلن

أنها لن ترضى أن تولد مقيدة بقيود ،

و لن تُذل و لن تُهان بعد اليوم ،
و ستطأ بأقدامها هامات الظالمين المجرمين ،
و ستعلي راية الحق عالية خفاقة على ربوع العالمين ،
و ستحمل بأيديها نور الهداية لهذه البشرية التائهة الضالة .

وفقكم الله لكل خير و أعانكم على كل بر ..
و إلى لقاء قريب بإذن الله