#الهجرة_والأخذ_بالأسباب

#الهجرة_والأخذ_بالأسباب

◊ وكانت هجرته صلي الله عليه وسلم من أبرز النماذج التطبيقية للمزج التربوي الدقيق بين استفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب وحسن ال
◊ تدبير، وبين التوكل علي الله وحسن الظن به، لقد خرج الرسول صلي الله عليه وسلم من بيته فجراً، ودخل بيت أبي بكر في الظهيرة، ثم خرج مع صاحبه أبي بكر من باب خلفي، وارتحلا راحلتين سبق أن أعدهما أبو بكر وجهزهما في مكان بعيد عن العيون علي أطراف مكة،
◊ ثم انطلقا إلي غار ثور في اتجاه لا يخطر ببال الملاحقين لهما، إذ انطلقا في عكس الطريق المعهود الذي يسلكه من يقصد يثرب، ومكثا في الغار ثلاثة أيام كاملة حتي يخف عنهما الطلب وتهدأ حركة قريش،
◊ وخلال هذه المدة تم تكليف عبد الله بن أبي بكر بإحضار الأخبار، وأسماء بنت أبي بكر بإحضار الطعام، ولإخفاء آثار أقدامهما الذاهبة من الغار و الآتية إليه تم تكليف عامر بن فهيرة مولي أبي بكر الصديق رضي الله عنها برعي الغنم والاستراحة قريباً من الغار، وفي الطريق إلي يثرب تم الاستعانة بدليل ماهر خبير بدروب الصحراء هو عبد الله بن أريقط رغم أنه كان يهودياً لكنه كان أمينا يحفظ السر، بالإضافة إلي خبرته التامة وهذان الأمران هما المطلوبان في هذه المهمة.
◊ بل هما ركنا النجاح في أي مهمة: الأمانة والخبرة، ولا غني لأحدهما عن الآخر. فالأمين إذا لم يكن خبيراً يسيء من حيث يريد أن يحسن، ويكون كالدبة التي قتلت صاحبها وهى تهش الذباب عن وجهه، فقذفته بالحجر الذي أودي بحياته، والخبير إذا لم يكن أميناً يجرعك سم الخيانة وتأتيك منه الطعنة النجلاء في ظهرك، في الوقت الذي تنتظر مؤاذرته ونصرته وتؤمل دعمه ومعونته.